تحل ذكرى البيعة التاسعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله وأطال في عمره-
والمملكة العربية السعودية تنعم بالاستقرار وترفل بالأمن والأمان بفضل من الله ثم بفضل حنكة وقيادة خادم الحرمين الشريفين الذي قاد بلادنا إلى تحقيق منجزات تنموية عملاقة في القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والصناعية شملت جميع أنحاء الوطن على امتداد مساحته الشاسعة.
كما قاد خادم الحرمين الشريفين المملكة وبمساندة من سمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز -حفظهم الله جميعاً-، إلى مكانة مرموقة لتصبح ركناً أساسياً في معالجة قضايا العالم الاقتصادية والأمنية بفضل حنكته وتطلعاته الصادقة حفظه الله لتحقيق الأمن والسلم والرخاء في العالم أجمع من خلال رؤيته لدور المملكة المتميز كمملكة للإنسانية تشع بنور الإسلام والرسالة المحمدية.
كل ذلك أفضى إلى تحقيق العديد من المكتسبات التنموية التي باتت معها المملكة محط أنظار العالم، كواحدة من أفضل الاقتصادات والبيئات الاستثمارية جذباً، لتواصل بلادنا مسيرتها الإنسانية والحضارية مرتكزة على أن الإنسان هو أساس كل حضارة لذلك عمدت الدولة وفقها الله إلى الاستثمار في أبناء الوطن تعليماً وتدريباً وتأهيلاً.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تم وضع اللبنات الأساسية لصناعة تعدين سعودية بمعايير عالمية كركيزة ثالثة للصناعة السعودية، حيث تم تأسيس مجمعات لصناعات الفوسفات والألمنيوم في مدينة رأس الخير التعدينية التي أنشأتها معادن بمساندة من وزارات الدولة ومؤسساتها المختلفة وفي مقدمتها وزارة البترول والثروة المعدنية، وتحتوي على مقومات البنى التحتية الأساسية مثل موانئ التصدير وخطوط سكة حديد الشمال الجنوب لنقل المواد الخام من المناجم إلى المصانع.
وحققت «معادن» من خلال هذه المدينة التعدينية قفزات كبرى مكنت المملكة من الدخول إلى الأسواق العالمية إضافةً إلى السوق المحلي لمنتجات الفوسفات والألومنيوم من خلال منظومة صناعية متكاملة لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية ومجمع متكامل لصناعة الألمنيوم، مدعومة بمرافق البنى التحتية والخدمات المساندة.
وقد ساهمت هذه المنظومة الصناعية في خلق عدد من الوظائف لأبناء الوطن حيث يعمل في مصانع رأس الخير آلاف الكفاءات الوطنية، بجد وتميز لوضع المملكة على خارطة كبار مصنعي الألمونيوم والفوسفات في العالم. كما أن هذا العهد الزاهر شهد تحقيق وعد خادم الحرمين الشريفين في أن تأخذ المنطقة الشمالية نصيبها من التنمية، حيث احتفت الجهات المشاركة في تنفيذ مشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال خلال شهر فبراير الماضي بتوقيع العقود الإنشائية والمبادرات المحلية لمشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال، التي تؤسس لأكبر مدينة صناعية تشيد بالمملكة بعيداً عن الشواطئ، باستثمارات إجمالية تقدر بحوالي (36 مليار ريال) لتساهم -بمشيئة الله- في جذب الفرص الاستثمارية، وتوفير آلاف الفرص الوظيفية والتعليمية الجديدة، وتخلق تنمية اقتصادية مستدامة للمجتمعات المحلية في الشمال، فضلاً عن أن هذه المدينة ستضع المملكة العربية السعودية ضمن كبار المنتجين الرئيسين في صناعة الفوسفات على مستوى العالم.
وبفضل من الله ثم الدعم غير المحدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، من المؤمل أن تصبح مدينة وعد الشمال مركزاً تنافسيا للتعدين وللصناعات التحويلية للفوسفات على مستوى الأسواق العالمية مع استثمار كل من معادن وشركائها موزاييك وسابك 26 مليار ريال لبناء مجمع صناعي مكون من تسعة مصانع، سيبدأ الإنتاج -بإذن الله- في نهاية عام 2016، وهذا سيمثل واحداً من أكبر مصانع الفوسفات المتكاملة على مستوى العالم، وسيدعم تأسيس صناعات أخرى في وعد الشمال، ما سيعزز من مكانة المملكة ضمن الدول المتقدمة في صناعة الفوسفات.
إن كل هذه المنجزات تحققت بفضل البيئة الاستثمارية المحفزة على النجاح التي أوجدها خادم الحرمين الشريفين برؤيته الثاقبة وقراءته المتأنية للأحدث من حولنا في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة، وحرصه -حفظه الله- على تحقيق النماء والازدهار لهذا الوطن بما ينعكس على رفاهية المواطنين من خلال الاستغلال الأمثل لثروات الوطن لصالح مستقبل الأجيال القادمة.
ولأن العطاء لا يقابله إلا العطاء، فإننا في «معادن» ملتزمون نحو الوطن بالمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة والتأسيس لصناعة التعدين كركيزة ثالثة للصناعة السعودية وفق رؤية الدولة حفظها الله، بما يسهم في تنويع مصادر الدخل، وستستمر معادن في خططها للتنمية المستدامة من خلال تدريب وتطوير الكوادر السعودية، كركيزة أساسية لتنفيذ إستراتيجية التخطيط التكاملي التي تنتهجها، والتي تشتمل على التدريب الداخلي والخارجي والتدريب على رأس العمل لتصبح واحدة من أكبر شركات التعدين التي تعمل بمستوى عالمي. إن عطاءات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده لأمين وسمو ولي ولي العهد -يحفظهم الله- لا يمكن إيجازها في كلمات فالشواهد عليها تمتد من شمال المملكة إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، وستقف أعماله الجليلة لخدمة الوطن والمواطن شاهداً على ما قدمه لهذه البلاد الطيبة والمعطاءة وللأمة العربية والإسلامية.. نسأل الله أن يمد في عمر مليكنا المحبوب وولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد وأن يديم على هذه البلاد أمنها ورخاءها في ظل قيادتهم الرشيدة.