صرَّح مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط «توني بلير» أن اتفاق المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس هو أمر مهم جداً لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.. وقال «بلير» في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي: اتفاق المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس يصب بشكل واضح في مصلحة عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بحيث تقوي هذه المصالحة الموقف الفلسطيني وتزيد من دعم الشارع الفلسطيني للتوجه الذي يقوده الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتحقيق السلام مع إسرائيل .. وتابع بلير: «إننا لا يمكن أن نعارض عملية المصالحة الفلسطينية لأنها أمر ضروري لإنجاح المفاوضات وتقويتها ودعمها, ولكن ومن خلال المصالحة هناك أطراف مطلوب منها اعتماد مبادئ الرباعية الدولية وأهمها الاعتراف بإسرائيل في الوجود والاعتراف بالاتفاقيات السابقة ووقف عمليات العنف».
بدوره جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» إدانته لاتفاق المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس .. وقال نتنياهو: «رئيس السلطة، محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل يجتمعان في ذكرى قتلى معارك إسرائيل للتحريض ضد إسرائيل، مشيراً الى أن مصالحة الفلسطينيين تضر بمصلحة إسرائيل .. وأشار نتنياهو الى أن عباس قال قبيل توقيع اتفاق المصالحة مع حركة حماس: «أنه لن يوافق حتى على مناقشة الاعتراف بيهودية الدولة, مؤكداً أن هذا هو سبب النزاع المستمر منذ أكثر من 60 عاماً.
بدورها نقلت صحيفة معاريف العبرية عن نتنياهو قوله: «كيف لنا أن نتفاوض مع حركة حماس التي تحرض أطفالها على قتالنا في المستقبل؟» متناسياً تعليم أطفال الجنود الإسرائيليين والمستوطنين استخدام الأسلحة وكيفية التعامل معها.
وفي سياق ذي صلة، هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، سير المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وذلك على خلفية اللقاء الذي جمع الرئيس وزعيم حركة فتح، محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في قطر.
ونقلت صحيفة «يديعوت احرنوت العبرية» عن ليبرمان خلال لقاء بحضور دبلوماسيين أوروبيين بمقر الرئيس الإسرائيلي في القدس المحتلة بذكرى تأسيس الكيان: إن حماس في طريقها للسيطرة على السلطة الفلسطينية، ولكن إسرائيل عازمة على منعها من تحويل الضفة إلى غزة.
وأضاف ليبرمان: «ما سمعناه وشاهدنه في أعقاب اللقاء الباحة بين عباس ومشعل وما يحدث في الضفة الغربية يشير الى أن حماس في طريقها للسيطرة على السلطة»، وأردف قائلاً: «بغض النظر عن موعد الانتخابات الفلسطينية القادمة، حماس سوف تسيطر على الضفة والمسؤول عن ذلك سياسة عباس التي جلبت حماس للسلطة في غزة والآن سترفع حماس بالضفة».
وقال أيضاً وزير الخارجية الإسرائيلي: «إن إسرائيل لن تتنازل عن قبول الفلسطينيين بموضوعين أساسيين من أجل تحقيق السلام وهما الاعتراف بيهودية الدولية والتنازل عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
في غضون ذلك، أفادت أسبوعية صحيفة «الجيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن الكونغرس الأمريكي سيعقد «خلال ساعات» جلسة استماع لإعادة النظر في المساعدات الأمريكية إلى الفلسطينيين على إثر المصالحة الفلسطينية «بين حركتي فتح وحماس» والمساعي الرامية الى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية .. ووفقاً لادعاء الصحيفة، فإن الكونغرس يرى وجوب قطع هذه المساعدات المالية «غير الملزمة» في حال تم تشكيل حكومة وحدة فلسطينية بين حركة فتح التي يتزعمها محمود عباس رئيس السلطة، وحركة حماس التي تعرفها الولايات المتحدة على أنها منظمة إرهابية.