الجزيرة - زيد السبيعي:
اختتم المؤتمر العلمي الخامس لطلاب وطالبات التَّعليم العالي فعالياته مساء أمس الأربعاء وشهدت جلسات أمس التركيز على محور العلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة وركزت الفعاليات المصاحبة وحلقات النقاش والبرنامج الثقافي على محور الابتكار وريادة الأعمال ونظمت منصة الرواد عروضًا إرشاديَّة وتقييم الأفكار البحثية وآلية البحث في قنوات التمويل والجهات الداعمة.
وكان المشاركون في محور «الإنسانيَّة والاجتماعيَّة» تناولوا العديد من الموضوعات المتنوعة في بحوثهم ومشاركاتهم منها: (أثر الحلقات القرآنية في بناء القيم والأخلاق، بلوغ الأمنيَّة في تحقيق سبل الوحدة الإسلاميَّة، حسن الاستقصاء في المسجد الأقصى).
كما شهدث جلسات أمس تفاعلاً كبيرًا من الطلاب والطالبات في عدد من القضايا المحليَّة منها قضية الدرباوية والرسوم المتحركة والتسوّل، حيث أكَّد الطالب فهد الدرسوني من جامعة الملك فيصل في بحثه عن (الانحرافات السلوكية للدرباوية في المجتمع)، فقال: إن 97 في المئة من الدرباوية عزاب و15 في المئة منهم أقل من 16 سنة، كما شهدت هذه الجلسة تفاعلاً من الطلاب والطالبات لعلاج المشكلة، حيث بيَّن الدرسوني أنَّه لا بُدَّ من الاعتراف بوجود مشكلة الدرباوية ودراسة أبعادها من جميع الجوانب وأسباب وجودها لنجد حلاً مناسبًا لها، مضيفًا أن الشباب يمثِّلون نسبة كبيرة من أبناء المملكة وهم عماد المجتمع وقوته الحقيقية.
وأشار إلى أن الدرباوية لهم حضورٌ طاغٍ في أغلب مناطق المملكة ولهم تجمعاتهم وهندامهم الخاص، وحاول الدرسوني علاج هذه المشكلة وتحليل الظاهرة لمواجهتها على الصعيد القانوني والصحي والإعلامي، في إيجاد المراكز المتخصصة لإعادة تأهيل المنحرفين وحسن الاستماع للأبناء من قبل الآباء بالحب والعطف والوقوف على مشكلاتها لحلّها في جوٍّ أسريٍّ من الحلول البارزة التي يهدف إليها المجتمع لاستثمار طاقتهم في أمور محمودة.
ونوّه الطالب أن المشكلة الأساسيَّة هي الانحرافات السلوكيَّة لهذه الفئة مما ينذر بخطر كبير لا يحمد عقباه، فظاهرة الدرباوية تعتمد على جذب المراهقين من خلال سلوكيات مرغوبة لديهم مثل: التفحيط وطريقة اللباس ولها عددٌ من الأسباب النفسية والاجتماعيَّة منها: إشباع الغرائز والبحث عن الشهرة والاضطرابات النفسية، وطالب الدرسوني بتوجيه رعاية الشباب للاهتمام بهذه الفئة وتوفير وسائل الترفيه الإيجابيَّة التي تشبع الهوايات وجذب الشباب من الجنسيين للعمل التطوعي لما له من آثار إيجابيَّة في مجابهة الانحراف.
من جانبه تناول الطالب عمار سلطان من جامعة أم القرى في بحثه الذي قدَّمه حول خطورة «الرسوم المتحرِّكة اليابانية على العقيدة»، وقال: إن البرامج الإعلاميَّة تُؤثِّر على أفكار الناشئة ومعتقداتهم وثقافتهم ومنها الأمنيات التي شغف بها كثيرون مع عظم خطرها على العقيدة، وقال: الدليل على حديثي أنني شاهدت أحد الأفلام العالميَّة في الرسوم وهو (ناروتو) واستخرجت منه العديد من النقاط الخطيرة على مجتمعنا ومنها: (أفكار ومعتقدات كفرية صريحة، والاستهزاء بالدين في لغة جريئة.
وطالب في بحثه إنشاء مراكز متخصصة للناشئة تهتم بجميع شئونهم ثقافيًّا وإيمانيًا واجتماعيًّا وغرس العقيدة في نفوسهم خصوصًا ومراكز تهدف إلى توعية أولياء الأمور بأهمية التربية، وكذلك إنتاج برامج قوية منافسة لهذه البرامج في الإخراج وهذا يكون بتشجيع الإعلاميين والمنتجين، كما شدَّد في بحثه على تكثيف المسابقات والمؤتمرات وتفعيل القضية في المجتمع، وإشغال الطفل بما ينمي مواهبه ويحفظ عليه دينه وصحته كالرياضة وحلقات التحفيظ والأندية الثقافية، بالإضافة إلى توفير أفلام بديلة موجهة للشباب مثل المسرحيات والمسلسلات الشبابية الهادفة.
من جانبه تناول الطالب صالح الجساس من جامعة الملك فيصل موضوع التسوّل وأوضح في عرضه أن مشكلة التسوّل تعاني منها دول العالم التي تعاني وتتسم هذه المشكلة بخصوصية في المملكة العربيَّة السعوديَّة حيث يمارس التسوّل من قبل بعض الجنسيات الوافدة ومخالفي نظام الإقامة والعمل بالمملكة وتبدو كظاهرة اجتماعيَّة آخذة في الازدياد لأسباب مُتعدِّدة وكثيرًا منَّا يصادفه في حياته اليومية وخصوصًا في إشارات المرور الأطفال وهم يستدرون عطفنا للحصول على ما يريدون أن التسوّل اليوم أصبح يقوم على إدارة التنظيم ومجموعات منظمة بإدارة المتسولين ومتابعتهم وتوجيههم وعمل التخطيط اللازم واختيار الأماكن وتوزيعهم عليها، لذلك أصبحت مشكلة التسوّل جديرة بالاهتمام ووجب إخضاعها للبحث الدراسي.
وبيَّن عمار أن دراسته هدفت إلى فهم ووصف ظاهرة التسوّل والتعرف على آثارها الأمنيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة على المجتمع، وكانت أبرز نتائجها وجود علاقة كبيرة بين تدنِّي المستوى الاقتصادي والتَّعليمي والتسول، مبينًا أن عملية التسوّل تتم بشكل منظم واحترافي ويُؤدِّي إلى التسبب في كثير من الحوادث المرورية في الشوارع العامَّة، ويُؤدِّي إلى انحراف الأطفال وازدياد معدل خطفهم.
واختتم الجلسات الطالب عبدالرحمن بدري من جامعة أم القرى، الذي ركز على أثر الحلقات القرآنية في بناء القيم والأخلاق لدى الطلاب والطالبات، مبينًا أن نشاط تحفيظ القرآن يُعدُّ الجزء الأساسي في التَّعليم التربوي، وقال: هناك تقصيرٌ في معظم معلمي الحلقات القرآنية ومشرفيها، مشيرًا إلى أن هدفه بيان أبرز معالم منهج القرآن الكريم والسنَّة النبويّة في غرس القيم والأخلاق، وبيان أثر الحلقات القرآنية على فكر وسلوك الطالب في ظلِّ المتغيِّرات المعاصرة.