تَهُلّ علينا ذكرى البيعة التاسعة والمملكة العربيَّة السعوديَّة تعيش أبهى أيامها أمنًا واستقرارًا ورخاءً، وستبقى بإذن الله تعالى على هذه الحال في ظلِّ قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله-، الذي أعطى الأمة والعالم مثلاً رائعًا للقائد والمُلْهِم والرائد للمسيرة الظافرة بحمد الله تعالى.
وإننا ونحن نقف على أعتاب البيعة التاسعة لنتذكَّر مواقف فارقة رسخت لدى الجميع ما عرف عن خادم الحرمين الشريفين من حنكة ودراية وبصيرة نافذة، وما يتمتع به من محبة فائقة تغلغلت في نفوس أبناء الوطن وبناته.
لقد رأيناه -حفظه الله- يقود سفينة الأمة بحكمة وهدوء ليرسو بها في شاطئ الأمان متخطيًا كافة التحدِّيات والمتغيِّرات، ومثبتًا للعالم أجمع أن المملكة العربيَّة السعوديَّة دولة قوية متينة البنيان، راسخة الكيان، يتحلى فيها الجميع بروح الإخاء والوئام والترابط واللحمة الوطنيَّة التي تُعدُّ مضرب مثل للقاصي والداني.
ومن بعد ذلك كلّّه رأينا الملك الصالح المصلح الذي تمتد أياديه البيضاء لتسعد الجميع، وتشد من عضد أبناء الوطن وبناته شبابًا وشيبًا، وتوفر الحياة الكريمة لهم، وهنا نستحضر الأوامر الملكية الكريمة التي حملت في طياتها الرفاه والأمل، وشملت مختلف الجوانب التعليميَّة والصحيَّة والسكنية، وعمَّت جميع فئات الموطنين، مع التركيز على صفاء المجتمع وسلامته، وتنقيته من شوائب الفساد.
وليس من المبالغة أن نقول: إن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- غرة في تاريخ هذه الدَّوْلة ومسيرتها المظفرة منذ تأسيسها على يد صقر الجزيرة الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن - طيَّب الله ثراه- وإلى هذا العهد الميمون الناهض المزدهر، فالمملكة العربيَّة السعوديَّة في ظلِّ قيادته -وفَّقه الله- وبمؤازرة ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني حفظهم الله تحقق نموًّا اقتصاديًّا وتنمية شاملة مستدامة تشهد لها الميزانيات المتحققة في عهده الميمون، وهذا بحد ذاته برهان على صدق الإرادة الواعدة، وسلامة التوجُّهات، وبعد النظرة، حيث وجدنا زيادة الإنفاق تصب في مسيرة النهضة، وتعزز الإنجازات القائمة، خصوصًا في مجال التَّعليم العالي، فها هي المدن الجامعية تبهر الناظرين، وتلك الكليات الجامعية تتناثر كقطرات المطر في أرجاء بلادنا الغالية، وها هم الطلاب والطالبات تعج بهم أروقة الجامعات، ومراكز البعثات. وهكذا دومًا القيادة المخلصة ترعى العقول والأفكار، كما تلبي حاجات المعيشة ومتطلبات الْمَدَنِيَّة، وتسخر كافة مقدرات الدَّوْلة لصالح المواطنين، وتستخدم الموارد الماليَّة على نحو مدروس ومنظم، وتضعها في مصلحة البنية الشاملة، وبما يلبي الطموحات والآمال.
إن المستقبل واعد إن شاء الله، والمسيرة متواصلة، وخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- مثال للقائد القوي المتصف بالواقعية والوضوح، والثقة بالنفس، وعلو الهمة، كما أنَّه يحب شعبه ووطنه، ويهتم بشؤون الأمة الإسلاميَّة، بل بكلِّ ما يخدم الإنسانيَّة جمعاء، ويتمتع بملكة الإقناع التي تجعل الآخرين يتفهمون طروحاته وتوجهاته ويتقبّلونها بصدر رحب، وما يتبع ذلك من تأييد لمشروعاته العلميَّة والإصلاحية والاجتماعيَّة والسياسيَّة.. وغيرها، وتحويلها إلى أمر واقع، كما هو مشهود على الصعيد الوطني والإقليمي والعالمي.
ويطيب لي بهذه المناسبة المباركة أن أرفع أسمى آيات العرفان والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز، ولسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني حفظهم الله، كما يسعدني ويسعد كل مواطن أن نجدد الثقة بقيادتنا الرشيدة، وأن نقوم بواجبنا تجاه الوطن، فنخلص له، ونحافظ على مكتسباته كلٌّ في حدود عمله ومجال اختصاصه. حفظ الله بلادنا ومليكنا وأدام علينا نعمة الأمن والإيمان،