Thursday 08/05/2014 Issue 15197 الخميس 09 رجب 1435 العدد

كورونا ... ربّ ضارّة نافعة!!

حمود دخيل العتيبي

انتفض فيروس كورونا ليثير زوبعة من القلق تمّ على إثرها إعفاء وزير الصحة الطبيب الماهر عبد الله الربيعة، الذي أعتقد أنه لم يألو جهدا في تطوير مرافق الوزارة و إيجاد الحلول لبعض مشكلاتها، ولكن تلك الوزارة كثيرة الأدواء وهي بذلك بحاجة إلى إداري محنك أكثر من حاجتها إلى طبيب ماهر، و لا شك أن تولي المهندس عادل فقيه سدة الوزارة في هذا الظرف الحرج و ما قام به من عمل حتى الآن ليبعث الأمل في أن نرى نقلة نوعية تعيد الحياة إلى أروقة الوزارة من جديد، كتلك النقلة التي أحدثها في وزارة العمل، فالمشاهد لحال وزارة العمل الآن لا يصدق ما يشاهده، فقد تحولت الوزارة إلى خلية نحل تعج بالحركة والنشاط، ورشة عمل هنا و أخرى هناك، توظيف للسعوديين والسعوديات في القطاع الخاص، برنامج نطاقات، فروع تعج بالنشاط و الحركة، تعاملات إلكترونية، هذا ما يحدث الآن في وزارة العمل، و لا شك أن الفضل في تلك النقلة يعود بعد الله إلى عمل المهندس الماهر والوزير النشط عادل فقيه وهذا بالتالي يجعلنا نتأمل الكثير من التغيير في وزارة الصحة على يد الوزير عادل فقيه، وقد بدأت أولى خطوات التجديد تظهر حين تعامل الوزير بجدية مع نشاط فيروس كورونا وعمل على مشاركة الجميع في محاصرة هذا الضيف الثقيل بأن أوضح للجميع حقائق هذا المرض و كيفية الوقاية منه، كما عمل على تشكيل لجان فاعلة لمحاصرة هذا المرض والحد من انتشاره، كذلك وضع مراكز متخصصة للتعامل مع المصابين بهذا المرض حتى يسهل حصره وعدم انتشاره والتعامل معه بجدية، كذلك عمل على طمأنة المجتمع بأن هناك جهودا تبذل لمحاصرة هذا المرض والقضاء عليه وهذا ما يحتاجه المجتمع في هذا الوقت، ولاشك أن الجميع يتطلع إلى خطوات قادمة لتجويد خدمة المرافق الصحية، والتسريع بتوفير التأمين الصحي للمواطنين الذي سيقضي بدوره على الكثير من المشكلات التي تعانيها الوزارة و يخفف من الضغط على مرافقها وبالتالي سيوفر العلاج المناسب للمرضى ويعمل على تجويد الخدمات الصحية المقدمة لهم وتخفيف الضغط على المستشفيات التي لم تعد تفي باحتياجات المرضى، وباتت المواعيد لا تأتي أحيانا إلا بعد وفاة المريض، كذلك لا بد من جلسة مراجعة لتجريم الأخطاء الطبية التي باتت تشكل خطرا يهدد حياة المرضى، فكم من مريض دخل المستشفى وهو يمشي على رجليه ليخرج محمولا على نعش أو مشلولا على كرسي متحرك، ونحن نعرف أن الأخطاء الطبية موجودة في المجال الطبي -و حتى في البلدان المتقدمة - و لكن ليست بالشكل الذي نشاهده ونسمع عنه والذي لا يعدو كونه ناتجا عن إهمال وتخاذل في تقديم العلاج المناسب للمريض، هذا غيض من فيض الأدواء التي تعانيها وزارة الصحة و التي لا نشك أن الوزير النشط قد اطلع على جلها، وبذلك يأمل الجميع من الوزير أن يعمل على معالجتها و لا شك أن ذلك يحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل و معالي المهندس أهل للثقة، نسأل الله أن يديم بمنه وكرمه الصحة على الجميع ويحمي بلادنا من كل مكروه، إنه سميع مجيب، والله الموفق.

- الرياض