أعاهدكم أن تظل الدولة متمسكة بالعقيدة الإسلامية والقرآن والكريم دستوراً لها، بهذه العبارات بايعنا سيدي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز على السمع والطاعة لأننا واثقون أن مبايعتنا له لن تزيدنا إلا شموخاً وثباتاً واستقراراً وسمواً وعزة لهذا الشعب والوطن الغالي.
إن اختيار سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأخيه الأمير مقرن بن عبدالعزيز لهذا المنصب ليس غريباً على رجاحة رأي واتزان حكمة جلالته، عرفنا ذلك من الرؤية الثاقبة والموفقة لملكنا حفظه الله ورعاه.
إن هذا الاختيار لن يزيدنا إلا فرحاً ولن يزيد أعداءنا إلا حزناً وقهراً، كفى الله هذه البلاد شر الحاقدين وعبث العابثين.
الآن وبكل فخر وعلى مسمع دول العالم أجمع شعباً وقيادة يداً بيد أسرة واحدة، ويقولون نحن نثق في مليكنا وقيادتنا، ومليكنا يثق في شعبه.
إن هذا القرار الحكيم في تولي الحكم تم أمام مرأى ومسمع جميع دول العالم وبتأييد الشعب المحب لقيادته في الوقت الذي يعج فيه العالم بالأزمات والانقلابات والحروب ونحن حكومة وشعباً نزداد قوة وتماسكاً باختصار (الحمد لله جت على ما تمنى).
إن سيدي الأمير مقرن بن عبدالعزيز هو الأنسب لهذا المنصب وفقاً لرؤية ملكية حكيمة نظراً لما يتمتع به من صفات تجعله الأكفأ والأنسب لولاية العهد، فالأمير مقرن بن عبدالعزيز هو الابن الخامس والثلاثون للملك المؤسس وأصغر أنجاله.
ويعرف عن الأمير مقرن بن عبدالعزيز سعة علمه واطلاعه وثقافته وشغفه بعلوم الفلك والرصد الفلكي وأبحاث الزراعة، والاهتمام بالشعر العربي حيث إنه يملك أكثر من عشرة آلاف كتاب عن الشعر العربي في مكتبته الخاصة، أيضاً كان سموه مهتما اهتماماً خاصاً باستخدام التكنولوجيا وتطبيق أنظمة الحكومة الإلكترونية، وكان أول من قام بتطبيقها في منطقة المدينة المنورة عندما كان حاكماً إدارياً لها، وقد عرف عنه الدقة في المواعيد والانضباط في أوقات الحضور واحترام المواعيد، وكان سموه من أوائل من قرأ كتاب العادات السبع للأشخاص أكثر تأثيراً للمؤلف ستيفن كوفي.
رجل بمكانة سموه الفكرية والعلمية والعسكرية وأخلاقه الفاضلة والرائعة وسعة صدره وباقة من الخصال الحميدة أهلته ومكنته من الحصول على الثقة الملكية لتولي منصب ولي ولي العهد.
عندما صدر قرار الملك باختياره ولياً لولي العهد لم يأت هذا الاختيار من فراغ بل جاء بناء على خبراته الواسعة والطويلة التي بدت منذ تخرجه كقائد عسكري وحاكم إداري ورئيساً سابقاً للاختبارات السعودية ومستشاراً ومبعوثاً خاصاً للملك حتى منصبه قبل الأخير وليا لولي العهد.
الأمير مقرن هو الابن البار لهذا الوطن منذ بداية خدمته له كضابط وطيار وعسكري وحاكم إداري ومستشار ومبعوثاً خاصاً.
هنيئاً لك سيدي بهذه الثقة الملكية من خادم الحرمين الشريفين وهنيئاً لنا كشعب بالأمير مقرن ومرحباً بك في هذا المنصب المناسب لك تماماً، وأعانك الله على إتمام مسؤولياته وعلى هذه الأمانة الثقيلة التي نعلم تماماً أنك الأكفأ والأنسب لها ونحمد الله الاختيار الحكيم الصادر من خادم الحرمين الشريفين صاحب الحكمة المتزنة والرأي الراجح وفقه الله وسدد خطاه.