تعقيباً على ما ينشر في الجزيرة من مواضيع حول الربيع والأمطار أقول:
تعتبر روضة السبلة في محافظة الزلفي من أهم الرياض الموجودة في بلادنا وقد اكتسبت هذه الأهمية كونها شهدت واحدة من المعارك الرئيسية التي خاضها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - يرحمه الله - في سبيل تأسيس المملكة العربية السعودية حيث انتهت بانتصاره وبدأت مرحلة الأمن والاستقرار ولله الحمد هذه الروضة التي تقع شرق محافظة الزلفي وتتحول في أيام الربيع إلى مدينة قائمة حيث تنتشر فيها المخيمات الثابتة والمتحركة وتعج بالزائرين والمتنزهين من داخل المحافظة ومن المحافظات والمدن والمناطق المجاورة حيث يتخيل إليك أنك تعيش في مدينة مكتملة الخدمات ولعل تنوع نباتاتها وأشجارها وخصوبة أرضها والتقاء الأودية والشعاب فيها خاصة وادي مرخ جعلها من الرياض النادرة والتي حظيت باهتمام الأهالي منذ قديم الزمان.
ومع مرور الوقت تحولت هذه الروضة إلى عدد من الأودية الصغيرة والتي أدت إلى عدم استقرار مياه الأمطار في معظم أجزائها مما أفقدها أهميتها حيث انعدمت النباتات والأشجار كل هذا بسبب الطرق التي سببها دخول السيارات فيها وبشكل أدى إلى أن تكون هذه الطرق أودية صغيرة تسهل مرور المياه دون أن تستفيد الأرض منها وبالتالي أدى إلى تغير معالمها وتصحرها.ومنذ سنوات تم إحاطتها بسياج حديدي ومنعت السيارات والمواشي من دخولها وتلك خطوة إيجابية بدأنا نلاحظ ثمارها ومن المفترض أن تعقبها خطوات وخطوات من أجل المحافظة عليها وحتى تعود لسابق عهدها.
من المفترض أن تتم تسوية أرضها وبشكل علمي وباستخدام الأجهزة الحديثة والتي تعطي المنسوب بالشكل الصحيح.
من المفترض أن يتم تقسيمها إلى مربعات تتخللها خطوط مسفلتة ومنفذة بطريقة فنية وآمنة تسهل على المرتادين وتمكنهم من الدخول بيسر وسهولة.
من المفترض عمل خط دائري مسفلت يحيط بهذه الروضة من الخارج وينطلق من الشارع العام بحيث يسهل الوصول إليها ويخدم أصحاب المركبات الصغيرة.
هذه بعض المقترحات وقد يكون لدى البعض المزيد مما هو إيجابي ونرجو ألا يكون مصيرها نفس المصير الذي وصل إليه مشروع تشجير الكسر قبل سنوات والذي لو قدر له النجاح لوجدنا غابات ستكون احدى معالم المحافظة ولكن وفي ظل ضعف إداري رهيب وتجاهل أمني تبخرت الأحلام وأصبحت الفرصة مواتية لأن تمتد يد الجهل والتخلف إلى هذه الشجيرات فتئدها في مهدها والآن يبقى دور الجهة الرسمية المسؤولة عن هذه الغابات والمراعي والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا قدمت هذه الجهة من أجل العناية والمحافظة على هذه الروضة والتي تعتبر ثروة وطنية لكل الأجيال.
الأمر فيما يبدو من اختصاص وزارة الزراعة وهي صاحبة الشأن فما هي خططها وهل وضعت تصوراً كاملاً لهذه الروضة، ماهي الخطوات التي اتخذتها أو تنوي القيام بها وهل هناك تعاون بينها وبين المواطنين ورجال الأعمال والشركات ذات الاختصاص.
أرجو ألا يكون دورها مقتصراً على توزيع الأراضي والمراعي وبشكل حرم المواطنين من مجرد المرور بهذه المزارع والمشاريع ولعل ما تم عمله في أراضي النفود الواقع غرب الزلفي خير دليل على ذلك.أرجو ألا يكون مصير هذه الروضة مثل بقية الأودية والشعاب والمراعي حيث تم تدميرها وتغيير معالمها والقضاء على أشجارها ونباتاتها من قبل أصحاب شركات الطرق والتي عملت ما عملت دون حسيب ولا رقيب مما أدى إلى تصحر هذه المراعي وبعدها قامت بترحيل معداتها دون إحساس بالمواطنة ولم تكلف نفسها إصلاح ما دمرته أو جزءا منه.حفظ الله لهذه البلاد أمنها وأمانها وأدام عزها ومنعتها.