الطهي لم يعد حكرًا على الرحلات البريّة التي يقوم بها الشباب في لحظات استمتاعهم بالإجازات، بل بات تخصصًا مهنيًا يتطلّب التدريب لاكتساب المهارات اللازمة لإتقانه، ولذا تزايد الطلب مؤخرًا على الطهاة السعوديين في العديد من الفنادق المرموقة التي تنتشر في أنحاء المملكة، وعادة ما يتقاضون مرتبات مجزية تتخطى حاجز 8 آلاف ريال، وتشهد كليّات السياحة إقبالا متزايدًا من قِبل المتدربين الطامحين لاستثمار حاجة سوق العمل في هذا المجال، ونيل فرص وظيفية تكفل لهم تطوير ذواتهم، خصوصًا في ظل بحث بعض الشباب عن أعمال ميدانية بعيدة عن رتابة الوظائف المكتبيّة التي تحرق طاقاتهم، وتحول دون بلوغهم لآمالهم. الطاهي السعودي «عبد الصمد هوساوي» كسر الحواجز الاجتماعيّة التي تقف عائقًا أمام تطلعاته ليصبح أفضل طاه سعودي في ملتقى السفر والسياحة الذي احتضنته العاصمة الرياض مؤخراً ، بعد أن أدرك امتلاكه لموهبة الطبخ، وقدرته على تحضير أطعمة تضاهي الكثير من الطهاة العالميين، معتبرًا العقبات المتمثّلة في نظرة المجتمع ليست سوى تحدٍ يزيده إصرارًا لشق طريق النجاح، وتحفيز الطهاة السعوديين الآخرين لخوض غمار تجربة الطهي، وشغل الفرص الوظيفيّة المتاحة لدى الفنادق والمجمعات التجاريّة وغيرها في المملكة بكفاءات وطنيّة بدلا من الاتكال على العمالة الوافدة التي تستنزف المليارات لتصّدرها إلى خارج السعودية.
بهذا الصدد، أوضح عميد كلية السياحة في المدينة المنورة - التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني- الأستاذ ماجد العنزي ، أن الشباب أدركوا أهميّة تخصص الطهي ودوره البارز في تنمية الموارد البشرية في المجتمع، مبينًا أن القسم يشهد إقبالا كبيرًا خلال فترة التسجيل مطلع السنة التدريبية.