إن للهدية - أياً كانت - وقعاً جميلاً على قلب ونفس المهدى إليه، فكم من هدية أدخلت سروراً، وأزالت جفاء، وكرّست محبة ومودة بين المهدي والمهدى إليه، وتكون الهدية بين الأفراد والجماعات وكان التوجيه النبوي الكريم بالتهادي عاملاً مهماً ورئيساً في صنع المحبة والإلفة والتقارب وإشاعتها بين الناس، بين الأخوة والأصدقاء والزملاء والأقارب والجيران وغيرهم، وحتى بين الزوج وزوجته، فقد ذكرت صحفنا المحلية قبل أيام أن معلمة سعودية أهدت زوجها (سعودي) سيارة جديدة - صالون من نوع تاهو - وذلك في ذكرى زواجهما.
شيء جميل أن يحصل الزوج من زوجته على هدية - أياً كانت - فإن الشيء السائد هو عكس ذلك تماماً، وليس شرطاً أن تكون الهدية بحجم سيارة صالون، فإن ساعة يد أو زجاجة عطر أو قلم حبر، أو باقة ورد، كفيلة بإدخال السرور والسعادة على المهدى إليه، كما أن لها نفس الفعل على نفس المهدي الذي يسعد بقبول هديته، لأن رد الهدية ورفضها أمر غير مقبول، وقد يتسبب في قطيعة أو جفاء أو بغضاء.
فما أجمل الهدية إذا كان مهديها لا يرمي من وراء هديته إلا المحبة في الله والرغبة في توطيد أواصر المحبة والإلفة والتآخي، وذلك قصد شريف ونبيل.