هو العالم الجليل والفقيه المتبحر معالي الشيخ راشد بن صالح بن خنين، ولد في مدينة الخرج في بيت علم وشرف ودين وتعلم مبادئ العلوم في بلده، وحفظ القرآن عن ظهر قلب، ورحل إلى الرياض وهو من مواليد عام 1345هـ، ولازم علماء الرياض بجد ونشاط ومثابرة، ومن أبرز مشايخه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم وعبداللطيف بن إبراهيم وعبدالعزيز بن باز، وانتظم بالمعهد العلمي، ومن أساتذته عبدالرزاق عفيفي وعبدالرحمن بن عُودان، وعبدالله الخليفي وآخرين من الأزهريين والنجديين، وتخرج من المعهد فانتظم بكلية الشريعة وتخرج فيها عام 1376هـ. الفوج الأول، وتدرج في وظائف عديدة بوزارة العدل وغيرها وانتهى بوكالة وزارة العدل عام 1390هـ، ثم عيّن رئيساً لتعليم البنات ومستشاراً بالديوان الملكي، ثم عضواً بمجلس الشورى، وعضواً بدار الإفتاء مع سماحة شيخه محمد، وانتدب مع زملائه عبدالله بن عقيل وثلاثة آخرين إلى جهات عدة وعين عضواً في مجلس القضاء الأعلى، وبهيئة كبار العلماء، وكان حازماً في شؤونه ومسدداً في أعماله التي زاولها، ومحظياً عند الولاة، ومحبوباً لدى الخاص والعام لما كان يتصف به من أخلاق عالية وصفات حسنة، مجالسه ممتعة، ومحادثاته شيّقة، متعة للجليس، وشارك مع زملائه في حل قضايا عدة، وله مؤلفات كثيرة لعل من أهمها كتابة تشخيص أخطاء القصيمي في أغلاله وبما ألفه بعدها من الإلحاد والمذاهب الإباحية وردود في وزارة الإعلام، وشاعر بارع لا يجارى ومعظمها في التهاني والمراثي، كم مرة قال الرثاء بعالم واليوم يُرثى والبقاء للواحد.
عانى من أمراض اعتادته زمناً ووافاه أجله المحتوم ليلة الأحد 13 من جمادى الآخرة عام 1435هـ، وخلف أربعة أبناء على مستوى عال ومن خيرة زمانهم.
رحمه الله برحمته الواسعة وتوفي في يومها إبراهيم بن محمد بن ناصر المالك وكان رجلاً صالحاً رحمه الله.