في هذا اليوم البهي تُكرِّم محافظة (البكيرية) رجالها الأوفياء، إيماناً من هذا الوطن المعطاء بالدور الذي قاموا به، ونظراً لما قدَّموا من خدمات جليلة للمجتمع والدولة، ولما تركوه من أثر كبير ولمسة بارزة ومضيئة، في جدار النهضة التي تشهدها المملكة منذ عهد المؤسس الأول الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه-. ويبرز في مقدمة البُناة لا شك قادة البلاد وفي طليعتهم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز (حفظهما الله)، ومن هنا قطعت لجنة أهالي (البكيرية) عهداً بإقامة مناسبة يوم الوفاء وإحيائها كل عام بغرض إرسال حزمة ضوء تنير طريقاً مرَّ به جيلٌ يومَ أن كان في مُقدِّمة الصف وقمة العطاء، وقد بذل كل ما يملكه من كفاءات ومهارات وخبرات وأموال يستفيد منها المجتمع.
إنَّ يوم الوفاء مناسبة سنوية يُكرَّم فيها الأفراد الذين تركوا بصمات واضحة على مسيرة التنمية في محافظة (البكيرية) في مختلف مناحي الحياة، حيث رأى الجميع أنَّ من حق هؤلاء الأوفياء أن يقال لهم: إنَّ ما قدمتموه محفورٌ في ذاكرة الوطن، وإنَّ الوطن لم ينسَ إنجازاتكم أو يتجاهلها، وهو إن صمت عن ذلك حيناً فإنه يستكمل الصورة، ويجمع الشوارد، ليضعها في سجلِّ التاريخ بأحرف وضَّاءة، وسيرةٍ باقيةٍ وقَّادة.
إننا بتكريم الأوفياء المخلصين نبني جيلاً وفياً بعطائه، مخلصاً لأمته، مُقدَّراً من قادته، يصنع المعروف ولا ينتظر الثناء، ونرسخ الوفاء بصفته قيمة إسلامية إنسانية نبيلة، ونبحث بتجرد عن الباذلين والمبدعين الذين تركوا بصمة واضحة في تنمية المكان والإنسان في هذه المحافظة المتميزة، ونقدر إنجازاتهم، ونحيي ذكرى الراحلين منهم، ونشجع الطامحين إلى السير على خطاهم، ومقابلة كبير العطاء بكبير الوفاء.
وإذا كان الحديث عن الوفاء فإنه لا يمكن أن نتجاوز شخصيات غمرتنا بوفائها الدائم، وألهمتنا الحب والعطاء، يأتي في مقدمتها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر حفظه الله أمير منطقة القصيم، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل حفظه الله، فكل معاني الشكر لهؤلاء القادة الأوفياء، والشكر موصول لأهالي البكيرية ممثلين في لجنة الأهالي الذين اختاروا والدي ماضي العبدالله الربيعان رحمه الله ليكون أحد المكرمين لهذا العام، ولم يدَّخروا جهداً في التنظيم والتنسيق والترتيب، فلهم جزيل الشكر ووافر الامتنان.