انطلق مشروع رسل السلام للكشافة بدعم وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- خلال استقبال المشاركين في المؤتمر الكشفي العربي الثالث والعشرين المنعقد في الرياض في عام 1422هـ - 2002م، حين كان ولياً للعهد، التي أكد فيها أن الكشافة رسل خير ومحبة وسلام للعالم أجمع، مشيراً إلى أن ديننا الإسلامي يحث على الالتزام بالأخلاق الحميدة لأنه دين محبة وإخلاص ووفاء وأخلاق، ولفت الانتباه - حفظه الله - إلى أن للكشافة دورا عظيما وذات رسالة سامية من خلال الخدمات والجهود التي تقدمها للإنسانية جمعاً. وأكد -رعاه الله- حينها أن المملكة كانت ولا تزال تهتم وتدعم المجال والحركة الكشفية في كل النواحي وامتدح الكشافة السعوديين ووصفهم بأنهم كانوا ومازالوا خير مثال للالتزام بأخلاق الكشافة النبيلة ومثلها وبالشرف الكشفي. وما أن سمع جلالة ملك السويد كارل جوستاف السادس عشر الرئيس الفخري لصندوق التمويل الكشفي العالمي دعوة خادم الحرمين الشريفين حتى انضم وتحمس لهذه المبادرة العالمية للعمل من اجل نشر السلام، والتفاهم في المجتمعات المحلية والمساعدة في تغيير العالم إلى الأفضل إلى ظهور مشروع (منح السلام). ورحبت اللجنة الكشفية العالمية ومن بعدها المؤتمر الكشفي العالمي بهذه المبادرة وأطلقت هذا البرنامج بشكل رسمي واستجاب ملايين الكشافة لهذه الدعوة في غضون 5 سنوات، حيث بلغ عدد الكشافين المشاركين في هذا البرنامج أكثر من 110 ملايين كشاف في 110 دولة، واعتبر ذلك المشروع أكثر المشاريع تميزاً ونجاحاً على مستوى العالم مقارنة بالمبادرات السابقة من جانب الحركة الكشفية العالمية في هذا الشأن، كما رحب الكشافة السعوديون بـ1500 كشاف وجوال من 85 بلداً في عام 2006 في مدينة الجبيل الصناعية بعبارة «معاً من أجل السلام» وقد خطط المضيفون لأن يكون هذا المخيم أولى هداياهم للسلام بهدف التعرف عن كثب على الثقافات والجنسيات والمعتقدات الأخرى، وأن حياة الكشافة في المخيمات السعودية يتخللها الترويح عن النفس بالأناشيد والأهازيج والتمثيل والضحك، وقد تقاسم المشاركون الغذاء والفولكلور بمناسبة اليوم العالمي كما قاموا بجولة استكشافية لاكتشاف عجائب الصحراء ثم شاركوا في حفلات مسائية وأنشطة ثقافية وسرعان ما شعر الزائرون بارتياح كامل وكأنهم في أوطانهم، بالإضافة إلى الأنشطة العادية في المخيم، شارك الكشافة في مجموة من ورشات العمل التي نظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. وفي عام 2008 م رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المعرض الكشفي العالمي للسلام الذي استضافته مدينة الرياض في المدة 16-21-2-1429هـ الموافق 23-27 فبراير 2008 وافتتحه ملك السويد كارل غوستاف السادس عشر الرئيس الفخري للصندوق الكشفي العالمي وحضر حفل الافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد أمير منطقة الرياض آنذاك والمعرض إحدى الفعاليات التي ينفذها الصندوق الكشفي العالمي بهدف نشر ثقافة السلام وكانت الرياض محطته الأولى ثم انطلق في العديد من العواصم والدول، وقد تشرفت زمالة بادن باول العالمية خلال فترة المعرض بانضمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لها حيث قلده ملك السويد الرئيس الفخري للصندوق عضوية الصندوق الكشفي العالمي. وامتدادا لدعم المملكة العربية السعودية لنشر ثقافة السلام والتعريف بهدية السلام التي قدمها خادم الحرمين الشريفين للكشافة نفذت جمعية الكشافة العربية السعودية ضمن فعاليات الجامبوري الكشفي العالمي الـ21 في المملكة المتحدة أطول لوحة للسلام بمشاركة 42000 كشاف انضموا جميعاً تحت شعار «عالم واحد ووعد واحد سعياً لجعل العالم أفضل»، وفي المؤتمر الكشفي العالمي الـ 38 الذي أقيم في جزيرة جيجو بكوريا الجنوبية سلمت المملكة السيد لايس كورلانيد تبرعاً لدعم برامج الكشافة من خلال الصندوق الكشفي العالمي حيث أشاد 1500 مشارك في المؤتمر بذلك التبرع السخي لدعم الصندوق لتحقيق غايته وأهدافه في تشجيع شباب الكشافة وتدريب القيادات الكشفية وتنمية المهارات لديهم، كما قدمت المملكة وخلال اجتماع زمالة بادن باول في بوسطن عام 2009م دعماً مالياً كبيراً، ووافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على دعم الصندوق الكشفي العالمي ويكون الدعم وقفاً باسم خادم الحرمين الشريفين يخصص ريعه لدعم برامج السلام وبرامج تدريب القيادات الكشفية على تنفيذ برامج السلام حيث يسهم الوقف في دعم برامج الجمعيات الكشفية في الدول الفقيرة وتأهيل القيادات الكشفية وتنظيم وإقامة الفعاليات في تلك الدول من خلال برامج يشرف عليها الصندوق الكشفي العالمي. وأعلن صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد الرئيس الأسبق لجمعية الكشافة عن تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمبلغ 37 مليودولار لمشروع رسل السلام خلال فعاليات حفل انطلاقة المشروع بحضور ملك السويد في مخيم السلام العالمي الثاني وقال سموه في كلمة له في ذلك الحفل: أن السلام هو الغاية والحوار هو الوسيلة ورسل السلام هم حملة هذه الرسالة السامية والأمل في تحقيق هذا المفهوم الإنساني العظيم في عالم أحوج ما يكون الآن إلى الإيمان بتبني مثل هذه القيم الإسلامية وتحقيق الأهداف السامية والبناء والعطاء، وألقى ملك السويد كلمة ثمن فيها جهود الكشافة العالمية موضحاً أن الكشافة تجاوزت تحديا كبيرا لإطلاق مشروع رسل السلام.
وعقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وجلالة الملك كارل جوستاف السادس عشر ملك مملكة السويد الرئيس الفخري للصندوق الكشفي العالمي اجتماعاً، حيث قلد جلالة ملك السويد، خادم الحرمين الشريفين وسام الذئب البرونزي الذي يُعد أعلى وسام في الكشافة وتسلم الملك أيده الله لوحة تحمل شعار مشروع رسل السلام وهي رسالة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للكشافة، كما تسلم -رعاه الله- شهادة الذئب البرونزي الموقعة من رئيس الكشافة العالمية وأمين عام المنظمة الكشفية العالمية، وتشرف بتقديمها للمليك -حفظه الله- أمين عام جمعية الكشافة العربية السعودية الدكتور عبدالله بن سليمان الفهد. وحسب آخر تقرير للصندوق الكشفي العالمي أوضح أن عدد ساعات العمل التي تمت عبر المشروع منذ انطلاقته بلغت 572 مليون ساعة عمل، وأبرز المشاريع القائمة حالياً في العالم 11 مشروعاً في إفريقيا، و17 في الدول العربية، و49 في دول آسيا والباسفيك، و19 في أوروبا، و12 في وسط أمريكا.
وعرض التقرير أمثلة لتلك المشاريع الناجحة التي نفذها الصندوق باسم المشروع ومن أهمها المساهمة في مشروع التنمية الزراعية في اندونيسيا، ومواجهة كارثة الزلزال الذي تعرضت له الفلبين، ومساعدة اللاجئين السوريين على الحدود اللبنانية ومشاريع في سلوفينيا والبوسنة وكينيا وإثيوبيا.