بدأ آلاف المتظاهرين التايلانديين أمس الجمعة «المعركة النهائية» ضد الحكومة حيث سقط بعض الجرحى في هجوم فاشل على مبنى للشرطة. في اثناء الحادث امام نادي الشرطة اصيب خمسة اشخاص بجروح طفيفة بحسب مركز الطوارئ ايراوان. واكد المسؤول الامني لدى الحكومة الانتقالية بارادورن باتاناتابوت استخدام مدافع المياه واطلاق عبوة غاز مسيل للدموع، متحدثا عن اصابة اربعة اشخاص بجروح طفيفة. والمجموعة التي حاولت دخول المبنى المحصن كانت بقيادة راهب بوذي برز في الاشهر الفائتة لمواقفه المتشددة. كما استهدف متظاهرون اخرون قنوات تلفزيونية حيث دخل بعضهم بلا عنف الى ردهة مبنى القناة التاسعة الرسمية من دون اضطراب في بث القناة. وبدأ المتظاهرون حملتهم الشاملة في مواجهة حكومة اضعفتها اقالة رئيس الوزراء ينغلاك شيناواترا الاربعاء.
وصرح سوثيب ثوغسوبان احد قادة المتظاهرين من منصة نصبت قرب مقر الحكومة «سننام هنا الليلة!» وتابع «ادعو اصحاب السلطة الى التعاون معنا والتخلص من بقايا تاكسين» فيما كان انصاره ينصبون الحواجز. وما زال المتظاهرون الذين نزلوا الى الشوارع منذ 6 اشهر يطالبون باقالة الحكومة لانشاء «مجلس شعب» معين يتولى «اصلاح» النظام.
ويعتبر المتظاهرون ان النظام ينخره الفساد بسبب سنوات من الحكومات المؤيدة لتاكسين شيناواترا، شقيق ينغلاك التي اقيلت الاربعاء. لكن بعد تراجع اعدادهم في اسابيع من التظاهر بدوا مصممين الجمعة على استئناف احتلالهم الواسع النطاق لمحيط مقر الحكومة الذي لم يستخدم منذ اشهر.
ودعا سوثيب ثاوغسوبان نائب رئيس الوزراء السابق (عند تولي المعارضة السلطة بين 2008 و2010) المعروف بتصريحاته المغالية رئيسي المحكمة العليا ومجلس الشيوخ الى «العثور على حل». وتابع «ولا فسينفذ الشعب تحركات لتغيير الامور بنفسه»، علما انه اعلن عدة مرات عن «يوم النصر». وانتشر مئات عناصر الشرطة في شوارع بانكوك فيما يخشى من وقوع اعمال عنف، في ازمة اسفرت عن مقتل 25 شخصا على الاقل في ستة اشهر. وكان القمصان الحمر، انصار تاكسين، اعلنوا عن تظاهرات واسعة السبت في العاصمة. وصرح مسؤول القمصان الحمر كوانشاي بريبانا لفرانس برس «نحن مستعدون للقتال»، مؤكدا «»لن نستخدم القوة». والمحكمة الدستورية التي اقالت الاربعاء رئيسة الوزراء التي واجهت موجة احتجاجات منذ اشهر، متهمة بالانتماء الى «تحالف للنخب» الملكية ضد الحكومة. كما ادينت الخميس بالاهمال في اطار برنامج مثير للجدل لمساعدة مزارعي الارز.
لكن حكومتها المؤقتة التي تشمل حوالى 20 وزيرا نفدوا من الاقالة ما زالت عاملة ولو من موقع ضعف. لكن متظاهري المعارضة ينوون الاستفادة من لحظة ضعف الحكومة هذه ويرفضون الانتخابات التشريعية المقررة في 20 تموز/ يوليو.
ويثير تحدي المتظاهرين للنظام الانتخابي وسعيهم الى ارجاء الانتخابات الى اجل غير مسمى التشكيك في طموحاتهم الديموقراطية. ويلقى المتظاهرون دعم النخب المقربة من القصر الملكي التي تعتبر ان «عائلة شيناواترا» الفائزة في جميع الانتخابات التشريعية منذ 2001 تهديد للملكية. وملك تايلاند يبلغ 86 عاما.
ومنذ انقلاب 2006 ضد تاكسين وتايلاند غارقة في دوامة من الازمات التي تشهد نزول انصار الثري وخصومه الى الشارع.