قرأتُ في عدد الجزيرة رقم 15163 في 4-6-1435هـ لقاء مع الشيخ الداعية عبدالله بن محمد الفحيجان عن الرقية والرقاة. وتعليقاً عليه أقول: إن الجلوس للرقية واتخاذها مهنة لكسب المال بدعة محدثة، فلم يأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يقرها، ولم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يجلسون في مكان مخصص يرقون الناس، ويأخذون المال مقابل ذلك، وإنما كان عليه الصلاة والسلام يرقي نفسه وأهل بيته وأصحابه، ولما نزلت المعوذتان تعوّذ بهما، وترك ما سواهما، وكان يقرؤهما وينفث في يديه، ويمسح بهما جسده، وكذلك كان يفعل أصحابه. والسنة أن يقرأ المريض على نفسه وينفث في يديه ويمسح بهما جسده، ويفحص مكان المرض والألم، أو يقرأ عليه أحد أقاربه، والمرأة تقرأ على نفسها، أو يقرأ عليها أحد محارمها. أما القراءة في الماء أو غيره وشربه أو الاغتسال به فليس له أصل أو دليل من الكتاب والسنة فيما أعلم، وإنما هي اجتهادات وابتداعات من قراء الرقية.
ومن أعظمها بدعة القراءة في خزان الماء والقراءة الجماعية.
وأخيراً أقول: هل نحن بحاجة إلى الذهاب للرقاة وغيرهم والدواء المضمون متوافر، والأطباء المتخصصون موجودون؟.. أم أننا ما زلنا بحاجة ماسة إلى ثقافة صحية مكثفة وتوعية إعلامية في كل الوسائل وعلى كل المستويات حتى نصل إلى إقناع الجميع بأن الرقية والتطبيب في وصفات العطارين قد انتهى عصرهما وزمنهما، ولم يعودا صالحَين أو مفيدَين لمرضى هذا العصر. فهل يعي مجتمعنا ذلك؟