حذَّرت منظمة العفو الدولية أمس الخميس من أن الحرب الأهلية في جنوب السودان تتحول إلى دوامات انتقام خارجة عن سيطرة القادة السياسيين فيما يتزايد الضغط على طرفي النزاع لوقف العنف.
وقالت المنظمة في تقرير يوثِّق إفادات عن حصول جرائم حرب في جنوب السودان إن «الأبعاد الاتنية للنزاع تتسع فيما يخوض المقاتلون هجمات انتقامية ما يؤدي إلى تصاعد دوامة العنف باستمرار». وأضافت أن «الخصومات الاتنية القديمة تتعمق، وأن جنوب السودان سيصبح أكثر انقساماً ما يجعل من المصالحة والتوصل إلى سلام دائم أكثر صعوبة».
ويقول باحثون إنهم وثَّقوا «عشرات المقابر الجماعية» بينها خمس في بلدة بور تتضمن أكثر من 500 جثة. وأضاف التقرير أن «فظاعات مروعة» ارتكبها الطرفان «تشكِّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية». وقالت منظمة العفو إن «الإفلات من العقاب المعتاد لانتهاكات حقوق الإنسان بما يشمل الجرائم الدولية يعتبر عاملاً أساسياً خلف دوامات العنف المتكررة» مشيرة إلى أن الطرفين أظهرا «ازدراءً كاملاً» بكل حقوق الإنسان الأساسية.
وتابعت المنظمة أن مسلحين من الطرفين «قتلا عمداً مدنيين وأعدموا مقاتلين أسرى» كما اغتصبوا نساء وأحرقوا منازل ودمروا
منشآت طبية ونهبوا مخازن مواد غذائية ومساعدات إنسانية. ووصفت شهادات في التقرير إعدام مدنيين بينهم أطفال على جانبي الطريق «مثل الخراف» وأعمال اغتصاب جماعي لنساء أو قطع شفاه بعض الضحايا.
ويستمر القتال العنيف في جنوب السودان فيما حذَّرت الأمم المتحدة من مخاطر وقوع مجاعة وإبادة. ورغم أن النزاع بدأ بخصومة شخصية بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار، إلا أنه اتخذ أبعاداً اتنية بين أفراد قبيلتي الدينكا التي يتحدر منها كير والنوير التي ينتمي إليها مشار. وأضاف التقرير أن الذين لحق بهم الأذى «يشعرون أن الطريقة الوحيدة لضمان معاقبة الفاعلين ومنع تجاوزات مستقبلية هي أخذ حقهم بيدهم والقيام بهجمات انتقامية». ووعد كير ومشار بالمشاركة في محادثات مباشرة رغم أن زعيم المتمردين قال إنه سيحاول الوصول الجمعة إلى أديس بابا نظراً لفراره إلى منطقة نائية بعد استيلاء الجيش على قاعدة لقواته. وكشفت الولايات المتحدة الثلاثاء عن أول العقوبات رداً على أعمال العنف، واستهدفت قائداً عسكرياً من كل جانب.