منذ عهد الدولة السعودية الأولى ويتعاقب على حكم هذه البلاد حكام يمتازون بالرحمة والشفقة، ودار دولاب الزمن وأتى بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله وألبسه لباس الصحة والعافية- آمين.. إن هذا الملك ليس ملكاً لبس تاج الحكم فقط، بل إنه والد لبس دثار الشفقة والرحمة لهذا الشعب الوفي.. إن كان للمقال الذي تحت ريشة قلمي مناسبة فهو ما رأيته من خادم الحرمين الشريفين يوم افتتاح (جوهرة الملاعب) قبل أيام وسمعت تلك الكلمات التي قالها سيدي خادم الحرمين الشريفين أثناء الافتتاح.. إن ولي أمرنا قد فاضت منه كلمات من القلب فاستقرت في قلوب أبناء شعبه الوفي. إنه بإمكان كل إنسان أن يقول كلاماً منمقاً مستخدماً حروف هذه اللغة التي تأتي بجوامع الكلم وسحر البيان فيصوغ من هذه اللغة عبارات تكون على كل لسان من فصاحتها وبلاغتها، ولكن قد لا يستطيع أي إنسان أن يجعل هذه الكلمات ظاهرة معانيها على صفحات وجه قائلها. إن تلك الكلمات التي قالها - حفظه الله- قد تُنسى مع كر الأيام والليالي، ولكن لن ننسى ولن تغيب عن أعيينا تلك التعابير الصادقة والمشاعر الأبوية الحانية والابتسامة الصادقة التي ظهرت من سويداء قلب والدنا عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله وأدام الله عزه مع عمل صالح رشيد وصحة تسربل جسده من أخمص قدمه إلى هامة رأسه- إن هذا الملك بحق والد للجميع فمن حُرم طعم الأبوة الحانية في هذه الحياة فلينهل معانيها من وجه ولي أمرنا.. فيا ملكنا لا عدمناك أباً رحيماً وأخاً معواناً،كيف لا نقول مثل هذا ومحاجر عينيك تفيض قبل الدموع رأفة بشعبك. إنه في رقابنا نحن شعبك حق لك وهو أن نلهج بالدعاء الخالص أن يسربل الله عليك الصحة والعافية.
فهو تاج الملك، و ليس في باله إلا أنه والد للجميع وعليه محبة أبنائه والرأفة بهم والشفقة عليهم شعبك وجميعهم ذكوراً وإناثاً شباباً وشيباً يتفوّهون بحبك. وإذا ما سمع منا الكائد والحسود هذا الحب فإننا نسمع صوت احتكاك أسنانه غيظاً وحسداً.. ولكن لا نقول لأمثال هؤلاء إلا ما قاله الله تعالى في وحيه الطاهر: (قل موتوا بغيظكم)، إن هذا الصوت النشاز الذي ينعق هنا وهناك آذاننا صم عنه ،كيف لا؟ أيريدون منا أن نستبدل بالشهد الصافي الحنظل المر؟! أم يريدون منا أن نستبدل الأمن والأمان وصوت المآذن الندية الناطقة بذكر الله أصوات المدفع والبارود؟! أيريدون منا أن نستبدل بالنعمة الكفران بها؟! إني أقسم بالله العلي العظيم إيماناً تترادف من أديم الأرض إلى قبة السماء أن ولي أمرنا حينما يُسعدنا بمثل هذا الكلام الحاني فإنه يتقرّب به إلى الله راجياً مرضاته.. وحينما نُصادق نحن شعبه على ذلك فإننا نقسم بالله أننا نؤمن بما صادقنا عليه من صدق اللهجة وحرارة اللوعة لشعب هذا الملك.