لقد منّ الله على هذه البلاد المباركة بالعديد من الخصائل الفريدة والنعم الكثيرة، ولعل من أبرزها بأن يسر لها خيرة القادة والملوك منذ نشأتها، قادة استطاعوا بفضل الله وتوفيقه أن ينقلوها من مرحلة النشأة إلى مراحل متقدمة في جميع المجالات في وقت قياسي، وفي هذه الأيام نعيش ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعاً ألا وهي ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، بيعة اجتمع فيها أهل الحل والعقد قبل تسعة أعوام على اختيار هذا الرجل الصالح والإمام العادل ليقود الأمة ويجلب لها المنافع الدينية والدنيوية ويدفع عنها المضار والمخاطر والفتن.
لقد شهدنا في عهد خادم الحرمين الشريفين العديد من الإنجازات في جميع المجالات حيث استطاع الملك عبدالله بالحكمة والرؤية الثاقبة حفظه الله وبالرغم من تميز إنجازات سابقيه من الملوك رحمهم الله أن يضيف للتميز تميزاً آخر وأثبت أن الإبداع متجدد ولا نهاية له، ولعلي أتطرق إلى ذكر بعض من الإنجازات في عهده -حفظه الله- في مجال التنمية العمرانية التي يقصد بها الاهتمام بمتطلبات المكان والإنسان ومنها:
تدشين الجامعات في جميع مناطق المملكة والاهتمام ببيئتها المكانية من خلال التوسع في إنشائها على أحدث المواصفات العالمية في مشاريع البناء والعمران بالإضافة إلى اهتمامه بالموارد البشرية حيث ابتعث الآلاف من أبنائه لأفضل الجامعات العالمية لينهلوا من موارد العلم والثقافة.
اهتمامه بتنمية المدن بدأ من مكة والمدينة اللتين نالتا حصة كبيرة من التطوير والبناء ووصولاً إلى مدن الأطراف التي لم يغفل عن تطويرها وتنميتها وخير مثال على ذلك مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بجازان.
اهتمامه بالبنية التحتية وخاصة مشاريع الطرق والنقل العام التي يعتبر مشروع قطار الحرمين أبرزها ومشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض أحدثها والمصممة على أفضل المعايير العالمية حسب رأي المشرفين عليها وكذلك قطار الشمال ومشروع التحدي طريق الشيبة - البطحاء الدولي الذي يقاوم أقسى ظروف المناخ ويربط المملكة بشقيقتها دولة عمان.
وهناك اهتمامه على المستوى العقاري ودعمه الكبير لمشاريع الإسكان من خلال دعمه لصندوق التنمية العقارية واستحداثه لوزارة الإسكان التي تعكف على حل معضلة الإسكان في المملكة.
وكذلك اهتمامه بتحسين المستوى المعيشي للمواطنين من خلال رفع الرواتب وتخفيض الرسوم الجمركية وأسعار الوقود.
ومن إنجازاته أيضا اهتمامه -حفظه الله- بالتخطيط الإستراتيجي ويتجلى ذلك في حرصه على الأمن الغذائي والمائي من خلال دعم الاستثمار الزراعي في الدولة الصديقة والمحافظة على الموارد المائية في هذه البلاد.
لم ولن تتوقف إنجازات الملك عبدالله عند هذا الحد بل هناك العديد من الجوانب المضيئة في سيرة خادم الحرمين الشريفين ملك التنمية وعرّاب النهضة في هذه البلاد، ولكن هذا ما وددنا الإشارة إليه في ذكرى هذه البيعة المباركة.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وألبسه ثوب الصحة والعافية وحفظ بلادنا وأدام عليها نعمة الأمن والأمان.