الجزيرة - زيد السبيعي:
انطلقت جلسات المؤتمر العلمي الخامس لطلاب وطالبات التعليم العالي في فندق الإنتركونتيننتال بمدينة الرياض، والذي يعد أكبر تظاهرة طلابية في المملكة.
وشهدت جلسات اليوم الأول والثاني نشاطات متنوعة، حيث كان المحور الرئيسي «العلوم الصحية»، «والأساسية والهندسية»، فيما شهدت الفعاليات المصاحبة انطلاق مسابقة الإلقاء العربي، كما شهد اقامة حلقات النقاش لمحور الابتكار وريادة الأعمال.
وكان المشاركون في محور العلوم الصحية تناولوا مواضيع متنوعة في بحوثهم ومشاركاتهم منها برامج التأهيل وعلاج التصلب المتعدد، مرضى السكري والاكتئاب، جودة معايير القبول بالكليات الصحية، الأطفال والتسمم الدوائي، الذكور وأمراض القلب.
وذكرت المتخصصة في العلاج الطبيعي، الطالبة في جامعة الأميرة نورة، ملاك الحناكي، في دراسة قدمتها مع بعض زميلاتها بعنوان «فعالية برامج التأهيل في علاج التصلب المتعدد» أن التصلب المتعدد يُعد «مرضا مناعيا مزمنا يعمل على إزالة طبقة الميالين في الجهاز العصبي المركزي تدريجياً مما يؤدي إلى تدهور ملحوظ في وظائف الجسم وبالتالي يقلل من النتائج الوظيفية للمريض.
وركزت في دراستها على تحديد مقدار التحسن الوظيفي الناتج عن استخدام جهاز «الننتندو وي» كبرنامج تدريبي لمريض التصلب المتعدد.
وذكرت الحناكي أن «النتائج أظهرت تحسنا في جميع المقاييس إلا في اختبار القوة العضلية.
وأشار الطالب في كلية الطب بجامعة الملك سعود للعلوم الصحية عبدالعزيز سلطان في دراسة حملت عنوان «حمض الفوليك» السعوديات يعين أهميته ويجهلن توقيت استخدامه» وتناولت موضوع «وعي النساء السعوديات بأهمية حمض الفوليك في الوقاية من تشققات السنسنة والعيوب الخلقية العصبية الأخرى» إلى أن عيوب الأنبوب العصبي (NTD›s) عيوب خطيرة، وفي الغالب تؤدي إلى وفاه الأطفال حديثي الولادة، إذ يمكن الوقاية منها إلى حد كبير خلال مكملات حمض الفوليك.
وهدفت الدراسة إلى تقييم مستوى الوعي العام بين النساء السعوديات اللاتي في عمر الإنجاب بحمض الفوليك ولدراسة العلاقة بين الإقرار الذاتي بالمعرفة ومستوى المعرفة الحقيقي ومدى تطبيقها، وتم توزيع استبيانات على النساء البالغات اللاتي يعملن أو يحضُرن إلى مناطق عامة مختلفة في خمس مقاطعات مختلفة في منطقة الرياض.
وأظهرت الدراسة أن 71 % من المشاركات على معرفة بحمض الفوليك و73 في المئة منهن على وعى بدوره في الوقاية من تشقق «السنسنة»، وارتبط الوعي بين النساء باللاتي تلقين تعليما أفضل، الأكبر عمراً.
أما الجلسة الثالثة والتي كانت بمشاركة 11 طالباً وطالبةً تحدث بها المشاركون عن: عجوة المدينة تحسن إنزيمات الكبد، تأخير تشخيص التوحد يقلل فرص علاجه، طلاب الطب راضون عن طرق التعلم بالمحاكاة، لا علاقة بين الرضا وأسلوب التعلم لدى أطباء الأطفال، النشاط البدني يقلل آثار المرض عند كبار السن بالإضافة إلى مشاركة كانت بعنوان: العلاج الطبيعي يساعد في تأهيل أطفال متلازمة داون.
وحاول الطالبان عبدالرحمن محمود ومعتصم نور من خلال الدراسة التحقق من التأثير الوقائي لمستخلص مادة «تمر العجوة» ضد سُمية الكبد الناتجة من رابع كلوريد الكربون، واستخدما مستخلص مادة العجوة التي حُضرت من عجوة المدينة المنورة ثم أُعطيت إلى الفئران عن طريق أنبوب التغذية المعدية، وأجريت التجارب على 40 فأراً ذكراً، قُسِّموا إلى خمس مجموعات.
وأظهرت النتائج أن المجموعات التي تم إعطاؤها مستخلص مادة العجوة شُوهد بأن مستوى إنزيمي (SGPT وSGOT) لديها تدنى بشكل ملحوظ مقارنة بالمجموعات التي حُقنت برابع كلوريد الكربون فقط، كما لوحظ أن نسبة التليف الكبدي في التغيرات النسيجية بالمجهر الضوئي انخفضت في المجموعات التي تم إعطاؤها مستخلص مادة العجوة مقارنة مع المجموعات التي حُقنت برابع كلوريد الكربون فقط. كما أقيم على هامش المؤتمر حلقة تفاعلية للطلاب في التجارب الدولية لريادة الأعمال وتناولت الحلقة الإشكاليات التي ستساهم في إنشاء جيل واعد في هذا المجال.
وأكد المحاضر فرحان الكلاده المختص في مجال ريادة الأعمال بالأردن أن وزارة التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية خلال السنوات الخمس الأخيرة تطورت كثيرا وشملت برامج تثقيفية لأهمية ريادة الأعمال حيث أن هذه النقلة مهمة وستساهم في تطوير الشباب بالمملكة فإن انتشار مفهوم ريادة الأعمال في المجتمع يؤدي إلى توليد روح المبادرة والابتكار والتنافس بين الشباب فضلاً عن حل أزمة البطالة وما يترتب عليها من مشاكل اقتصادية واجتماعية.
وأضاف: أن دور الجامعات هو زرع البذرة ولابد من اجتهاد الطالب كما أن الدورات التدريبية تزيد من الحصيلة العلمية كي يقوم المشروع بشكل متكامل مع بنية أساسية قوية وللجامعات دور كبير ومحوري نحو تحقيق مفهوم ريادة الأعمال كطريق للتنمية المستقبلية المستدامة، فهنالك مراكز متخصصة حديثة للخدمات الاستشارية على تبني برنامج لريادة الأعمال والذي يهدف إلى تعزيز مفهوم ريادة الأعمال لدى الطلاب والطالبات وأفراد المجتمع وتحفيزهم للعمل الحر ودعم ورعاية ونشر البحوث الموجهة نحو تفعيل ريادة الأعمال وتقديم البرامج والدورات اللازمة لتنمية قدرات أفراد المجتمع وإعادة تأهيلهم لإدارة المشروعات الريادية والمساهمة في تحقيق أهداف الخطة الوطنية للتنمية فيما يخص تطوير المشروعات الصغيرة بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرات والتجارب المحلية والعالمية في مجال ريادة الأعمال.
بدورها عملت وزارة التعليم العالي على نشر مفهوم ريادة الأعمال بين الشباب بل ودعمت أنشطة مختلفة لتنمية روح التنافس بين الشباب في هذا المجال، ومن أهم الفعاليات التي تقوم بها وزارة التعليم العالي وبشكل سنوي إقامة المؤتمر العلمي لطلاب وطالبات التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية حيث تم وضع محور ريادة الأعمال من المحاور الرئيسية للمؤتمر.
وتهدف فعالية ريادة الأعمال في المؤتمر إلى عرض التجارب الناجحة أو الأفكار الريادية القابلة للتطبيق والتحويل إلى واقع في المجال التجاري أو الصناعي، بالإضافة إلى نشر وتعزيز ثقافة الإبداع وريادة الأعمال بين الطلاب والباحثين في التعليم العالي واكتشاف المواهب والطاقات التي يمتلكها الطلبة في هذا المجال واستغلالها وتوظيفها في حل مشكلات على أرض الواقع وتنمية الاقتصاد المعرفي الذي تحقق فيه المعرفة الجزء الأعظم من القيمة المضافة.
وشهد نشاط الفعاليات مصاحبة نشاط (الإلقاء العربي) توازن بين مشاركة الطلاب والطالبات حيث بلغ عدد المشاركات (36) مشاركة مناصفة بين الطلاب والطالبات وتنوعت المشاركات في الإلقاء حيث تناولت موضوعات متنوعة تتعلق بالشباب والأسرة والمجتمع والتعليم والحوار.
الطاقة والحرائق والبرامج الذكية أبرز الابتكارات في محور الأساسية والهندسية
بينما شهدت جلسات المؤتمر في اليوم الثاني والذي ركز فيه الطلاب والطالبات في محور العلوم الأساسية والهندسية.
ومنها: (الإخلاء الأمني عند الحرائق، والتأثير على أداء الخلايا الشمسية، والرماد البركاني، ومحددات السرعة المرورية، والتحكم بالروبوت عبر الهاتف المحمول).
وقد أكد الطالب محمود أبو بكر من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في بحثه طرق الإخلاء في حال حدوث الحريق، مبيناً أن توفير أي خطة إخلاء مناسبة تعتمد على أبعاد الحضور عن التعرض للنيران داخل المبنى.
كما قام الطالب بإجراء دراسة في إحدى قاعات جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وقيم عناصر وطرق السلامة من الحرائق وخاصة خطة إخلاء المبنى بكفاءة تحت ظروف آمنة.
بينما أشار الطالب أحمد النعيم من جامعة الملك فيصل إلى أن المملكة تحتاج لمصادر متجددة ونظيفة لتوليد الطاقة، كالطاقة الشمسية في توليد الكهرباء وتسخين المياه، والاستفادة من حركة الرياح وحركتي المد والجزر .
أما الطالب عمر المنتصر من جامعة الدمام أشار في بحثه الذي جاء بعنوان:»كيفية الحصول على خلطات خرسانية عالية المقاومة»، وتطرق الباحث على تصميم وتطبيق خلطات خرسانية لأعمار مختلفة وذلك باستخدام نسب مختلفة من الرماد البركاني المتطاير ومادة المايكروسيليكا وأيضا استخدام نسب مختلفة من محتوى الاسمنت إلى الماء، بالإضافة إلى مادة السيكامنت التي تساعد على قابلية الخرسانة التشغيلية، ودراسة نفاذية الخرسانة للماء في حالة إضافة الرماد المتطاير إلى الخلطة الخرسانية.
بينما قدمت الطالبة فاطمة الكثيري من جامعة نجران مشروعا بحثيا عن تحويل قائمة الطعام الورقية إلى قائمة تفاعلية إلكترونية تكون على جهاز لوحي، حيث واصلت الطالبة في شرح فكرتها عبر محور الأبحاث العلمية حيث تهدف إلى تقليل العمل اليدوي الورقي لضمان سرعة الإنجاز والدقة في الطلب كفاءة ودقة الطلبات والتسهيل على القوى العاملة.
وواصلوا الطلاب تقديم بحوثهم أمام لجنة التحكيم حيث قدم الطالب أحمد العتيبي من جامعة شقراء بحثه الذي تناول فيه العلاقة التي تعطى قيمة أقصى سرعة يمكن أن تتحرك بها السيارة على منحنيات الطرق السريعة، مبيناً أن السرعة من أهم أسباب الحوادث المرورية ويزداد خطر السرعة حينما تكون في منحنيات الطرق السريعة.
وقام الطالب العتيبي بأخذ منحنى قرية القرينة الواقع على الطريق الرئيس الذي يربط محافظة حريملاء بمدينة الرياض كنموذج، حيث اُستخدم جهاز المغنوتميتر في حساب زاوية ميل المنحني وقِياس طوله ثم أوجد نصف قطر الانحناء.
ولخصت الدراسة إلى أن عدم الالتزام بإرشادات السير والتقيد بالسرعة المحددة أدى للعديد من الحوادث المفجعة في منحني القرينة.
بينما شارك الطالب خالد آل زمام ببحث عن تصميم واجهة تحكم وخوارزميات تساعد المشغل على توجيه ودفع الروبوتات عن بعد كما تمكنه من مراقبة أداء الروبوت وتعديل مساره وتشغيله من خلال هاتفة المحمول .
ويشير الباحث أن خبرات البرمجة السابقة وكذلك نظريات الروبوتات ليست مطلوبة لإنشاء هذه الواجهة، حيث إن مشكلة البحث الحقيقة في نشر المتغيرات عبر شبكة WIFI محمولة المصدر.
وسيتناول الطلاب والطالبات صباح اليوم الأربعاء محور العلوم الإنسانية والاجتماعية على أن يكون الحفل الختامي في المساء وتحديداً عند الساعة السابعة وسيتم من خلاله تكريم الطلاب والطالبات المتفوقين والمتفوقات في جميع محاور المؤتمر والفعاليات المصاحبة والفائزات بالريشة الذهبية في محاور المؤتمر.