جميل جدا أن تحتفل إذاعتنا العملاقة إذاعة الرياض والتلفزيون السعودي بمرور خمسين عاما على بدء بثهما وهما مفخرتان من مفاخرنا الإعلامية الرائعة التي بثت في مجتمعنا السعودي الواعي، ونشرت الثقافة، ونقلت الأحداث بكل الحيادية والتجرد، وشكلت في عقول متابعيها وعيا معرفيا تطور مع الزمن حتى وصلت قنواتنا التلفازية والإذاعية إلى معدلات متقدمة من التقنيات الحديثة التي استطاعت من خلالها أن تنقلنا إلى عوالم كثيرة مليئة بالمعرفة والتاريخ والثقاقة، إنني ومن خلال متابعتي لبرامج إذاعة الرياض التي نفتخر بها حفظت أسماء الكثير من البرامج القديمة والحديثة وتعرفت على أصوات الكثير من المذيعين القدماء ومذيعي العصر الحديث، كنت أستمع إلى صوت الإذاعيين قبل البث التليفزيوني ويوم ظهر التلفزيون بالأبيض والأسود كنت أرى وأستمع لتلك الأصوات الجميلة، كنت قد استمعت إلى الراحل محمد الشعلان- رحمه الله- الذي كان أول من انطلق صوته بإذاعة الرياض في 1/9/1384هـ وإلى الراحل الدكتور محمد كامل خطاب غفر الله الذي كان رئيس قسم الإعلام بجامعة الإمام، ثم جامعة طيبة بالمدينة المنورة، كما كنت أستمع للإذاعي الراحل إبراهيم الذهبي رحمه الله وإلى الكبار أيضاً الدكتور بدر كريم الذي قدم لي بكرمه المعروف إهداء جميلا عبارة عن مجموعة من كتبه الإعلامية التي ألفها، والدكتور علي الخضيري وشقيقه الأستاذ منصور الخضيري وهما من أبناء محافظة البكيرية في منطقة القصيم، كما كنا نستمع لصوت الكبار أيضا ماجد الشبل وغالب كامل وعبدالرحمن يغمور, والأستاذ القدير إبراهيم الصقعوب اللاعب التعاوني الأسبق وهو الذي انتقل من مدينة بريدة ليحلق في سماء الإعلام، ولا ننسى الدكتور عبدالرحمن الشبيلي الذي يعد واحداً ممن خرج من مدينته العتيدة عنيزة للدراسة الجامعية ونقله تميزه إلى دهاليز الإذاعة ثم التليفزيون وقد تفرغ اليوم للتوثيق الإعلامي وصارت مؤلفاته تزخر بها المكتبات، كما لا أنسى أستاذ التربية البدنية بمدرسة الغافقي الإذاعي محمد الرشيد لقد كان معلم التربية البدنية قبل انتقاله للعمل الإعلامي، وكنت أحد طلابه في تلك السنوات، لقد رحل هؤلاء الكبار عن الساحة وكان آخر الراحلين الفقيد سليمان العيسي غفر الله له، وامتدت إذاعة الرياض والتلفزيون بأسماء أخرى د. سليمان العيدي وخالد الشهوان ويحي الصلهبي وعبدالله الشهري وعبدالعزيز العيد وعبدالله العسيري الذي لا نعرف لماذاختفى صوته هذه الأيام، عبدالله العيدي نجل الدكتور سليمان العيدي، وأسامة العشماوي وأسماء كثيرة قد لا تستوعبهم الذاكرة، هنيئا لإذاعة الرياض وتليفزيوننا العزيزين اللذين فجر احتفالهما بالخمسين عاماً ذاكرتي بأسماء الكبار من الرعيل الأول من المذيعين الكبار ورحم الله المتوفين منهم وأمد الله في عمر الباقين على الخير والفلاح.