نعيش ونفخر في هذه الأيام مناسبة وطنية غالية علينا وعلى جميع شعب هذا الوطن وهي ذكرى البيعة التاسعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- ذكرى بيعة الوفا لملك محب لوطنه وشعبه وضع اهتمامه وجهده لتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء لهما، وفترة توليه مقاليد الحكم أطلق العديد من المشروعات التنموية التطويرية الضخمة دفعت بالمملكة إلى نهضة شاملة ومتميزة في مجالات عديدة، وفي كل عام نشهد انجاز وتطور مختلف في كل مجال من مجالات النهضة التطويرية في عهده الميمون؛ وعلى وجه الخصوص من منطلق اهتمامه بأبناء الوطن جعل الاستثمار الحقيقي في أبنائه الطلبة فسخر الإمكانات والدعم اللامحدود للتعليم، وما تشهد بلادنا ولله الحمد من تطور مذهل وقفزات تنموية على وجه الخصوص في التعليم العالي تعد نقلة نوعية في التعليم ما كانت لتحقق هذه الإنجازات لولا توفيق الله ثم جهود واهتمام خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- وما تحقق في تلك الفترة من منجزات مختلفة في مسيرة البحث العلمي انطلقت بها الجامعات السعودية إلى آفاق مختلفة في شتى علوم المعرفة، وما تبعه من إنشاء العديد من مراكز بحثية متميزة في العديد من الجامعات جعلتها تشارك نظيراتها من الجامعات المتميزة عالمياً في الزيارات واللقاءات والتي تصب في نتاج البحث العلمي والمراكز البحثية التي تخدم كثيراً من الابتكارات العلمية والتعليمية، وما تلاه من إنشاء المراكز الواعدة والمراكز المنتجة وكذلك مشروعات أودية التقنية في جامعات الملك سعود والملك عبدالعزيز والملك فهد للبترول والمعادن وجامعة أم القرى، وهذه المراكز تسهم في خدمة البحث العلمي والتقنية المتجددة، وهو منطلق تطور الدول المتقدمة، كما أن براءات الاختراع التي حصل عليها العديد من الباحثين السعوديين المتميزين في الجامعات السعودية وسجلت في مراكز بحثية مرموقة عالمية ليعد مفخرة لهذا الوطن بأبنائه، وإذا ما نظرنا إلى أن البحوث المنتجة والتحول إلى شركات اقتصادية وتمويل البحوث العلمية هو استثمار اقتصادي للوطن، وكذلك نشر البحث العلمي في مراكز ومجلات بحثية عالمية متميزة يُعد مفخرة ومنجراً علمياً للوطن،.. ولقد كانت رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز جعل المملكة بوابة منطلق نحو المعرفة المختلفة شاملة لكافة مراحل التعليم والارتقاء بمستوى النظم التعليمية بمواكبة التطور التقني وخلق آفاق مختلفة في منظومة التعليملمسايرة التطور العالمي في شتى مجالاته.
وإذ تسعد المملكة بهذه الذكرى الغالية التي نعيشها وجميع أبناء الوطن، بما حققه لهذا الوطن من تطور وقفزات تنموية مع إنشاء الجامعات مؤخراً ( جامعة بيشة، جامعة حفر الباطن، جامعة شمال جدة)، بالإضافة إلى حرصه ودعمه لتعليم أبنائه الطلبة في جامعات عالمية مرموقة والذي تمثل في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والذي لا زال يقدم للوطن كفاءة متميزة من خريجي تلك الجامعات، ولا يسعنا في هذه الذكرى الغالية إلا أن نجدد الولاء والطاعة لقيادتنا الرشيدة، سائلين الله تعالى أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وأن يديم عليه نعمة الصحة والعافية، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، وأن يديم عز وطننا وشموخه، وأن يعيد علينا هذه الذكرى الطيبة وبلادنا في رخاء وأمن وايمان في ظل قيادتنا الرشيدة.