بدأ معهد تعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها برنامجاً ملحقاً بقسم اللغة العربية بكلية التربية عام 1399 هـ -1400 هـ، وكان الهدف منه تعليم اللغة العربية للطالبات الحاصلات على منح دراسية تقدمها المملكة العربية السعودية، وفي حوار للجزيرة مع عميدة معهد تعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها الدكتورة نوال بنت سليمان الثنيان أستاذ مشارك تخصص النحو والصرف عن التطورات التي طرأت على الهيكلة، قالت إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وافق على إنشاء معهد تعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ، وقد أصدرت معالي مديرة الجامعة الدكتورة هدى بنت محمد العميل قراراً يقضي بتعييني عميدة للمعهد.
وتجدر الإشارة إلى انه منذ حوالي أربعة وثلاثين سنة كان هناك برنامج ملحق بقسم اللغة العربية يهدف إلى تعليم اللغة العربية لغير الناطقات بها في كلية التربية التابعة لكليات البنات وعدد الملتحقات بهذا البرنامج في ذلك الوقت من الطالبات يتراوح ما بين 20 إلى 50 طالبة.
وعبرت عن شكرها وتقديرها لمعالي مديرة الجامعة على هذه الثقة الغالية داعية الله أن تكون عند حسن الظن.
* كيفية تحقيق الريادة العالمية في تعليم وتعلم اللغة العربية للناطقات بغيرها؟ وما أبرز خطواتكم المدعومة لتحقيق شراكات محلية وعالمية؟
- انطلاقة المعهد ستكون برؤيته وهي الريادة العالمية في تعلم وتعليم اللغة العربية للناطقات بغيرها ورسالته في تعلّم وتعليم اللغة العربية من خلال تقديم برامج أكاديمية وتدريبية وبحثية رائدة للناطقات بغيرها وإقامة شراكات محلية وعالمية.
وتحقيق أهداف المعهد بتوفير بيئة تعليمية متكاملة محققة للأهداف المرسومة والمساهمة في تطوير وتحسين مستوى البرامج الأكاديمية والتدريبية بالإضافة إلى تحسين أداء الهيئة التعليمية في المعهد، وتصميم وإعداد المقررات الدراسية في ضوء آخر المستجدات الأكاديمية والاهتمام بإعداد الاختبارات اللغوية بأنواعها حسب المعايير والمواصفات العالمية ومن أهم أهدافة استقطاب الكفاءات العلمية المنوعة من خارج المملكة واستحداث برامج الكترونية داعمة للتعليم الصفي.
* هل تقدم الجامعة خدمات مميزة لضيوفها من طالبات المنح الخارجية؟
- يتم استقبال طالبات المنح الخارجية باعتبارهن ضيوفاً المملكة العربية السعودية وأيضاً لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وذلك باستقبالهن وتوفير السكن الجامعي لهن ومساواتهن بالمميزات التي تحصل عليها الطالبة السعودية من مكافأة وغيرها من المميزات الدراسية وذلك لمحاولة تحقيق جميع احتياجاتهن وتوفير سبل الراحة، وأكدت أن التميز في الخدمات أدى الى الرضى الذي تشعر به طالبات المنح الخارجية.
ومنذ بداية تأسيس المعهد بذلت الجامعة جهوداً كبيرة وضخمة لإعطاء المعهد الاستقلالية والأهمية لتحقيق الأهداف المرجوة بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين وتشجيع الجامعة تضاعفت أعداد الطالبات وتم إعادة الهيكلة من الجانب التعليمي والإداري للمعهد وتحديث وظائف متخصصة لتحقيق الأهداف المرسومة من إنشاء هذا المعهد.
* ما هو الدعم الذي تقدمه الجامعة للمعهد من أجل التعليم والتعلم لتحقيق الأهداف المرجوة؟ وما هي الخطط المستقبلية والمشاريع التي سيتم تنفيذها من قبل المعهد من أجل الوصول الى العالمية؟
- هناك ميزانية تساهم في إنجازات المشاريع التي تحقق معايير الجودة ومن أبرز هذه المشاريع الإعداد لبرنامج لغوي غير مكثف والذي يستهدف الضيوف الأجانب والوافدين داخل المملكة العربية السعودية أو خارجها من مختلف دول العالم، سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة ممن لهن الرغبة في تعلم اللغة العربية بشكل مبسط.
* هل هناك تبادل ثقافي بين الطالبات غير الناطقات باللغة العربية ومنسوبات المعهد وطالبات الجامعة السعوديات من خلال مشاركتهن بالأنشطة والفعاليات المحلية والدولية والإقليمية وكيفية آلية المشاركات؟
- هناك عدة مشاركات داخلية ودولية ولقاءات علمية والتي تهدف إلى التعريف بالمعهد والخدمات التعليمية المقدمة من خلاله إلى العالم الخارجي والدولي.
فقد شاركت عضوات من المعهد بالمؤتمر الدولي الرابع لوزارة التعليم العالي الذي تم عقده بعام 1433هـ وأعد دليلا تعريفيا لهذه المناسبة.
كما حضر عدد من أعضاء الهيئة التعليمية عدداً من الملتقيات العلمية المحلية والإقليمية، كحضور الملتقى الدولي الأول لمركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية في القاهرة، وزيارة مركز اللغات التابع لكلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة في دولة قطر لتبادل الخبرات والاطلاع على تجارب المعاهد المختلفة, وحضور المؤتمر السنوي السابع لمعهد ابن سينا للعلوم الإنسانية في فرنسا والذي كان بعنوان « ما هي طرق تصميم برامج تعليم اللغة العربية في ضوء الإطار المرجعي الأوربي المشترك للغات, وكذلك تفعيل المشاركات الداخلية في المؤتمر الذي عقده معهد اللغويات بجامعة الملك سعود.
إضافة إلى عدد من اللقاءات العلمية التي عقدها المعهد لعضواته باستضافة عدد من المختصين في مجال تعليم وتعلّم اللغة العربية كلغة ثانية، فقد استضاف المعهد الدكتورة جي هيون كونغ من جامعة هانجو للدراسات الأجنبية بمدينة سيئول بكوريا الجنوبية ، حيث قدمت ورقة عمل بعنوان «تعليم اللغة العربية في كوريا» تركيزاً على التعليم المتمحور حول المتعلم.
وإجراء اتصال مرئي بالدكتور محمود البطل أستاذ اللغة العربية المشارك بقسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة تكساس أوستن ومدير مركز الدراسات العربية بجامعة تكساس.
بالإضافة الى عقد شراكة مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وهدفه التواصل بين طالبات المعهد وطالبات الجامعة.
وهناك الدورات المتخصصة التي ينظمها المعهد لأعضاء الهيئة التعليمية والإدارية والطالبات منها دورة أساليب ومبادئ تدريس العلوم الشرعية لمتعلمات اللغة العربية للناطقات بغيرها ، ودورة إعداد مدربي معلمي اللغة العربية للناطقات بغيرها. ومن جانب آخر الدورات المقدمة للطالبات دورة اتكيت المظهر ودورة الإلقاء المؤثر ، وفن الكتابة العربية وأساسيات الخط العربي، ودورة مهارات الحوار والاتصال.
بالاضافة إلى اهتمام المعهد بالأنشطة التي تحقق أهدافاً تعليمية ذات صلة بتكوين العادات اللغوية السليمة من خلال مناشط عدة أهمها تنظيم ملتقى السفيرات والذي يهدف إلى التعريف بالثقافات والحضارات للدول المختلفة.
كما أن المعهد ينفذ برنامج التبادل اللغوي والذي يجمع عدداً من الطالبات في المعهد ممن يتكلمن عدداً من اللغات مثل: الإنجليزية والفرنسية واليابانية...إلخ يتبادلن هذه اللغات مع طالبات الجامعة العربيات بحيث يستفدن اللغة العربية منهن والعكس في إفادتهن اللغات اللاتي يتحدثن بها.
بالإضافة إلى تنظيم الرحلات والزيارات العلمية والثقافية والاجتماعية لتعريف الطالبات بثقافة المملكة العربية السعودية، ومن أهم المشاركات ملتقى موهبة الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز ورجاله، والمشاركة في ملتقى رؤى شبابية الذي نظمته جامعة الملك سعود.
وأكدت أن من ضمن الاهتمامات تفعيل الإرشاد الأكاديمي الاجتماعي؛ للمساهمة في كيفية تعايش الطالبات مع البيئة المختلفة عن بيئتهن من خلال مسابقات تعقدها الجامعة مثل مسابقة القرآن الكريم والحديث الشريف، والمسابقات الأدبية.
وقد وصل أعداد الطالبات الى أكثر من 400 طالبة لأكثر من 50 جنسية آسيوية و أوروبية وأفريقية وأمريكية وأن المعهد يركز على جمع عدد كبير من المختصات باللغة العربية وخاصة تخصص «علم اللغة التطبيقي واعتبرت المعهد بيت خبرة في هذا المجال وقالت إن تصنيف دراسة الطالبة يتم على حسب مستوى الطالبة المقسم الى أربعة مستويات دراسية بإجمالي 25 ساعة لكل مستوى لاكتساب الطالبة أربع مهارات أساسية باللغة العربية «الكتابة والقراءة والاستماع والكلام» إضافة إلى المواد الشرعية والتي تقدم للطالبة ثقافة إسلامية مختلفة.
بعدها تحصل الطالبة على درجة دبلوم عالٍ بحيث تكون مؤهلة بأن تلتحق بأي تخصص ترغب بدراسته بالجامعة ما عدا الكليات الصحية.