الجزيرة - المحليات:
أشاد سعادة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي أ. د. أحمد بن سالم العامري بالدعم غير المحدود الذي تتلقاه الجامعة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - يحفظهم الله - وتوجيهات معالي وزير التعليم العالي ومعالي مدير الجامعة للارتقاء بمستوى الدراسات العليا والبحث العلمي، وعده الحافز الأساسي لمنسوبي الوكالة للمساهمة بفاعلية في بناء مجتمع المعرفة في المملكة.
وعد في هذا اللقاء ما حققته الجامعة من مراكز متقدمة في النشر العلمي وبراءات الاختراع والجوائز العلمية والتصنيفات العالمية، ترجمة لذلك الدعم وخطوة على طريق مواصلة التميز البحثي وتحقيق أهداف الجامعة الاستراتيجية نحو التحول إلى جامعة بحثية عالمية ذات مكانه مرموقة..
الدراسات العليا
* باعتبار أن طلاب وطالبات الدراسات العليا هم المكوِّن الرئيس للبحث العلمي، حدثنا عن خارطة الدراسات العليا بالجامعة وأبرز التخصصات؟
وصل عدد طلاب درجة الماجستير لهذا العام إلى 6090 طالبا وطالبة وعدد طلبة الدكتوراه 1224 طالبا وطالبة، وهم في الحقيقة يشكلون أهم مخرجات الجامعة وهناك تركيز كبير عليهم، ويتضح ذلك من رسالة الجامعة في خطتها الاستراتيجية 2030 التي تنص على «تقديم تعليم مميز، وإنتاج بحوث إبداعية تخدم المجتمع وتسهم في بناء اقتصاد المعرفة».
وتؤدي وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي دورا محوريا في تحقيق رسالة الجامعة في سبيل الارتقاء بمستوى وجودة طلابها من الناحيتين الأكاديمية والبحثية، وما يؤكد على هذا النهج أن الجامعة خلال السنوات القليلة الماضية حققت تقدما ملحوظا في مخرجاتها التعليمية والبحثية على حد سواء.
وفي مجال الدراسات العليا بالتحديد خرَجت الجامعة أجيالا ريادية متميزة في تخصصات محددة لتلبية احتياجات ومتطلبات سوق العمل في المملكة، فتشير الإحصاءات إلى نمو مستمر في أعداد طلاب الدراسات العليا خلال الخمس سنوات الماضية، على سبيل المثال حقق تخصص التربية رقما غير مسبوق في الجامعة في أعداد الطلاب الملتحقين بالدراسات العليا خلال هذه الفترة ليصل العدد إلى 16348 طالبا وطالبة، يليه تخصص الإدارة بـ 7407 طالبا وطالبة، ثم الرعاية الصحية بـ2823 طالبا وطالبة.
أما بخصوص خريجي الدراسات العليا فقد تميزت مجالات التربية والإدارة والرعاية الصحية بأعلى المعدلات بالنسبة لإجمالي عدد خريجي الدراسات العليا خلال فترة الخمس سنوات الماضية، حيث تأتي التربية في الصدارة 1880 ثم الإدارة 854 يليها الرعاية الصحية 346 ثم المجالات الأخرى.
أما في العام الدراسي الماضي 1433/1434هـ فقد خرجت الجامعة 1421 طالبا وطالبة دراسات عليا جاءت التربية في المركز الأول بعدد 403 ثم تخصصات الآداب 286 ثم إدارة الأعمال 266.
البحث العلمي
* ما أهم إنجازات الجامعة فيما يخص البحث العلمي؟
تحمل وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي على عاتقها توفير بيئة جاذبة ومحفزة للإبداع والتميز في قطاعي التعليم والبحث العلمي، فالبحث العلمي يحدد مستوى انخراط الجامعة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والأمن الوطني، لذلك كان خيار الجامعة ومسؤوليتها الوطنية أن تساهم في تحقيق أهداف الخطط التنموية الثامنة والتاسعة للمملكة التي نصت على دعم وتشجيع البحث العلمي في الجامعات والتوجه نحو الاقتصاد المعرفي.
لذا اتخذت الجامعة العديد من القرارات والمبادرات التي من شأنها تحفيز الطلاب والباحثين وأعضاء هيئة التدريس في الجامعة على التميز البحثي وجودة النشر، ومن هذه القرارات الحوافز التشجيعية لطلاب وطالبات الدراسات العليا نحو نشر نتائج الرسائل العلمية في المجلات العلمية المصنفة عالميا، وتحفيزهم على تقديم الأبحاث والمنافسة في المؤتمرات المحلية والعالمية.
وتشير الإحصائيات إلى تزايد عدد البحوث المنشورة باسم الجامعة في قاعدة البيانات العالمية «Web of knowledge» أو ما يعرف سابقا بـ «ISI» إلى ستة أضعاف خلال الخمس سنوات الماضية، حيث وصل عدد البحوث المنشورة عام 2013 إلى 1971 ورقة بحثية «Article type» و2241 منشورة بحثية «All document types».
وبلغ مجموع ما نشرته الجامعة من بحوث في أقوى مجلتين علميتين على المستوى العالمي وهما مجلتا العلوم والطبيعة «Science الجزيرة Nature» 12 بحثا.
واللافت للنظر أن نسبة الأوراق البحثية التي يظهر بها باحث الجامعة كباحث أول أو رئيس «First Author» تساوي 55% مقارنة بـ 38% للعام 2012.
بالإضافة إلى أن معدل الباحثين المشاركين في البحث الواحد من داخل الجامعة وخارجها يساوي «4.8» ومعدل الباحثين المشاركين في البحث الواحد ممن ينتمون إلى الجامعة يساوي «2.11» ما يدل على وجود تعاون بحثي محلي ودولي.
أضف إلى ذلك أن معظم المخرجات البحثية للجامعة خلال الخمس سنوات الماضية تتواكب مع الاحتياجات التنموية للمملكة، حيث تأتي الرعاية الصحية بالمرتبة الأولى، تليها البتروكيميائيات، ثم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تليها التقنيات المستقبلية.
وفي حال مقارنة مخرجات جامعة الملك سعود الكمية في النشر العلمي مع نظيراتها من الجامعات السعودية والخليجية والعربية نجدها متفوقة جدا ومتصدرة، إلا أنها ما زالت تحتاج إلى المزيد من حشد جهودها البحثية المستقبلية للوصول إلى مستوى الجامعات العالمية.
وعلى صعيد جودة المخرجات البحثية، تشير الإحصائيات الموثقة في قاعدة بيانات «Web of Knowledge» أن معدل الاستشهاد العلمي «Average Citation Index» في بحوث جامعة الملك سعود للعام 2012 وصل إلى «2.0» وهو معدل يفوق الجامعات السعودية والخليجية والعديد من الجامعات العربية والإقليمية، ويقترب من الجامعات العالمية المرجعية مثل جامعة سنغافورة الوطنية التي وصل معدل الاستشهاد ببحوثها إلى «3.2».
الخطة الوطنية للعلوم والتقنية
* كيف ساهمت الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار في تحقيق تطلعات الجامعة من النواحي البحثية؟
الجامعة تعمل على حث الباحثين ومساندتهم للمساهمة بمشروعات بحثية متميزة ذات أولويات للخطة الوطنية، وتفعيل إنتاجهم العلمي داخل القطاعات الصناعية الحيوية، وإثراء العملية التعليمية والبحثية، وذلك من خلال إشراك طلاب البكالوريوس والدراسات العليا في الأبحاث المتعلقة بالخطة، لذلك تزايد عدد طلاب جامعة الملك سعود المشاركين في مشاريع الخطة الوطنية خلال الخمس سنوات بشكل ملحوظ، بسبب اعتماد مشاركة طالب على الأقل في كل مشروع بحثي كشرط أساسي للتمويل، ويشارك حاليا ما يزيد على ألف طالب وطالبة في مشاريع الخطة.
وبالنظر إلى إنجازات الجامعة مقارنة بالجهات الأخرى المشاركة في الخطة وعددها 60 جهة حكومية؛ فقد بلغ نسبة عدد المشاريع التي تمت الموافقة على دعمها لجامعة الملك سعود 46% من إجمالي المشاريع، وتسهم هذه المشاريع في تعزيز الموارد البشرية من باحثين ومستشارين من داخل المملكة وخارجها، وتسهم أيضا في تعزيز البنية التحتية للبحث العلمي وبناء القدرات البحثية للكوادر السعودية بالجامعة. كما بلغ عدد المشروعات المنفذة في الخطة 520 مشروعا بحثيا شملت مخرجاتها نشر 775 ورقة بحثية في قاعدة بيانات «Web of Knowledge» وتسجيل وإيداع ما يقارب من 20 براءة اختراع.
كراسي البحث
* ما الدور الذي تؤديه كراسي البحث في الجامعة وهل لها أثر ملموس على المخرجات البحثية؟
تقوم الكراسي البحثية في جامعة الملك سعود على الشراكة المجتمعية بهدف تكوين مصدر دخل مستقل لدعم الأبحاث العلمية المتخصصة ووضع مخرجاتها في خدمـة المجـتمع، وقد ازداد عددها من 17 كرسيـا عام 1428هـ إلى ما يقارب 111 كرسيا عام 2013م، وهذا يشكل نسبة 55% تقريبا من مجموع كراسي البحث في المملكة.
أما مجالات التخصص للكراسي فهي متعددة وشاملة لمعظم الاحتياجات التنموية للمملكة، فتأتي المجالات الطبية والصيدلانية في المقدمة، تليها المجالات العلمية والزراعية، ثم المجالات الإنسانية والاقتصادية، والمجالات الهندسية.
ويبلغ معدل النشر العلمي للكراسي البحثية منذ تأسيس البرنامج 22% من ناتج الجامعة الكلي خلال تلك الفترة، فمجموع الأبحاث المنشورة لمنسوبي الكراسي البحثية في مجلات عالمية ضمن قاعدة بيانات «Web of Knowledge» وصل إلى 1480 بحثا، ما يدل على نجاح وتميز فكرة الكراسي البحثية في جامعة الملك سعود.
وبالإضافة إلى النشر العلمي هناك مخرجات أخرى متميزة لهذه الكراسي مثل تأليف الكتب التي وصل عددها إلى 170 كتابا، وكذلك حصول الكراسي على ما يقارب 130 جائزة علمية، وتسجيل 35 براءة اختراع، والأهم من ذلك قبول تلك الكراسي العلمية ما يقارب 380 طالب دكتوراه وماجستير لبناء قدراتهم البحثية من خلال العمل مع الباحثين والتدرب على أيديهم والاستفادة من خبراتهم.
مبادرة المجموعات البحثية
* أطلقت عمادة البحث العلمي مؤخرا «مبادرة المجموعات البحثية» ما الهدف من هذه المبادرة؟
مبادرة المجموعات البحثية تهدف إلى تكثيف الإنتاج البحثي الكمي والنوعي في الجامعة، والنشر في مجلات علمية مصنفة ضمن قواعد المعلومات العالمية، وتسجيل براءات اختراع ذات قيمة اقتصادية يستفاد منها في العديد من المجالات.
ومن أهداف المبادرة أيضا مواكبة التوجهات العالمية لدعم العمل البحثي البيني والتمازج بين التخصصات، وتعزيز العمل البحثي المشترك من خلال خلق مناخ تفاعلي بين الباحثين وتوثيق الروابط بينهم، وبناء قدرات الباحثين الناشئين وطلبة الدراسات العليا وتوجيه اهتماماتهم البحثية بما يخدم التنمية المستدامة للمملكة، إضافة لتعزيز الشراكة البحثية مع القطاعين العام والخاص.
وقد خصصت الجامعة ما نسبته 45% من ميزانية البحث العلمي للصرف على المجموعات البحثية، ومن مؤشرات الأداء «KPIs» التي تدل على نجاح المبادرة نشر ما يقارب 525 بحثاً «Article type» للعام 1433/1434هـ في مجلات عالمية ضمن قاعدة بيانات «Web of Knowledge».
مكتبات الجامعة
* كيف تساهم مكتبات الجامعة في إثراء العملية التعليمية والبحثية؟
في الحقيقة، يقع على عاتق مكتبات الجامعة دور مهم ومحوري في العملية التعليمية والبحثية وخدمة المجتمع، فمكتبة الأمير سلمان في الجامعة توفر مصادر معلومات وخدمات آلية ورقمية متنوعة لإثراء المحصول المعرفي للطلبة والباحثين وهيئة التدريس، وهناك 18 فرعا لها في مدينة الرياض، وتحتوي على ما يزيد عن مليوني مجلد ومادة علمية من مختلف أوعية المعلومات، بالإضافة إلى اشتراك المكتبات بـ 46 قاعدة بيانات، وشبكة الجامعات العالمية WUC، وتوفير 730 نقطة شبكة بالأقسام والقاعات والمكتبات الفرعية.
الجمعيات العلمية
* حدثنا عن الجمعيات والمجلات العلمية في الجامعة وما مدى تأثيرها على النواحي الأكاديمية والبحثية؟
هناك حاليا 49 جمعية علمية في الجامعة، منها 14 جمعية في المجالات العلمية و19 في المجالات الصحية و16 في المجالات الإنسانية، ويبلغ عدد الأعضاء العاملين فيها ما يزيد على 22 ألف عضو، وتعمل هذه الجمعيات على تقديم الخدمات للمجتمع من خلال إلقاء المحاضرات وتنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل في مجال التخصص، وإصدار المجلات العلمية المحكمة، وتأليف وترجمة الكتب وإجراء البحوث العلمية والنشر العلمي، وإبرام اتفاقيات التعاون المشترك.
أما المجلات العلمية التابعة لجامعة الملك سعود فوصل عددها إلى 42 مجلة، منها 8 مجلات مصنفة ضمن قاعدة بيانات Web of Knowledge، و3 منها بمعامل تأثير Impact Factor، ووصل عدد البحوث المنشورة في هذه المجلات في قاعدة بيانات Web of knowledge عام 2012 إلى 557 بحثا.
الجوائز العالمية
* ما أثر المشاريع البحثية للجامعة على تحصيل الجوائز العلمية العالمية وبراءات الاختراع؟
بالتأكيد، حشد الجهود البحثية وكثافة وجودة النشر العلمي تؤدي في النهاية إلى تسجيل براءات الاختراع (Patents) والحصول على منتجات ذات قيمة اقتصادية وتجارية.
وتشير الإحصائيات إلى وجود تزايد ملحوظ في عدد براءات الاختراع التي سجلتها الجامعة خلال الخمس سنوات الماضية، إذ وصل متوسط الإيداع إلى أكثر من 447 براءة اختراع (مسجلة ومنشورة ومودعة) باسم جامعة الملك سعود في المكاتب الإقليمية والعالمية المختلفة، 40% منها في مكتب براءات الاختراع الأمريكي المرموق، ووصل مؤشر براءات الاختراع باسم جامعة الملك سعود إلى (170) براءة اختراع ممنوحة، 52% منها في العام 2013، وهناك ما يزيد على (332) طلب براءة اختراع في مرحلة النشر أو الإيداع.
أما على مستوى الجوائز العلمية العالمية (International Awards) فقد أصبحت جامعة الملك سعود بفضل الله جامعة معروفة عالميا، وذلك بتحقيقها جوائز عالمية مشهود لها في مجالات الإبداع والابتكار والاختراع، وأصبح طلاب وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة منافسين في المحافل الدولية والمسابقات العالمية. فمن خلال مشاركة الجامعة في معرض جنيف الدولي عام 2013 حصلت على 4 ميداليات ذهبية وميداليتين فضية و4 ميداليات برونزية، وفي معرض ماليزيا الدولي للابتكار والاختراع عام 2012 حصلت الجامعة على 24 جائزة، وهناك العديد من الجوائز المحلية والدولية الأخرى نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، جائزة هيئة الأمم المتحدة في تحسين تقديم الخدمات العامة لعام 2010م عن دول غرب آسيا، وجائزة الشرق الأوسط الخامسة للتميز للعناية بخدمة العملاء، وجائزة المحتوى العربي الإلكتروني التابعة لجائزة القمة العالمية AWS لعام 2009م، وفوز الجامعة بالمركز الأول في مسابقة روبوت كاشف الألغام الأرضية برعاية الأمم المتحدة.
تقنية النانو
* ما سر اهتمام الجامعة بتقنية النانو وسعيها لإنشاء معهد مختص بهذه التقنية؟
هناك اهتمام كبير بتقنية النانو على المستوى العالمي، وحيث إن هذه التقنية النانو تؤثر وتتصل بكافة فروع العلوم والهندسة والطب الحديث ومعالجة قضايا المياه والبيئة والطاقة، أتت مبادرة الملك عبد الله يحفظه الله، لإنشاء مراكز النانو في الجامعات السعودية انطلاقا من التجارب العالمية المتميزة والرائدة، فقام حفظه الله بالتبرع الشخصي بقيمة عشرة ملايين دولار لإنشاء ثلاثة مراكز للنانو في كبرى الجامعات السعودية.
من هذا المنطلق قامت جامعة الملك سعود بتجهيز معهد الملك عبدالله لتقنية النانو بأحدث الأجهزة بميزانية تزيد على سبعة ملايين دولار في المرحلة الأولى، وتشمل المجاهر الإلكترونية المتقدمة والغرف النقية Clean Room لدعم أبحاث النانو، ويضم المعهد في مجلسه العلمي 12 عالما، 3 منهم حائزون على جائزة نوبل، وتسعى الجامعة إلى أن يكون المعهد أنموذجا متميزا في البحث والتطوير في تصنيع مواد النانو في المجالات الحيوية مثل الطاقة ومعالجة المياه والاتصالات والطب والصيدلة والغذاء والبيئة، وفتح قنوات الشراكة على المستويين المحلي والعالمي.
ومن إنجازات المعهد التي تعد مؤشرا مهما في هذا المجال نشر 155 بحثا علميا، وتسجيل 13 براءة اختراع، وتأسيس شركتين ناشئتين، وتنظيم 15 محاضرة علمية، والحصول على دعم لـ 13 مشروعا بحثيا من الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار.
حاضنة الرياض للتقنية
* ما الدور الذي تقدمه حاضنة الرياض للتقنية في الجامعة وما أهم إنجازاتها؟
تقدم حاضنة الرياض للتقنية المشورة الفنية والدعم المالي والإداري اللازم لتطوير المنتج الإبداعي للمبتكر، كما تقدم المشورة الإدارية والمساندة اللازمة لتأسيس مشروعات رواد الأعمال، وتندرج الحاضنات بأنواعها المختلفة ضمن عناصر الواحات العلمية، فهي الشريان الأساسي لحيوية الواحات العلمية وفعاليتها.
ومنذ بداية المشروع حتى الآن بلغ عدد الطلبات التي قُدمت للحاضنة 206 طلبات، وجرت دراسة الأفكار المقدَّمة بالتفصيل، كما استوفى العملاء النماذج الخاصة بالحاضنة (نموذج طلب العميل نموذج خطة العمل)، والأنشطة الأخرى ذات الصلة بمرحلة ما قبل الحضانة.
وتعمل الحاضنة حاليا على 73 فكرة ابتكارية تقدم بها طلاب وطالبات الجامعة المتميزون، وهناك 53 فكرة في مرحلة ما قبل الاحتضان والتخريج، و10 أفكار في مراحلها النهائية.
مجلس الجامعة
* بصفتكم أمين مجلس الجامعة، نود أن تعطينا نبذة مختصرة عن المجلس وعدد اجتماعاته السنوية ومتوسط عدد قراراته؟
يُعد مجلس الجامعة أعرق سلطة إدارية بالجامعة، يشرف على شؤون الجامعة كافة، ويضطلع برسم السياسة العامة التي تسير عليها، وتقويمها، واقتراح ما يكفل النهوض بها، بالإضافة إلى إشرافه على إعداد الميزانية المقترحة للجامعة، وسنِّ اللوائح النظامية اللازمة لسير العمل داخلها في النواحي الأكاديمية والبحثية والإدارية كافة، كما يُوكل إليه إصدار القرارات، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لتحقيق الأهداف التي من أجلها أُنشئت الجامعة، وهو جزء من المنظومة الكبيرة لجامعة الملك سعود، التي تسعى مع باقي أجزاء هذه المنظومة إلى الإسهام في تحقيق الأهداف التي أُنشئت من أجلها، وبما هو مرسوم لها من خطط وبرامج تطويرية.
أما بخصوص عدد اجتماعات المجلس؛ فيبلغ متوسط عدد اجتماعات المجلس العادية من ثمان إلى عشر جلسات سنويا، ويستمد إجراء تحديد موعد الجلسة مشروعيته النظامية من نَصِّ المادة الحادية والعشرين من نظام مجلس التعليم العالي، التي نصت على أن «يجتمع المجلس بناء على دعوة رئيسه مرة كل شهر على الأقل، وللرئيس أن يدعو المجلس إلى الاجتماع إذا دعت الحاجة لذلك، وعليه أن يدعوه إذا قدَّم ثلث الأعضاء طلبا مكتوبا بذلك».
ومن ثم فإن إجراء تحديد موعد الجلسة يكون بمثابة مفتاح تنظيم إجراءات سير العمل بأمانة مجلس الجامعة وإدارة جلساته، ذلك أن إتاحة المجال لأعضاء المجلس للاطلاع على المذكرات المعروضة ومناقشتها والتعليق عليها، يعدُّ نجاحا نوعيا في هذا الإطار، ويجعل من اليسير على مجلس الجامعة اتخاذ القرارات الحاسمة في الموضوعات العاجلة في وقت قياسي.
ومن هنا بات حريا بأمانة مجلس الجامعة الحرص على التنسيق المسبق لمواعيد الجلسات، الأمر الذي حدا بالأمانة لتحديد موعد ثابت لانعقاد جلسات المجلس الموقر في يوم الاثنين الأخير من كل شهر بالتقويم الهجري، وذلك على مدار العام الجامعي.
وبشأن عدد قرارات المجلس، فهي تختلف من عام لآخر وفقا لعدد الموضوعات المعروضة في كل جلسة، إلا أننا يمكن أن نلحظ زيادة ملموسة في عدد القرارات المتخذة من قبل مجلس الجامعة خلال العام 1432/1433هـ، وذلك نظرا لطبيعة المرحلة الحالية التي تمر بها الجامعة، وما تشهده من حِراك تطويري انعكس أثره على عدد من الموضوعات المعروضة على المجلس، مما شكل طفرة نوعية في الكم والكيف.
فقد بلغ عدد جلسات اجتماع مجلس الجامعة نحو ثمان جلسات للعام 1432/1433هـ، أفرزت العديد من القرارات، فضلا عن القرارات التي صدرت من معالي وزير التعليم العالي بموجب قرار تفويض صلاحيات المجلس لمعاليه خلال فترة الإجازة الصيفية، وقد أثمر ذلك عن صدور 334 قرارا خلال جلسات انعقاد المجلس، إضافة إلى 44 قرارا صدرت بموجب تفويض الصلاحيات خلال فترة الإجازة الصيفية، وبذلك يبلغ إجمالي عدد قرارات المجلس بصفة عامة في العام 1432/1433هـ، نحو 378 قرارا، وقد تنوعت تلك القرارات فشملت مجالات اختصاص المجلس كافة.
برنامج «أستاذ زائر»
* متى أنشئ برنامج «أستاذ زائر» وما الغرض من إنشائه وكيف يشارك في تعزيز المكانة العالمية للجامعة؟
برنامج «أستاذ زائر» هو أحد البرامج التطويرية، أنشئ بإشراف مباشر من وكالة الدراسات العليا والبحث العلمي، التي تدعم مسيرة الجامعة نحو تعزيز دورها في نهضة الوطن والتحوُّل إلى المجتمع المعرفي والتوجه نحو التعليم الجامعي القائم على البحث العلمي وبناء القدرات البحثية والأكاديمية ونشر ثقافة البحث العلمي ودعمها.
ويؤدي البرنامج دورا فاعلا في تحقيق أهداف خطة الجامعة الاستراتيجية KSU2030، ويسهم بدور مهم في ترتيب الجامعة في التصنيف العالمي للجامعات عن طريق الإنتاج البحثي المشترك بين الأساتذة الزائرين وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، بما يُقدَّر بنحو 30% من النشر العلمي للجامعة خلال النصف الثاني من العام 2013. كما يسهم بزيادة نسبة المكوِّن العالمي/ الدولي لهيئة التدريس، التي تُعدُّ أحد أفضل الممارسات والمعايير للجامعات العالمية الرائدة.
وللبرنامج دور في تحقيق أهداف الجامعة من خلال تعزيز أوساط هيئة التدريس بما يتوافق مع المعايير العالمية للأساتذة الزائرين خلال النصف الثاني من العام 2013 بعدد 78 أستاذا زائرا من أفضل 200 جامعة عالمية من ذوي المكانة العالمية المرموقة، كان من بينهم 7 أساتذة من أفضل 10 جامعات و3 من ذوي الاستشهاد العالي، وكان لهؤلاء الأساتذة حضور مشرف في المدينة الجامعية بالدرعية لمدة 170 يوما، قدموا خلالها 90 محاضره وأشرفوا على 10 طلاب من الدراسات العليا خلال الفصل الدراسي الأول فقط، وأثمر هذا التعاون عن إنتاج أكثر من 400 بحث منشور في قاعدة بيانات (Web Of Knowledge).
مبادرات جديدة متميزة
* هل من مبادرات جديدة في الجامعة لتطوير البحث العلمي وبناء القدرات البحثية؟
في هذا العام عمدت وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي لإطلاق العديد من المبادرات المتميزة، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر برنامج المجموعات البحثية الدولية ذات الاستشهاد العالي، وبرنامج «دعم تأليف كتاب»، و «جائزة جامعة الملك سعود للتميز العلمي»، و «قاعدة بيانات الإنتاج العلمي».
أما مبادرة المجموعات البحثية الدولية ذات الاستشهاد العالي فالهدف منها دعم البحث العلمي وتطويره من خلال بناء القدرات المحلية السعودية وتبادل المعرفة وتحقيق مكانة متميزة بين المؤسسات العلمية العالمية.
فالمبادرة تقوم على شراكة بحثية وأكاديمية فعلية مع العلماء ذوي الاستشهاد العالي للوصول إلى مخرجات بحثية عالية الجودة وقابلة للنشر في أوعية النشر العالمية مثل (العلوم والطبيعة) Nature AND Science، لذلك تم اعتماد الميزانية الخاصة بالبرنامج وآليات التنفيذ وتم الإعلان عن فتح باب التقدم للبرنامج رسميا مع بداية العام الدراسي 1434/1435هـ.
وقد تفاعل أعضاء هيئة التدريس مع المبادرة بشكل ملحوظ، وقامت اللجنة الإشرافية المسؤولة عن تنفيذ المبادرة بفرز وفحص وتقييم جميع الطلبات المقدمة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وتهيئتها لمرحلة التحكيم الدولي. وتقدم للمبادرة في دورتها الأولى نحو 40 مجموعة، كل مجموعة مكونة من خمسة من أعضاء هيئة التدريس المتميزين، وقد بذلوا جهدا كبيرا في إعداد المقترحات البحثية والميزانيات الخاصة بها والتواصل مع زملائهم من العلماء بالجامعات العالمية، وهم حاليا ينتظرون نتائج التقييم لمقترحاتهم حتى يبادروا بالتنفيذ.
ومن المبادرات الجديدة التي أقرتها الجامعة لهذا العام برنامج «دعم تأليف كتاب» بمبلغ يتراوح بين 50 و100 ألف ريال، بهدف تحفيز أعضاء هيئة التدريس بالجامعة على إثراء ونشر المعرفة من خلال تأليف الكتب المميزة، وهناك لجنة إشرافية على البرنامج تعمل على دراسة واعتماد الطلبات المقدمة من أعضاء هيئة التدريس بعد تحكيمها من المحكمين المختصين.
وفي الدورة الأولى للبرنامج وصل عدد الطلبات المقدمة إلى 206 طلبات، كان للتخصصات العلمية منها النصيب الأكبر بعدد 128 مقترحا، ثم التخصصات الإنسانية بـ 62 مقترحا، بينما كان نصيب الكليات الصحية 16 طلبا، وعلى مستوى الكليات تصدرت المقترحات المقدمة من كلية العلوم القائمة بعدد 47 مقترحا يليها كلية علوم الأغذية والزراعة بعدد 23 طلبا ثم كلية الآداب بـ 19 طلبا.
ومن المبادرات الجديدة أيضاً «جائزة جامعة الملك سعود للتميز العلمي» التي تسعى الجامعة لتنظيمها في كل عام، وتشمل سبعة فروع هي: جائزة المسيرة العلمية المتميزة، وجائزة جودة البحث العلمي، وجائزة غزارة البحث العلمي، وجائزة الاكتشافات والابتكارات وترخيص التنقية، وجائزة التميز في الحصول على التمويل الخارجي للبحوث، وجائزة أفضل كتاب مؤلف، وجائزة التميز البحثي لطلاب الدراسات العليا.
وكذلك من المبادرات الجديدة التي أطلقتها الجامعة في عمادة البحث العلمي بمشاركة عمادة التعاملات الإلكترونية والاتصالات، إنشاء «قاعدة بيانات الإنتاج العلمي في جامعة الملك سعود». وتأتي أهمية هذه المبادرة في ظل تعدد الجهات المسئولة عن البحث العلمي والداعمة له واستقلال كل جهة ببياناتها، فهذا النظام يضمن إدخال بيانات الإنتاج العلمي للجامعة على قاعدة بيانات موحدة بحيث تكون هي المصدر الرئيس لاستقاء الإنتاج العلمي لمنسوبي الجامعة، وسيتم تطبيق النظام بشكل جزئي على بعض الأقسام الأكاديمية لاختباره وتقييمه والاستفادة من التغذية الراجعة من مستخدميه تمهيدا للتدشين الفعلي.
التصنيف العالمي
* ما أثر مخرجات الجامعة الأكاديمية والبحثية على موقعها في التصنيفات العالمية وهل يعد التصنيف مؤشرا على تقدم الجامعة؟
لا شك أن إنجازات الجامعة وتطوير وتحسين أدائها على المستوى الأكاديمي والبحثي والتقني أدت إلى دخولها في التنافسية العالمية وتحقيق مراكز متميزة في التصنيفات العالمية للجامعات، فمعايير ومؤشرات التصنيف بشكل عام تعتمد على مخرجات الجامعة. وقد حققت الجامعة تقدما ملحوظا في تصنيف شنغهاي العالمي (Academic Ranking of World Universities) فظهرت لأول مرة ضمن أفضل 500 جامعة عالمية، وكانت الجامعة العربية الوحيدة بالتصنيف في عام 2009م.
وفي عام 2010م حققت الجامعة مرتبة ضمن أفضل 400 جامعة عالمية والأولى عربيا وإسلاميا، وفي عام 2011م أحرزت الجامعة مرتبة ضمن أفضل 300 جامعة عالمية والأولى عربيا وإسلاميا والمرتبة 261 عالميا، وفي عام 2012م تقدمت الجامعة تقدما ملحوظا بحصولها على ترتيب 202 عالميا وتسجيلها الصدارة عربيا وإسلاميا، وفي الإصدار الأخير من تصنيف شنغهاي للجامعات العالمية للعام 2013م دخلت الجامعة ضمن أفضل 200 جامعة وفي المرتبة 190 عالميا ولله الحمد.
أما في تصنيف ويبومتركس الإسباني الذي يعد مؤشراً لمدى التزام الجامعات باستخدام شبكة الإنترنت وتقنية الاتصالات لعرض ما لديها من مخرجات أكاديمية وبحثية وخدمات مجتمعية لكي تتم الاستفادة منها من قبل الآخرين، فتشير الإحصائيات إلى أن جامعة الملك سعود حققت حضورا متميزا في هذا التصنيف منذ عام 2008م، وتصدرت الجامعات المحلية والعربية للإصدار الأخير في يوليو 2013 بحصولها على المرتبة 402 عالميا.
وفي تصنيف (QS) البريطاني، حققت جامعة الملك سعود تقدما ملحوظا خلال الأعوام السابقة، حيث تصدرت الجامعات المحلية والعربية في هذا التصنيف حتى إصدار عام 2012 بحصولها على المرتبة 197 عالميا، أما إصدار عام 2013 فحققت الجامعة المرتبة 253 عالميا والمرتبة الثانية محليا وعربيا، إذ تصدرت جامعة الملك فهد الجامعات السعودية والعربية في الإصدار الأخير.
مواصلة التميز
* هل هناك من مواضيع أخرى أو كلمة أخيرة تود سعادتكم الحديث عنها؟
نعم، الوكالة حريصة جدا على الاهتمام بمخرجات الجامعة الأكاديمية والبحثية، ويتجلى ذلك من خلال السعي لتوفير الموارد البشرية المتميزة من طلاب دراسات عليا وباحثين وهيئة تدريس، وكذلك توفير البنية التحتية المتجددة من مكتبات توفر مصادر معلومات وخدمات آلية ورقمية متنوعة لإثراء المعرفة، ومعاهد ومراكز متخصصة وتجهيزات معملية وكراس بحثية وغيرها. ومن الواضح أن ما حققته الجامعة من مراكز متقدمة في النشر العلمي وبراءات الاختراع والجوائز العلمية والتصنيفات العالمية، هو في واقع الحال ترجمة للمستوى الذي أوْلته الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي والتطوير التقني، فقد أقرت الإدارة العليا في الجامعة مؤخرا دعم منظومة البحث العلمي بمبلغ 80 مليون ريال للعام 1434/1435هـ، بهدف مواصلة التميز البحثي واستمرارية تحقيق أهداف الجامعة الاستراتيجية نحو التحول إلى جامعة بحثية عالمية ذات مكانه مرموقة.
وختاما لا بد من التنويه إلى أن الدعم غير المحدود الذي تلقته الجامعة وما زالت تتلقاه من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - يحفظهم الله - وتوجيهات معالي وزير التعليم العالي ومعالي مدير الجامعة بالارتقاء بمستوى الدراسات العليا والبحث العلمي، يشكل الحافز الأساسي لمنسوبي الوكالة، وهي تطمح في أن تساهم بفاعلية في بناء مجتمع المعرفة في المملكة.