كل عام والوطن بخير

نعم كل عام والوطن بخير ... وما دام مليكنا وقائدنا بخير فالشعب بخير.. واليوم إذ تحل الذكرى التاسعة لبيعة الشعب السعودي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملكاً وقائداً لبلاد بحجم القارة، ولشعب يرى فيه الجميع تجسيداً لأمة عريقة تجمع بين نقاوة الإسلام وأصالة العروبة.

يوم نراه مناسبة لتقييم أدائنا الوطني والإنمائي والإنساني، وما حققناها من تطور وتقدم في مناحي الحياة، فالأمم الحية تستفيد من المناسبات لدراسة ما هي عليها وتقييم ما أنجزته، وتحاسب نفسها إن كان هناك قصور لتعالجه، وترفد وتزيد مساحات الإنجاز والتطور، ونحن هنا في المملكة العربية السعودية -والحمد لله- نرى نسب الإنجازات والنجاح أكثر بكثير من نسب القصور، وحتى لا تقتصر المناسبة على كيل المديح فقط والتستر على نواحي القصور، نقول صادقين إن هناك الكثير والكثير من الإنجازات التي تجعل من القصور شيئاً لا يُذكر، ومع إشاعة مبدأ وأسلوب الشفافية الذي سنّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وبدأ بتطبيقه بنفسه على كل ما يتعلق به، إذ كان يتم الإعلان والكشف عن أية معلومة قبل أن تبدأ بالتداول، وهو ما ألغى وإلى حد كبير دابر الإشاعات.

هذا الأسلوب من قائد متنور اقتدى به الكثير من المسؤولين ومن القطاعات الحكومية، فيما لا يزال البعض يتحسس طريقه للتخلص من الأساليب التقليدية.

ملك يعمل على تكريس ثقافات إيجابية تدفع إلى مسارات التقدم والنمو والتحضر، فبالإضافة إلى اعتماد الشفافية بدلاً من خنق المعلومة، وإطلاق الحوار والسماع للآخر بدلاً من الاقتتال والاحتراب، والمناصحة بدلاً من القمع والاستبداد، ورفع قيمة وأهمية الإنسان السعودي، والتعامل مع الجميع سواسية دون تفريق أو تفرقة، لا فضل لإنسان على آخر إلا بما يقدمه لدينه ووطنه، وإعطاء الفرصة للجميع لخدمة الوطن بتوفير فرص العمل لجميع الشباب والشابات، وبحث الأسباب والمعوقات التي حالت دون الاستفادة من قدرات هؤلاء الشبان والشابات.

لا نريد أن نعدد الإنجازات التنموية، فهذا يحتاج إلى مجلدات وليس إلى حيز محدود كهذه المساحة، ولكن على المواطنين أن يبحروا جميعاً فيما يتخذه ملك البلاد من مبادرات وأفعال تنويرية تختصر مسافات التحضر وترفع من مستوى الإنسان السعودي وتجعله مؤهلاً لأن يكون مستحقاً أن يكون وريثاً ومبشراً لأفضل وأسمى حضارة إنسانية، حضارة الإسلام التي نشرها العرب، ويعيد صياغتها ويعمل على تقويتها ملك يعمل بإخلاص وبجد لخدمة دينه وشعبه وبلاده .. ولهذا يحق لنا أن نردد في أول أيام البيعة في ذكراها التاسعة.. كل عام والوطن بخير.