نوّه وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة الدكتور خالد بن محمد الفهيد بأهمية الأودية والشعبان في العاصمة الرياض، معتبرا أنها تمثل جذبا سياحيا عوضا عن الجانب البيئي وعاملا في الحد من سرعة جريان السيول التي تسبب كوارث طبيعية.
وأفاد الدكتور الفهيد في معرض رده على استفسارات «الجزيرة» حول المحافظة على الشعبان وما تحويه من ثروة شجرية، ومنها إغلاقها لفترات معينة في العام، أنه بالنسبة للأودية والشعاب فهي تعتبر من أهم البيئيات التي ينمو بها الغطاء النباتي الشجري لطبوغرافيتها وارتفاع الرطوبة المائية والتربة الجيدة التي تكون بيئات مناسبة لنمو الأشجار والشجيرات، ويتضح ذلك بالكثافة الشجرية التي تجدها في كثير من مناطق المملكة وخاصة الوسطى مما جعل هذه الأودية والشعاب تحتوي على تنوع حيوي بمختلف أنواعه وكائناته، ولذلك من الأهمية الاهتمام بهذه الأودية والحفاظ على جريان المياه والسيول الطبيعية بها، وقد خلق هذا التنوع النباتي في تلك المناطق إلى اعتبارها مناطق جذب سياحي عوضاً على الجانب البيئي وعاملاً هاماً في الحد من سرعة جريان السيول التي تتسبب في الكوارث الطبيعية.
ولفت وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة أن لدى الوزارة برامج للمحافظة على الأشجار تنطلق وفق ثلاثة محاور، منها برامج إيقاف أسباب التدهور (الاحتطاب، الرعي الجائر، الزحف والتعديات على أراضيهما، النشاطات البشرية السلبية، وبرامج المحافظة والتنمية (الحماية كالتبتير والتسييج لبعض المواقع، التشجير وإعادة الاستزراع)، وبرامج الإدارة المستدامة للغابات والمراعي، وبرامج التوعية والشراكة الفاعلة والمسؤولية المشتركة تجاه هذا المورد. وأشار الدكتور الفهيد إلى الإستراتيجية وخطة العمل الوطنية للغابات في المملكة العربية السعودية التي أقرها مجلس الوزراء 1426هـ، والتي اشتملت على العديد من الأهداف المتعلقة بالمحافظة على الأشجار، والوزارة تعمل حالياً على تنفيذ الإستراتيجية والخطة من خلال تنفيذ عدد من المشاريع ذات الصلة بالمحافظة على الأشجار، ومنها تبتير عدد من الفياض والرياض في مختلف مناطق المملكة، عمل حواجز في بعض الشعاب لحماية الغطاء النباتي الشجري والشجيري، تسييج بعض مواقع الغطاء النباتي في مختلف مناطق المملكة، إنشاء مركز دراسات للغابات بمنطقة الباحة، إنشاء محطات لإكثار بذور الأشجار والنباتات الرعوية، إنشاء مشاتل لإكثار نباتات العرعر بكل من عسير والباحة، تنظيف 70 فيضة في مختلف مناطق المملكة خلال موسمي الشتاء والربيع، قامت الوزارة بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك سعود بحصر الغابات وبعض مناطق المراعي في المملكة، جارحالياً العمل على استكمال حصر المراعي لجميع مناطق المملكة، ينفذ حالياً بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة برنامج الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية ومنها الغطاء النباتي الشجري والشجري، يتم حالياً إعادة تأهيل العديد من مواقع الغابات، تم تحديد العديد من مواقع الغابات وضعت خطة للإدارة المستدامة لها، وجار حالياً طرح العديد من المشاريع الخاصة بالتشجير باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة.
وعن إغلاق بعض الشعاب أو جزء منها، أوضح وكيل وزارة الزراعة أن التسييج والحماية يعتبر أحد أساليب المحافظة وتعتمد على قوة الحماية وضبطها وهي تؤتي نتائج إيجابية ولدى الوزارة العديد من المواقع التي سيجتها وحمتها وبالنسبة للأودية فإذا كان هناك توجه في المنطقة لإعادة تنمية الغطاء النباتي الطبيعي وتطويرها وتحتاج إلى حماية فيمكن للوزارة إغلاق تلك المناطق حتى يتم تطويرها وتهيئتها، كما أن الوزارة تقوم بعمل مسيجات بيئية لتكون مصدراً لبذور النباتات الطبيعية المنقرضة ويمكن في حال وجود هذه المناطق في شعاب أو أودية فيمكن حمايتها، ومن المهم قبل الإغلاق توفر الحماية التي تحقق الغرض من الإغلاق.