ما يميز بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين التي كسبها الشباب واختتم بها موسمه الكروي المحلي أنه حققها من خلال محك قوي اجتازه بنجاح كبير. حيث بدأ مشواره بالفوز على النصر بطل الدوري والكأس ثم الهلال وصيف البطل ثم ألحقهما بالأهلي صاحب المركز الثالث دورياً. إضافة إلى أن الانتصارات الشبابية المستحقة جاءت أيضاً من خلال صافرة تحكيمية أجنبية أبعدت الشبهات عن الاستحقاق ومنحت كل ذي حق حقه. وذلك ما يؤكد قوة الفريق الشبابي الذي عانى كثيراً خلال الدوري وتعرض لاهتزاز فني مع مدربه السابق برودوم الذي استقال ثم استلم مساعده دفة القيادة الفنية التي آلت أخيراً للتونسي الخبير عمار السويح فاستطاع بوقفة الإدارة الصلبة والشجاعة والواعية أن يعيد تنظيم الفريق من جديد ويقدمه بطلاً كما تعودت عليه الجماهير.
البطل الحقيقي الذي صنع الإنجاز ليس مدرب الفريق ولاعبيه رغم جهودهم الواضحة ولكنه الرئيس القوي الأستاذ خالد البلطان الذي واجه عاصفة من القرارات المتعسفة التي كادت تقتلع الفريق من جذوره ولكنه وقف في وجهها وتصدى لها بشجاعة متناهية وحمى فريقه من أي تبعات أو تأثيرات، وقدم درساً لجميع رؤساء الأندية أن الإداري القوي يستطيع أن يجعل كل لاعبيه أقوياء وشجعان من خلال ما يرونه في رئيسهم من قوة وشجاعة.
فالرئيس الذكي والقوي هو الذي يستطيع أن يجمع حوله اللاعبين ويفجر طاقاتهم بالتأثير النفسي والمعنوي وليس بالتأثير المالي. هنيئاً للشباب ببطولته الغالية وهنيئاً له برئيسه الذهبي.. وكل عام وفخر الوطن شامخ ببطولاته وألقابه وإنجازاته الكبرى.