اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية لديه قبول تجاه اتفاق المصالحة الفلسطينية مع حركة حماس وتشكيل حكومة تكنوقراط. وأضاف عباس في مقابلة تلفزيونية بثها تلفزيون فلسطين الرسمي، أن حماس غير مطلوب منها الاعتراف بـ«إسرائيل» بموجب اتفاق المصالحة لأنها ليست جزءا من الحكومة.
وأشار الرئيس عباس إلى أن الاتفاق يقضي بتشكيل حكومة تكنوقراط ومستقلين ليست من الفصائل «على أن تعترف بإسرائيل وتنبذ الإرهاب وتحترم الاتفاقيات الدولية وتؤمن بالمقاومة الشعبية السلمية ومن ثم الذهاب لانتخابات عامة». وشدد الرئيس الفلسطيني على أنه من دون تحديد موعد انتخابات خلال فترة لا تتجاوز ستة شهور لن تتحقق المصالحة. ورفض الرئيس عباس انتقادات الحكومة الإسرائيلية لاتفاق المصالحة، مشيرًا إلى أن الانقسام ساقه الاحتلال لإفشال المفاوضات «وهي كلمة حق أريد بها مليون باطل». وقال الرئيس الفلسطيني بهذا الصدد «نريد توحيد بلدنا وإنهاء الانقسام والتحدث بوحدة وطنية كاملة والتفاوض باسم الشعب الفلسطيني من خلال إنهاء الانقسام الداخلي الذي كان يرضي الحكومة الإسرائيلية والولايات المتحدة الأمريكية ».
وأكد عباس خلال استقباله «الخميس» مستشارة الأمن القومي الأميركي «سوزان رايس» ، في مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله موقفه الثابت بوقف الاستيطان غير الشرعي على الأرض الفلسطينية وضرورة إطلاق سراح قُدامى الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في سجون اسرائيل ما قبل اتفاق أوسلو لكي يتسنى استئناف مسير المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي.
وصرح الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة بأنه جرى خلال لقاء «عباس-رايس» بحث ما آلت اليه عملية السلام والقرار الإسرائيلي القاضي بتعليق المفاوضات، حيث أكد الرئيس «أبو مازن» ضرورة إطلاق سراح الأسرى ما قبل اتفاق أوسلو حسب الاتفاق.. وقال أبو ردينة: كما طرحت المستشارة الأمريكية استفسارات عدة تتعلق بكيفية استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ، حيث أكد الرئيس «أبو مازن» أن الاستيطان غير شرعي ويجب وقفه، مكررا التزام الجانب الفلسطيني بعملية سلام جادة تقود إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967م.
كما واكد الرئيس عباس للمستشارة رايس أن مصلحة الشعب الفلسطيني تهدف إلى توحيد الأرض والشعب الفلسطيني من خلال تنفيذ اتفاق المصالحة «بين حركتي فتح وحماس» وتشكيل حكومة مستقلة من التكنوقراط تعد لانتخابات فلسطينية حرة ونزيهة.
من جانبه أدان المبعوث الأميركي لعملية السلام، مارتن اندك، بشدة غير مسبوقة البناء الاستيطاني في المناطق الفلسطينية المحتلة، وقال: إنه سبب اضرارا دراماتيكية للمفاوضات.. يأتي ذلك بعد طرح حكومة الاحتلال الاسرائيلي عطاءات لبناء 75 وحدة استيطانية جديدة لتوسيع مستوطنة «آدم» المقامة عنوة شمال شرق مدينة القدس المحتلة.
ونقلت صحيفة هآرتس العبرية امس الجمعة عن إندك قوله في كلمته الأولى منذ وقف المفاوضات أمام معهد واشنطن للشرق الأوسط: الاعلان عن البناء الاستيطاني تم بشكل متعمد من قبل من يدعم الاستيطان ، وإن الاعلان عن البناء الاستيطاني خرب المفاوضات.