أكد معالي محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور على بن ناصر الغفيص أن المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - تشهد تنمية شاملة ونقلة حضارية ارتقت بالمجتمع إلى مصاف المجتمعات المتقدمة في التعامل مع معطيات الحضارة الحديثة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، مع التزام واعتزاز بقيم الدين الحنيف ومبادئه.
جاء ذلك في كلمة لمعاليه بمناسبة الذكرى التاسعة لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم، قال فيها: إنه بالرغم مما يشهده عالم اليوم من اضطرابات إلا أنه - بفضل الله تعالى - يبقى هذا الوطن يعيش آمناً، وفي رفاهية وتطور.. ففي هذا العهد الميمون يشهد وطننا العزيز تنمية شاملة ونقلة حضارية.
وأضاف معاليه: «حظي الشباب والفتيات باهتمام خاص من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - إذ يؤكد - حفظه الله - في كل مناسبة أولوية ذلك باعتبارهم مشاركين فاعلين بالتنمية؛ فهم يملكون من الطاقات والإمكانات ما يدعم مسيرة البناء في الوطن العزيز. وكان اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالشباب متمثلا بتوسيع التعليم العالي ونشر الجامعات، إضافة لبرامج الابتعاث الضخمة وغير المسبوقة؛ فقد أنفق - حفظه الله - عليها أموالاً طائلة بهدف تأهيل الشباب وتزويدهم بالعلوم والمعارف التي تسهم في تفعيل مشاركتهم في بناء الوطن وتلبية احتياجات التنمية من الموارد البشرية المؤهلة. وامتداداً لذلك جاء اهتمامه بتدريب الشباب وتوظيفهم في جل اهتمامه، ويدعم كل توجه لإيجاد مسارات تدريب متطورة تستوعب الشباب وتمدهم بمهارات سلوكية ومهنية في شتى المهن التي يحتاج إليها سوق العمل».
وأردف معاليه يقول: بهذه المناسبة أتشرف أن أرفع الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - باسمي ونيابة عن زملائي منسوبي المؤسسة على الدعم السخي والاهتمام بكل ما من شأنه تطوير العمل في المؤسسة؛ لتتمكن من تحقيق أهدافها تقديراً من القيادة الكريمة للدور الفاعل الذي يضطلع به قطاع التدريب في التنمية البشرية.
ونتيجة لهذا الدعم الكريم فإن قطاع التدريب يشهد نهضة شاملة من خلال تطوير مساراته؛ إذ لا يقتصر على ما يقدَّم في منشآت التدريب الحكومي بل تم إشراك القطاع الخاص بشكل مباشر في تقديم التدريب المنتهي بالتوظيف. ولتحقيق ذلك كان توجه المؤسسة في إشراك مؤسسات وشركات عالمية متخصصة في تقديم التدريب من خلال شراكات استراتيجية تركز على متطلبات كل مهنة لتأهيل أيدٍ فنية ماهرة، يتم التحاقها بالوظيفية بعد تخرجها مباشرة. وقد تم - بفضل الله تعالى - التعاقد مع عدد من الشركات العالمية المتخصصة في تشغيل عدد من الكليات التي تشرف عليها المؤسسة، باسم الكليات العالمية (كليات التميز). وتقوم الشركات بتقديم التدريب عالي الكفاءة مع ضمان التوظيف بعد التخرج. ويعد هذا مساراً جديداً أُتيح للشباب بدعم كريم من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله. وتمتاز هذه الكليات بأنها محضن لخبرة دولية يتم تقديمها في بيئات تدريب محلية بهدف رفع كفاءة التدريب وتمكين الشباب من تدريب متميز.
وأفاد بأن المؤسسة اهتمت بالموارد البشرية من خلال التدريب والابتعاث، فقد تم ابتعاث عدد من منسوبيها للحصول على درجة الماجستير في تخصصات هندسية وتقنية، كما تم ابتعاث بعض المتميزين من خريجي الكليات التقنية للبنين والكليات التقنية للبنات في برنامج خادم الحرمين لإعداد المدربين التقنيين، ويتم بشكل دوري تدريب منسوبي المؤسسة في برامج تطويرية داخلياً وخارجياً.
وحققت المؤسسة - بفضل الله تعالى - في هذا العهد المبارك إنجازاً يتمثل في بناء علاقة متينة ومنتجة مع القطاع الخاص باعتباره المستهدف الأول في مخرجات برامج التدريب، وبهدف نقل التقنية وتوطينها من خلال عملية تشاركية بين المؤسسة وكبريات الشركات على المستويين الداخلي والخارجي، وتم بذلك إنشاء معاهد تدريب متخصصة، عن طريق الشراكات الاستراتيجية. وفي هذا المجال تم إنشاء وتشغيل عدد من المعاهد في مجالات صيانة السيارات، وتقنية البلاستيك، والإنشاءات والعمارة وصيانة المباني، وخدمات البترول، والإلكترونيات المنزلية، وصناعة المطاط، وتقنية المياه والكهرباء، وصناعة التغليف والتعبئة والطباعة، والصناعات الغذائية، والفندقة والسياحة.
وتطمح المؤسسة إلى تحقيق مزيد من التعاون البنَّاء مع جميع القطاعات لتحقيق أهداف التنمية الوطنية وخدمة الوطن والمواطن بما يتفق وتطلع القيادة الكريمة في ظل هذا العهد الميمون.
وفي ختام كلمته قال معاليه: «حفظ الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خادماً للحرمين الشريفين وراعياً للوطن قائماً على ما يصلح شأن الأمة موفقاً للخير، حفظ الله سمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود عضدين موفقين لقائد نهضتنا».