يقف زوار جناح المملكة في سوق السفر العربي على مدخل الجناح يتأملون من جهة أنامل الحرفي محمد أحمد القماري وهو يطرق بأدواته بتركيز لتصنيع أنواع من الخناجر، ويستمعون من جهة أخرى إلى مفرح المالكي يعزف على مزماره ألواناً من الأغاني الشعبية. بدأ العم محمد أحمد في تعلم حرفة صناعة الخناجر والجنابي والسيوف والأدوات الزراعية مند أن كان طفلاً في الثانية عشرة من عمره. وهو شارك في العديد من دورات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية). وهو يعمل في دكانه في صبيا بمنطقة جازان على تصنيع 3-4 خناجر يومياً. ويقول إن سعر الخنجر يتراوح بين 200 ريال وحتى 250 ريالاً. أما سعر السيف الذي يستخدم في مناسبات الأفراح فيبدأ من ألف ريال وقد يصل إلى 20 ألف ريال. ويوضح القماري بأن هناك أنواعا أخرى من الخناجر كالجوفية والحواشية المعايرة، وهي لون سائد من الخناجر في الباحة وعسير. وهو ورث لبعض أبنائه حرفة صناعة الخناجر والسيوف، مؤكداً على أن الحرفة أمان من الفقر. ويقف بعض المارة للانصات بإعجاب إلى معزوفات مفرح جبران المالكي. ويقول إنه يجيد تصنيع المزمار مؤكداً أن المزمار الجازاني هو أقدم مزمار في الجزيرة العربية، وهو ينتشر أيضاً في دول مثل اليمن ومصر والعراق. ويقول: تعلمت العزف على المزمار صغيراً، وكنا نصنع المزامير من شجرة القصب البري التي كانت تنمو في مجاري الأودية، لكن هذا النوع من الأشجار بدأ ينقرض. ويشير إلى أن العزف على المزمار يحتاج إلى نفس عميق.