إن معرفة الأسباب التي تؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة يساعد المرء على أن يجعله أكثر استعداداً لمواجهة مواقف مشابهة. وترجع العوامل الأساسية في اتخاذ القرارات الخاطئة كما ذكرها د. إبراهيم الفقي رحمه الله إلى:
1- التوتر وضغوط العمل: عندما يقع الإنسان تحت ضغط ما، فهذا يدفعه إلى قبول أول فكرة تطرأ في ذهنه، ويتخذ على أساسها قراره دون محاولة فحصها أو البحث عن أفكار أخرى لأنه في حالة ذهنية غير طبيعية تؤثّر على مشاعره وتفكيره مما يجعله يتخذ قرارات خاطئة.
2- الإدراك الحسي: في بعض الأحيان يصادف المرء أمراً يتوافق مع هوى نفسه، ولكن لا تؤيّده الحقائق، إلا أنه يميل إلى جمع الحقائق التي تؤيّد اعتقاده، ويبني عليها قراره الذي ربما يجانبه الصواب.
3- الخوف: إذا كان للمرء خبرة سابقة في اتخاذ قرارات فاشلة، فإنه سيعاني من الخوف عندما يتحتم عليه اتخاذ قرار آخر، وهذا الخوف يزيد من فقدان الثقة في النفس، ومن احتمالات تكرار الفشل فيصير المرء سجين تلك الخيالات السلبية.
4- الغضب: يعد الغضب من الأسباب الرئيسية لاتخاذ قرارات غير سليمة، لأنه في حالة الغضب، ولذا فقد تصدر القرارات بناءً على حقائق لا تكون لها علاقة بالموضوع الأصلي. فالغضب كما قال هوراس: «ليس سوى فترة قصيرة من الجنون».
5- مؤثّرات خارجية: قد تكون المؤثّرات الخارجية سبباً في الشعور بالإحباط فتدفع الإنسان إلى إصدار قرارات خاطئة.
6- ضيق الأفق: ينتج عن ضيق الأفق إصدار قرارات لحل مشكلة حالية، ولكن يكون لتلك القرارات آثار سلبية في المستقبل.
7- المثالية: في بعض الأحيان يبغي المرء المثالية عند اتخاذ القرار، وهو ما يدفعه إلى جمع معلومات كثيرة تستغرق وقتاً طويلاً، وهنا يكون الوقت على حساب توقيت اتخاذ القرار مما يصيب المرء بالتوتر فيصدر عنه قرارات خاطئة. وفي هذا السياق قال بابليليوس سيرس: «بينما نتوقف لنفكر، فإن الفرصة غالباً ما تفوتنا».
8- عدم الانتباه لضرورة سرعة اتخاذ القرار والمماطلة قد يؤديان إلى اتخاذ قرارات خاطئة.
9- عدم التنظيم وخلط الأولويات: إن عدم مراعاة تنظيم الأعمال أو الأهداف وخلط الأولويات فيما بينها يؤدي إلى الوقوع تحت تأثير التوتر والارتباك الذي من شأنه أن يؤثّر على صواب القرار.
10- اتخاذ القرار بناءً على ما نسمعه فقط من الآخرين مع إغفال الحقائق، يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة. تلك هي الأسباب الشائعة التي تدفع الناس إلى اتخاذ قرارات خاطئة، وبالتالي يتحتم تجنبها.. وفى هذا المضمار يقول منشيوس: «يجب على الناس أن يقرروا ما لا يجب أن يفعلوه، حتى يصبحوا قادرين على أن يؤدوا بحماس ما يجب عليهم فعله».