للوفاء رجال، وللتاريخ شواهد، هكذا هم أهل الوفاء، أهل البكيرية الشرفاء، الذين أبوا إلا أن يسجل التاريخ ذكرى لرجالهم، حين أصروا على أن يكرّموا محافظتهم بقبول الدعوة لتكريمهم، فكان الوفاء من الشرفاء، الذين بذلوا الجاه والمال لرفعة بلدهم ووطنهم، وخدمة أهاليهم وأبناء مدينتهم عرفاناً بما قدموا من جهود، وتقديراً لما سيقدمونه في القريب والبعيد، فهذا ديدن أهل الوفاء، رجال الفضل الشرفاء.
فهنيئاً للبكيرية أن أنجبت أمثالهم من العلماء والقضاة والدعاة وصارت بحق المدينة الصحية المتألقة، التي اشتهرت بهدوئها ونقاء جوها، وتوسطها في قلب منطقة القصيم، فكان لذلك أثر على ساكنيها وأهلها، فاشتهروا بالهدوء والسكينة، والطمأنينة والاعتدال، والتزام الوسطية، ونبذ التطرف والإخلاص لدينهم ولوطنهم ولولاة أمرهم، فحظوا بثقة ولاة أمر هذه البلاد المباركة - وفقها الله - وتسلموا زمام الأمور في وزارات كثيرة، ومرافق مهمة، فكانوا نعم القيادات، ونعم الرجال، وكان أداؤهم مميزاً وإخلاصهم عظيماً، فرسموا صورة جميلة، وخلدوا ذكرى جميلة لهم ولأبناء محافظتهم، وما زال أبناء البكيرية جيلاً بعد جيل، يسيرون على نفس هذا المنهج الذي سار عليه آباؤهم وأجدادهم، فالوفاء شعارهم، والإخلاص رايتهم، ونقاء السريرة ديدنهم. فيا لله ما أروع وفاؤهم وإخلاصهم .. ويا لله ما أجمل تكريم أوفيائهم.
إن محافظة البكيرية في هذا اليوم تزهو فرحاً بتكريم روادها الفضلاء للمرة الخامسة، فهذا يوم الوفاء الخامس، والذي يتم فيه تكريم نخبةٍ من رجالات البكيرية، منهم من لازال يعطي، ومنهم من تخطفته يد المنون، فرحمهم الله جميعاً وأجزل لهم المثوبة، وجمعنا بهم وبوالدينا في جنات النعيم .