تبدو الآفاق واعدة على صعيد قدرة حزم البيانات الضخمة على إحداث تحسينات، وسماحها باكتشاف معلومات جديدة نتيجة حالات الترابط المختلفة، بفضل تدفّق البيانات أكثر فأكثر من مصادر تتكاثر أعدادها كلّ يوم، وتوجيهها لقطاعات الاقتصاد كافّة بشكل متزايد. بيد أن هذه البيانات المتدفّقة بطرق جديدة وغير معهودة تبقى تشكّل بنظر معظم العملاء معلومات خفيّة داخل علبة سوداء كبيرة ملؤها حزم البيانات الضخمة. والواقع أنّ العلاقة السببية بين تصرّفات المستهلكين، والبيانات الصادرة عنهم، والتداعيات الواسعة لهذه البيانات، تبقى غامضة بنظرهم. وبالتالي، لا يعرفون بمن عليهم الوثوق، ولا سبيل لهم لمساءلة جميع عناصر بيئة الأعمال المعنية بالبيانات.
ما الذي تفعله الشركات لتوضيح الأمور بشأن بياناتها، فيعرف موظفوها وعملاؤها أين يقفون؟ حريّ بالشركات أن تتخلّى عن شرح الطريقة المحتملة لاستغلال البيانات، وأن تستبدله بشرح للطريقة الواجب اعتمادها لمعالجة هذه الأخيرة، مع أخذ ردود الفعل المحتملة للعملاء في الحسبان، ولا شك في أن معرفة ردود فعل العملاء ليست دائماً ممكنة، ولكن في ما يلي أربع توجيهات يُحبّذ أن تحسب لها الشركات حساباً:
- قم بامتحان الاستعمالات المختلفة لبيانات: لو عرف عملاؤك كيف تستعمل بياناتهم، هل سيتذمّرون؟ قد يبدوهذا التمرين سهلاً، ولكنّه بلا أدنى شكّ نقطة انطلاق جيّدة لامتحان المعايير التي تعتمدها.
- وفّر قيمة للعملاء: لا يفترض باستخدامات البيانات أن تؤثر في المحصلة النهائية للأرباح والخسائر. وعلى سبيل المثال يُقدم العملاء على عمليات مقايضة لبياناتهم -فيكشفون عاداتهم التسوّقيّة، ويحصلون في المقابل على مكافأة لولائهم. وبالتالي، اشرح تبادل القيمة هذا بوضوح، واجعله ملموساً بنظر عملائك.
- أخبر روايات تمنح طابعاً ملموساً لكيفيّة استخدام البيانات: عندما نتحدث عن حزم البيانات الضخمة، لا نعود نرى الأفراد المتأثرين بالقرارات الموجهة منها. وبالتالي، تأكد من سرد روايات تخبركيف استفاد الأفراد من التأثيرات الإيجابية لممارسات البيانات التي تُقدم عليها شركتك. - نظّم حواراً حول قواعد السلوك: لعل إقبالك الشخصي على استخدام البيانات بشكل مقبول يختلف عما هو عليه لدى جارك. وبالتالي، تحدّث إلى عملائك عن توقعاتهم، على أن يتخطى ذلك سياسات السرية، وكذلك، قم بإعداد بيان عن القيم التي تعكس قواعد سلوك شركتك بالنسبة إلى كيفيّة استخدام البيانات.
بصفتنا مجتمعا لا نزال نحاول تصوّر الاستعمالات المحتملة والضرورية للبيانات، علماً بأنّها عملية مستمرة، تتم بشكل أفضل في العلن. ولا شك في أن الشركات القادرة على توضيح كيفيّة استخدامها للبيانات، وأخذ ردود فعل المستهلكين في الحسبان، وتشجيع المستهلكين على الشراء، ستتمتع بأفضل مكانة لتحقيق النجاح في مستقبل موجه من البيانات.