أكد مدير عام الأمن العام اللواء عثمان بن ناصر المحرج أن الضربات الاستباقية التي درجت عليها الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية طوال العشرة الأعوام الماضية يدل دلالة واضحة على قدرات رجال الأمن على ملاحقة أفراد تنظيم القاعدة الذين يحاولون زعزعة الأمن ونشر الفوضى بالممكلة.
وقال اللواء المحرج إن دعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية لرجال الأمن وتسخير كافة الإمكانيات من كوادر بشرية وتقنيات ساهمت بعد الله في الإطاحة بالخلية بعد أن تورطوا في جمع الأموال والتغرير بالناس لجمع مبالغ مالية لدعم التنظيم في محاولة منهم لنشر الفوضى بالمملكة.
وبيّن اللواء المحرج أن قدرات رجال الأمن بوزارة الداخلية أحبطت مخطط الخلية الإرهابية قبل تنفيذ أعمالهم الإرهابية والتي يسعون من خلالها للقتل والتدمير دون مراعاة لحرمة ذلك العمل من الناحية الشرعية.
وقال مدير الأمن العام إن جميع الطرق التي سلكها التنظيم وخاصة استغلالهم للنساء والأطفال ووسائل التواصل الاجتماعي تعتبر من الأمور التي يصعب الكشف عنها، لكن قدرات زملائنا من ضباط وأفراد تفوق ذلك والفضل يعود بعد الله للقيادة الرشيدة التي تدعم رجال الأمن بما يعود عليهم من رفع قدراتهم المهنية للوصول لكل من يحاول العبث بزعزعة الأمن.
وفي ختام تصريحه رفع اللواء المحرج شكرة وتقديرة لجميع رجال الأمن الذين تابعوا خلية الـ62 الإرهابية والقبض عليهم قبل تنفيذ مخططاتهم الإجرامية، مؤكداً أن الشكر لا يكفي لمن سهر الليل وواصل العمل نهاراً للإطاحة بالعناصر الإجرامية، مضيفاً إن تكاتف القطاعات الأمنية نجح في التصدي لهذه المخططات الإجرامية قبل تنفيذها بالرغم من السرية والغموض في نهج التنظيم الذي حاول إعادة جمع عناصرة.
وفي ذات السياق قال عضو مجلس الشورى اللواء ناصر الشيباني إن قدرات رجال الأمن بوزارة الداخلية من ناحية اتقانهم للتقنيات والتعامل معها بحرفية عالية ليس وليدت اللحظة، ولكن القيادة ومنذ زمن بعيد استشعروا أهمية التقنية وتسخيرها لما يعود على المواطن بالنفع وكذلك تقديم خدمات جليلة للجميع؛ فيما سعت الوزارة للتصدي لمن يحاول استغلال التقنية بإلحاق الضرر سواء بقطاعات الدولة أو القاطنين على أرض المملكة.. مشيراً إلى أن وزارة الداخلية وخلال تطورات التقنية قامت بابتعاث العديد من رجال الأمن للتعامل بحرفية عالية مع مزايا وعيوب التقنية والتصدي لمن يستغلها في أعمال مخالفة للأنظمة.
وبيّن اللواء الشيباني على مدى ملاحقة عناصر الفئة الضالة وسعيهم للعبث بأمن الوطن كشفت وزارة الداخلية عن ضربات استباقية كان الفضل بعد الله لتسخير القنية للوصول للخلايا الإرهابية بعد أن استغلوها لتجنيد عناصر للتنظيم الإرهابي وكذلك جمع الأموال.
وقال اللواء الشيباني: إن الإنجاز الأمني الذي تحقق على يد رجال الأمن بوزارة الداخلية والإطاحة بـ62 متورطاً وكذلك 44 متوارياً عن الأنظار ومدى علاقتهم بـ»داعش» بسوريا والتنظيم باليمن يؤكد مدى حرفية رجال الأمن وقدرتهم على تفكيك التنظيم الإرهابي داخلياً بالرغم من استغلالهم لوسائل التواصل الاجتماعي والعناصر النسائية للتخفي عن أعين رجال الأمن.
وبيّن عضو مجلس الشورى أن هذا الإنجاز يعد صفعة قوية بحق التنظيم الإرهابي وكشفاً لكثير من مخططاتهم الإجرامية بالداخل والخارج ويؤكد قدرة الأجهزة الأمنية بالتفوق على أي تنظيم مهما كانت سرية وتخفيه.. ورفع اللواء الشيباني شكره وتقديره لجميع رجال الأمن مباركاً لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية على هذا الإنجاز الأمني الذي تحقق بتوفيق من الله ثم قدرات رجال الأمن.
من جانبه أكد الخبير الاقتصادي فضل بن سعد البوعينين أن عملية نوعية ناجحة نفذتها الأجهزة الخاصة في وزارة الداخلية أحبطت فيها مخططات تنظيم القاعدة بإعادة إحياء التنظيم في الداخل، مشيراً إلى أن العمليات الاستباقية يكون لها الأثر المدمر على التنظيمات الإرهابية؛ وتفرعاتها في الداخل؛ إضافة إلى ما تلحقه من أذى بالتنظيم الخارجي وبخاصة قطع اتصالاته في الداخل؛ وقنواته التنفيذية؛ وكشف مخططاته؛ وجماعاته الموالية والمتعاطفة والمنخرطة في عملياته الإرهابية.
وقال البوعينين إن تفكيك الأجهزة المختصة في الداخلية للتنظيم الإرهابي؛ في مثل هذه الظروف الحرجة؛ يؤكد قدرة وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية على كشف خلايا الإرهاب والتعامل معها قبل أن تصل مرحلة التنفيذ؛ الذي يمكن أن تُحدث تأثيراً مدمراً في قطاعات مختلفة. ارتباط التنظيم بثلاث دول عربية يؤكد على أنه يحظى بدعم استخباراتي يساعده على التواصل بين خلاياه المنتشرة في تلك الدول؛ ويوفر له الحماية والغطاء المطلوب.
ارتباط التنظيم الإرهابي باليمن وسوريا يثبت بأن الفوضى في بعض الدول العربية تسهم في إيواء الإرهابيين؛ وخلق التنظيمات؛ وتوفير ملجأ آمن لهم؛ وتؤثر بشكل كبير في الدول الآمنة؛ ومنها السعودية.
من المعيب أن يكون غالبية أعضاء التنظيم هم من السعوديين؛ وهذا أمر يجب أن يتنبه له العامة الذين ما زالوا يرخون سمعهم لتجديف بعض المتأسلمين الذين يستحلون الدماء؛ وينتهكون الحرمات؛ ويسعون للإفساد لا الإصلاح والعياذ بالله. الجماعات المتطرفة باتت تمتلك القدرة على إعادة تنظيم نفسها مستفيدة من سيطرتها على شرائح من المجتمع لأسباب دينية؛ حتى أنها قادرة من خلال الكذب والتزييف؛ على قلب الحقائق؛ وإظهار أفرادها بمظهر المظلوم؛ من خلال التجمعات؛ والندوات؛ والإعلام؛ والمنابر؛ وشبكات التواصل الاجتماعي؛ وهذا أمر يتجاوز عمليات إلقاء القبض على خلية إلى التشكيك في الإجراءات الأمنية؛ وإثارة الرأي العام ما يجعلنا أكثر حاجة للعمل الإعلامي والتثقيفي الموازي للعمليات الأمنية.
جانب التمويل المالي من أهم مرتكزات التنظيم الإرهابي؛ ومن المؤسف نجاح أعضاء التنظيم في جمع الأموال من المتعاطفين؛ أو المحسنين؛ برغم تحذيرات وزارة الداخلية.
الجهالة في إيصال المال للخلايا الإرهابية تحت غطاء المساعدات الإنسانية لم تعد مقبولة اليوم؛ فالتحذيرات الرسمية؛ وأنظمة جمع الأموال تجعل كل من أوصل ريالاً واحداً للتنظيم؛ ولو بحسن نية وبقصد الإحسان؛ مسؤولاً عن فعله بسبب عدم إلتزامه بالأنظمة والقوانين.
جمع التبرعات من خلال شبكات النت والتواصل الاجتماعي أحد الطرق الحديثة التي بدأتها التنظيمات الإرهابية في لبنان قبل خمس سنوات تقريبا؛ وهاهم يعيدونها من جديد لتجاوز الرقابة وتحقيق أهدافهم المشبوهة. إلا أن تقدم الأجهزة المختصة في الرقابة الإلكترونية أسهم في إبطالها وكشفها؛ ولله الحمد.
يسعى أفراد التنظيم الإرهابي إلى نشر الفوضى تدمير الممتلكات وترويع الآمنين؛ وقتل النفس التي حرم الله؛ وتقويض الأمن والاستقرار؛ وبما يضر بجميع المواطنين؛ وإلقاء الجهات الأمنية القبض عليهم لا يعني نهايتهم بل نهاية مجموعة بعينها؛ وتبقى مجموعات أخرى متخفية؛ طالما أن من يجند هؤلاء يتوارون عن الأنظار؛ ويتحصنون في دول أخرى ويحصلون على الحماية والدعم الاستخباراتي. تحويل التنظيم الإرهابي أموالهم إلى الدولار الأميركي إعتقادا منهم بأن الفوضى التي يتوقعونها ستؤدي إلى فقدان الريال السعودي قيمته؛ أكبر دليل على أهدافهم الشيطاية التي تتركز على إحداث الفوضى وتدمير مقومات الإقتصاد والمراقف المهمة.
وأعجب ممن يتعاطف مع مثل هؤلاء؛ أو يصدق رواياتهم وأكاذيبهم؛ برغم نواياهم الخبيثة المعلنة التي تقود إلى تدمير الوطن ومقومات الحياة فيه وقتل الأنفس. لو نجح التنظيم في تنفيذ مخططاته لربما فقدنا أهم مقومات الاقتصاد؛ ولربما استهدفت المرافق النفطية التي ما زال تنظيم القاعدة يسعى لضربها بكل ما أوتي من قوة.
أعتقد أن شبكات التواصل الاجتماعي باتت أكثر خطراً مما نتصور؛ ويكفي أن يكون التنظيم الإرهابي مسؤولاً عن إدارة بعضها بقصد التواصل؛ وهذا يقودنا إلى التنبيه من معرفات كثيرة تعمل بهدف زعزعة الأمن وخلق الشائعات وبث الأكاذيب؛ وهي جزء من منظومة الإرهاب الإلكتروني الذي باتت الجماعات الإرهابية أكثر إتقانا وتمرسا فيه.
تمرس التنظيم في التهريب وامتلاكه خطوطاً خاصة لها؛ أمر طبيعي؛ فتهريب الأسلحة والمتفجرات والأفراد والنساء يحتاج دائماً إلى خطو تهريب بعيدة عن سيطرة الجهات الأمنية؛ إلا أن قدرات وزارة الداخلية أفشلت هذا المخطط وأحكت سيطرتها على خطوط التهريب.