عثر العلماء على أجسام مضادة طبيعية لدى البشر لفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) وقالوا إن اكتشافهم يمثل خطوة على طريق ابتكار علاج لهذا المرض الذي يفتك بالبشر.
ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية مرض فيروسي شبيه بمرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) وظهر لأول مرة عام 2012 وانتشر في منطقة الشرق الأوسط فيما رصدت عدة حالات أخرى حول العالم وأدى خلال الأسابيع الأخيرة إلى قرع ناقوس الخطر في الأوساط الدولية مع تزايد حالات الإصابة والوفيات في السعودية.
وأكد مسؤولون سعوديون اكتشاف 26 حالة إصابة جديدة بالمرض ووفاة عشرة أشخاص مطلع الأسبوع ليصل العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في المملكة إلى 339 شخصا توفي منهم 102.
ولا يوجد حاليا أي علاج ناجع او لقاح ضد المرض الذي يصيب الجهاز التنفسي ومن بين أعراضه السعال والحمى وضيق التنفس ويمكن أن يؤدي الى الإلتهاب الرئوي والفشل الكلوي.
وفي دراسات نشرت في دوريتين علميتين الإثنين قال علماء من الولايات المتحدة والصين وهونج كونج إنهم رصدوا ما يعرف باسم الأجسام المضادة المانعة للإصابة التي بمقدورها أن تقوم بدور رئيسي في منع الفيروس من الالتصاق بالمستقبلات الذي يتيح له إصابة خلايا الإنسان.
والأجسام المضادة بروتينات يفرزها جهاز المناعة ومهمتها التعرف على الفيروسات والبكتيريا التي تهاجم جسم الإنسان. والأجسام المضادة المانعة للإصابة لا تتعرف فقط على فيروسات بعينها بل إنها تمنع إصابة خلايا العائل مما يعني في نهاية المطاف عدم إصابة البشر أو الحيوانات بالفيروس.
وفي دراسة أوردتها دورية علوم الأمراض المعدية رصد فريق بحثي تحت إشراف صينيين اثنين من هذه الأجسام المضادة بمقدورهما منع عدوى الخلايا بفيروس كورونا وذلك في التجارب المعملية.
وقال العلماء «على الرغم من كونها نتائج مبكرة إلا أنها تشير إلى أن هذه الأجسام المضادة على وجه الخصوص... يمكن أن تكون واعدة للتدخل لعلاج فيروس كورونا».
وفي دراسة أخرى أوردتها دورية وقائع الأكاديمية القومية للعلوم وقال فريق من الولايات المتحدة إنه اكتشف مجموعة من سبعة أجسام مضادة مانعة للإصابة وهو ما يعضد احتمالات ابتكار لقاح أو علاج للمرض.
ولم يتوصل العلماء حتى الآن على وجه الدقة إلى كيفية إصابة البشر بهذا الفيروس إلا أنه رصد في الخفافيش والإبل ويقول كثير من الخبراء إن الإبل هي المصدر الحيواني الأكثر ترجيحا الذي ينقل العدوى للبشر.
وعبرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها لتزايد حالات الإصابة بالمرض في السعودية وقالت إنها تعتزم إيفاد فريق من الخبراء الدوليين إلى المملكة هذا الأسبوع للوقوف على أسباب تفشي المرض.