لم تشعر آمال كربول وزيرة السياحة بالارتياح عقب إسقاط لائحة سحب الثقة منها، التي كان قد طالب بها أكثر من 80 نائباً بالمجلس التأسيسي على خلفية سماحها بدخول 60 إسرائيلياً إلى الأراضي التونسية للمشاركة في الحج السنوي إلى المعبد اليهودي بالغريبة بجزيرة جربة جنوب البلاد؛ فقد وصلتها أخبار تفيد بتراجع العديد من الشركات الكبرى العالمية للسياحة عن حجوزاتها تجاه تونس، بما سيكبد القطاع السياحي خسائر مادية ثقيلة، قد تؤدي إلى الموت السريري لاقتصاد البلاد المتهاوي الذي كان القائمون عليه يعولون على مداخيله من العملة الصعبة لإعطاء جرعة شفاء وعافية للقطاع المالي كله.
وكانت وزيرة السياحة، التي جلس إلى جانبها الوزير المكلف بالأمن المدعو أيضاً للمساءلة بالمجلس التأسيسي، قد أكدت أن قطاع السياحة في تونس أصبح مهدداً، وذلك بعد إلغاء عدد كبير من الرحلات السياحية التي كانت مبرمجة بسبب الحملة الاستثنائية التي تم إعلانها على اليهود، وهو ما يجعل تونس في خطر لو تم تصنيفها من البلدان التي تدعم التمييز العنصري.
وأشارت كربول إلى أن شركتي ANCLو carribal المتخصصتين في الرحلات السياحية الكبرى عالمياً قررتا إلغاء رحلاتهما إلى تونس إثر إقرار لائحة سحب الثقة، مضيفة بأن القطاع السياحي يوفر سنوياً نحو 3500 مليار، وهو أكثر قطاع يدعم ميزانية الدولة على حد قولها.
وأضافت بأن حملة إلغاءات السفر إلى تونس سوف تطول 8 شركات عالمية تنظم الرحلات البحرية السياحية، منها أربع شركات أمريكية عالمية.
ولئن نجت وزيرة السياحة والوزير المكلف بالأمن رضا صفر من الإعفاء من مهامهما بحكومة المهدي جمعة إلا أنهما أمضيا 12 ساعة من أصعب الساعات في مسيرتيهما السياسية؛ إذ ساد المجلس التأسيسي توتر شديد، وصل إلى حد تبادل السباب والشتائم بين النواب المعارضين لمساءلة الوزيرين ومطالب بإقالتهما من مهامهما.
الجلسة التي بدأت بخلاف إجرائي حول سرية الجلسة أو علانيتها تواصلت إلى ساعات الليل الأولى، فيما تساقطت المراسلات العاجلة الصادرة عن كبرى الشركات السياحية المملوكة أساساً من اليهود الأمريكيين على مكتب الوزيرة في غيابها، إلا أن آمال كربول حرصت على إحاطة النواب علماً بتداعيات قرارهم إقالتها ومنع السياح الإسرائيليين من دخول تونس.
وفي ردّه على اللائحة ودفاعاً عن موقفه اعتبر الوزير المكلف بالأمن لدى وزارة الداخلية رضا صفر أن عريضة المساءلة وسحب الثقتعد تجنّياً لأنّها تظهره ووزيرة السياحة وكأنهما يريدان التطبيع مع إسرائيل، في حين أن القضية إجرائية وإدارية داخلية.
واعتبر صفر أن هناك ثوابت تتمثل في سيادة الدولة وسيادة القرار وأمن الدولة والأمن القومي، وثوابت تتعلق بالقضايا المصيرية مثل القضية الفلسطينية، قائلاً: «نحن لا نتعامل مع وثائق إسرائيلية.
تعاملنا كان مع أشخاص لا مع جوازات سفر إسرائيلية، وذلك ضمن رحلات منظمة لمدة ست ساعات، ولم يتم التعامل مع وثيقة رسمية إسرائيلية». مؤكداً أن التطبيع هو كل ما يتعلق بالتعامل مع وثائق أو جهات رسمية صهيونية.
وفي الشأن الميداني، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني العميد توفيق الرحموني إن العمليات العسكرية تتواصل حالياً بجبل الشعانبي من محافظة القصرين بالجنوب الشرقي طبقاً للخطة العملياتية المقررة، مع توسيع نطاق السيطرة والمراقبة، وذلك باستعمال الوسائل البرية والجوية.
وأكد الرحموني أن الأهداف الحالية للعمليات العسكرية بجبل الشعانبي تتمحور حول التصدي لكل محاولات الخروج أو الدخول للعناصر الإرهابية داخل المنطقة العسكرية المغلقة، مبيناً أن الوحدات المنتشرة تقوم بتنفيذ رمايات على المواقع المشبوهة والأهداف التي يتم كشفها.
وأفاد في السياق ذاته بأن الوحدات العسكرية ما زالت ترصد من حين إلى آخر بعض التحركات المشبوهة بالمنطقة الغابية، ويتم الرمي عليها بواسطة الأسلحة المشتركة.