الحمد الله الذي أكرمنا بنعمة الإسلام وهيأ لنا وطناً آمناً ظل مأوى لأفئدة الأنام.. والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين.. وبعد
تمر بنا الذكرى التاسعة لبيعة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله ورعاه) والوطن يزهو بعز وفخار وتفوق في كافة الميادين ، فقد ظل قطار التنمية العملاق يشق طريقه نحو مساحات الحلم الكبير الذي رسمه الملك القائد وعمل على تحقيقه.. تسع سنوات خطط فيها الملك الهمام حلم المستقبل ثم حقق فيها الحلم وأكثر.. معتمداً في ذلك على توفيق الله عز وجل وعونه ثم جهد كوكبة من أبناء الوطن المخلصين الذين ساندوا المشروع الحلم في منظومة التنمية الكبرى وفي صياغة محاور الحل التعليمية والاقتصادية والسياسية والصحية والاجتماعية وغيرها من محاور الحلم الكبير.
وعندما يرسم الملك عبدالله بن عبدالعزيز ( أيده الله ) خارطة الأمل لهذا الوطن فإنه يواصل بناء المنظومة بفكر جديد.. وروح وثأّبة.. ونظرة ثاقبة لتأتي امتداداً من جهد والده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - الذي وحد البلاد وغرس نبتة البناء واللبنات الأولى لوطن يلم جراح الشتات في مشروع وحده وطنية غاية في القوة والرسوخ ، ثم ظلت حكمة الملك المؤسس راسخة في أبنائه من بعده فحملوا مشعل البناء في مسيرة وطن ظل ملئ السمع والبصر.. كل عهد ملكي له صفات تميزه فيمنح من خلالها الوطن مزيداً من التوهج والانفتاح والتقدم نحو آفاق أكثر إشراقاً.
وعندما يكون الحديث عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ في الذكرى التاسعة للبيعة فإن حكمة هذا القائد ونظرته بعيدة المدى هي أول ما يستوقفنا في هذه الشخصية النادرة ، فقد تعامل ـ حفظه الله ـ مع كل الأحداث التي تمر بأمته العربية والإسلامية وبوطنه بمنتهى الحكمة والنظرة الثاقبة التي تصبوّ نحو الهدف الأكبر فتحققه.. فظلّ خادم الحرمين الشريفين هو البلسم على جراح الأمة والأمل عندما يضيق الأفق.. وعندما يكون الحديث عن خدمة الإسلام فهو رمزه الأقوى وخادمه الوفي الذي شرع في توسعة الحرمين الشريفين بمبادرة عميقة الأثر وبعيدة الطموح وخالصة النية.. هي مشاريع توسعة كانت حلم فأصبحت واقع.. وكانت أمل فجاءت حقيقة.. هي مشاريع عملاقة يصعب وصفها ستظل الأجيال تذكر هذا الأثر الجميل والحلم الكبير للرجل الكبير الذي قال ثم فعل ـ حفظه الله وأطال في عمره ـ.. وفي خدمة الإسلام قوافل خير ظل الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرسم لها طريق العبور.. يلّم الشمل.. ويداوي الجرح.. ويعين المصاب ويرسم البسمة على شفاة أبناء الأمة في حملة إنسانية الصفة والهدف.. جزاه الله خير الجزاء ووفقه لفعل الخير في كل موقع وفي خدمة القرآن الكريم لخادم الحرمين الشريفين شرف العمل لنشر هذا الدستور بكل اللغات وخدمته بالمؤتمرات والندوات للاستمرار نشره وشرح مبادئه ورعاية حفظته وفي السُنة النبوية يأتي الاهتمام والحرص على نشرها وشرحها وخدمة كل القنوات التي تسهم في رعاية السنة النبوية.
تسع سنوات تنسج على رمل الوطن وتنحت على جبله ليست سنوات للعدد بل لما تحقق فيها من منجزات وطنية عملاقة التنمية ظلت ميزانيتها مفتوحة فتحقق الكثير من المنجزات التي لا يمكن رصدها لكنها شاهد عيان ( حلم ملك ) وطموح فارس ولا يمكن أن نغفل النهضة الاقتصادية وحكمة خادم الحرمين الشريفين في التعامل مع الواقع الاقتصادي الذي مر بالعالم فدمّر اقتصادات وأثر في أخرى بينما ظل الاقتصاد الوطني صامداً أمام كل الاهتزازات بفضل حكمة التعامل وعمق التأسيس.
تسع سنوات أضاءت للوطن وأهله دروب الخير والتفاؤل.. والطموح لتظل حلقة ( ذهبية ) في عقد التاريخ الوطني الغالي.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأدام عليه لباس الصحة والعافية وأيده بعزه ونصره وبارك الله في ولي عهده وساعده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ـ حفظه الله ـ وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز وبارك الله بالرجال المخلصين من أبناء هذا الوطن.. حفظ الله الوطن شامخاً عزيزاً وحفظ أهله.