على ضوء القرار الأخير الذي اتخذه سيدي خادم الحرمين الشريفين بتعين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وزير دولة وعضواً في مجلس الوزراء خلفاً لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد الذي, أتى هذا القرار بناء على طلب سمو الأمير عبدالعزيز ولظروف خاصة حالت بينه وبين تواجده على طاولة مجلس الوزراء, الحديث هنا ليس عن الشخوص والأسماء وإن كانت تستحق وفيها يطول الوصف والشرح, لكن الحديث هنا أمران هما جوهر القرار أولهما مجلس الوزراء بحرفية الأداء وثانيهما تلك التوليفة التي يشكل منها مجلس الوزراء بأعضائه جميعاً.
عبدالعزيز بن فهد والذاكرة ممتلئة لهذا الفارس السعودي الذي تعودت عقولنا الباطنة على ربط اسمه بالعطاء والجد بالعمل, كم من الأيادي رفعت له بالدعاء لما قدمه لوطنه وأبناء شعبه ولكل محتاج من بني البشر داخل وخارج الممكلة, لذلك حين أتى طلبه بإعفائه فهذا دليل على احترامه وتقديره لهذه المؤسسة الوطنية، وليقينه أن هذه المؤسسة ملتزمة بمهنية خاصة تجاه الوطن والمصلحة العامة.
مجلس الوزراء هو خلية العمل الأساسية في المملكة والتي تمثل السلطة التنفيذية في هرمية القيادة, والتعامل مع المجلس دائماً يأتي من داخله أولاً باحترام كيانه واحترام الأسس التي شكل عليها والأهداف التي أسس من أجلها, في المملكة مجلس الوزراء في جوهره يمثل الوطن كله وبالتالي فإن كيانه الثابت وأسسه القويمة السليمة جعلت منه تمثيلاً ممتازاً لفكر السلطة التنفيذية في الشريعة السياسية للدولة السعودية.
الثبات في تشكلية المجلس العامة دائماً ما تحتاج إلى تجديد بين الحينة والأخرى لضمان توسيع دائرة الأفق والاطلاع, تماماً كما حدث بالقرار أعلاه والذي تشكلت في رؤية سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين وولي ولي العهد حفظهم الله ورعاهم بفكرهم المهني كرئيس مجلس الوزراء والنائب الأول والنائب الثاني بتعين محمد بن سلمان خلفاً لعبدالعزيز بن فهد وزير دولة بالإضافة لعمله رئيساً لديوان سمو ولي العهد ومستشاراً خاصاً لسموه.. تعيين محمد بن سلمان يمكن اختصاره من خلال كلماته هو رداً على تكليفه الأخير، وأقتطع منها نصاً حرفياً وهو يخاطب خادم الحرمين الشريفين: «... وأن أكون أهلاً لثقته بي وبالشباب السعودي».
محمد بن سلمان نبارك له هذا التكليف أعانه الله على حمله، وكلنا ثقة بقدرته وهو من أهل العزم, لكن دخول شخصية مثل شخصية محمد بن سلمان ورده بأن هذه ثقة من القيادة في الشباب السعودي أوضحت الفكرة الأساسية من وراء اختياره إلا وهي ضخ دماء جديدة إلى مجلس الوزراء العتيد وهذه الدماء تمثل فئة الشباب السعودي, في مجلس الوزراء تجتمع الخبرة والحكمة والحماس, ليست الأمور قياسا بالاعمار وحدها بل أيضاً بنمطية التفكير, فمحمد بن سلمان يمثل جيلاً أقل ما يقال عنه وصفاً إنه جيل التطور والتواصل, لهذا فوجود مثل هذه الشخصية في مجلس وزراء يعد من أقوى مجالس الوزراء في العالم واكثرها ثباتا بالتأكيد سيكون له أثر إيجابي سنلمسه ونراه حقيقة في قابل الأيام.