اختتم وفد من صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد) برئاسة المدير العام، سليمان جاسر الحربش، بعثة إلى كوبا استغرقت زهاء يومين، الهدف منها متابعة تنفيذ المشروعات القائمة واستكشاف زيارة التعاون في المجالين الاقتصادي والاجتماعي. وقد استهل وفد أوفيد مهمته بلقاء مع ميغيل دياز- كانيل برموديز، النائب الأول لرئيس مجلسي الدولة والوزراء.
أعقبه لقاء مكثف مع ريكاردو كابريساس رويز، نائب رئيس مجلس الوزراء. وعبر النائب الأول عن شكره وتقديره للمدير العام والوفد المرافق على ما تتلقاه بلاده من دعم متواصل منذ عشر سنوات، مشيراً إلى زيارة السيد الحربش إلى كوبا عام 2004 مؤكداً أن التعاون مع أوفيد والصندوق السعودي للتنمية والصندوق الكويتي للتنمية لها أكبر الأثر على تحسين الأداء الاقتصادي في البلاد.
ومن جانبه أعاد الحربش إلى الأذهان زيارته إلى هافانا في شهر يونيو 2004 ولقائه مع فخامة الرئيس فيدل كاسترو ونوه على وجه التحديد بمسألتين رئيستين: الأولى: أن وفد أوفيد خلال لقائه مع الرئيس كاسترو وعد بزيادة التعاون مع كوبا.
وهو الآن يبرهن أنه قد وفى بوعده، إذ إن عدد المشروعات المنفذة أو ما هي في طريق التنفيذ قفزت من مشروع واحد في 2004 إلى عشرة مشاريع في أهم القطاعات التي يحتاجها الشعب الكوبي وهي: الطاقة، والماء، والغذاء، بل إن مجلس محافظي أوفيد في دورته القادمة في العاشر من شهر يونيو سينظر في مشروع آخر حول إمدادات المياه (بحوالي 50 مليون دولار)، ومشروع صرف صحي في العام القادم. كما أكد الحربش في لقائه المكثف مع نائب رئيس مجلس الوزراء أن التعاون مع كوبا يعد من أولويات أوفيد في تلك المنطقة.
وأثنى في هذا الصدد على مستوى التعاون بين الطرفين خصوصاً من حيث السرعة في نفاذ الاتفاقيات أو التسديد في الموعد المحدد.
الثانية: أن التعاون مع كوبا يتعدى قروض القطاع العام الميسره، إذ إن القطاع الخاص في بعض الدول الأعضاء يسهم في برامج التنمية في كوبا حتى قبل بدء العلاقات الدبلوماسية.
والمثل على ذلك أنه عندما انسحبت الشركة الإسبانية من توريد قطع الغيار للمشروع الذي يموله أوفيد وهو تأهيل حوض نهر المندريس «انصياعاً لقانون هلمز برتون الصادر من الكونجرس الأمريكي 1996» الذي يحظر على من يُسوق تقنية أمريكية أن يزود بها كوبا، لم يجد الكوبيون من يعوض هذا النقص سوى مؤسسة «الخريف» السعودية في طريق الخرج جنوب العاصمة الرياض.
كماعقد الوفد اجتماعات مع كل من وزير التجارة، الخارجية، الاستثمار، الزراعة، والطاقة، استهدفت مناقشة فرص التعاون المستقبلية ومن أهمها التعاون في مشاريع القطاع الخاص بعد تعديل قانون الاستثمار الأجنبي حيث قام الوفد بإطلاع وزير التجارة والاستثمار (الوزير المضيف) على ما لدى قسم القطاع الخاص في أوفيد من فرص استفادت منها الكثير من الدول النامية.
وأثناء وجود البعثة في كوبا، زار وفد أوفيد محطةً لمعالجة مياه الصرف الصحي وكذلك مصنع هابانابلاست لإنتاج أنابيب المياه (Habanaplast) كان قد أنتج الأنابيب المستخدمة في حديقة نهر المندريس. وكانت هذه أول عملية يدعمها أوفيد في البلد لها الفضل في تطوير وتوسيع نطاق البنى التحتية للصرف الصحي في ثلاث بلديات، مما أدى إلى ربط زهاء 1.5 مليون شخص بنظام صرف صحي يُعوَل عليه. وفي ختام الزيارة أجرى المدير العام لقاءً صحفياً مع الجريدة الوحيدة في هافانا «جرانما» أكد فيها على أن إنشاء الصناديق العربية هو أفضل تجسيد للتعاون بين أقطار الجنوب.
وهي الفلسفة التي كانت وراء تأسيس أوفيد وتطبيقاً لكل ما ورد في بيانات القمم التي عقدتها دول أوبك وخصوصاً الدورة الثالثة التي استضافها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مدينة الرياض في نوفمبر 2007. وعن سؤال عن كيف أفلتت صناديق التنمية العربية وأوفيد من قوانين المقاطعة المفروضة على كوبا، قال الحربش: إن هذه لم تصدر من هيئة دولية وأنها بذلك لا تسري على الصناديق العربية أو غيرها من مؤسسات التنمية.