شدد متخصص في التخطيط والتدريب على ضرورة تعظيم الاهتمام بالتخطيط الاستراتيجي في تحقيق نجاح واستقرار الشركات الكبرى والمنشآت الصغيرة والمتوسطة على السواء، وأرجع معظم المشكلات الاقتصادية من تعثر وإفلاس وخروج من السوق نتيجة غياب التخطيط، وقال إن العديد من المنشآت لجأت لمعالجة نقص التخطيط بحلول أخرى مثل الاندماج وبناء تحالفات وكيانات أكبر، لكنه أكد مع ذلك أن التخطيط الاستراتيجي ضرورة لا يمكن تجاوزها. جاء ذلك في سياق محاضرة ألقاها خالد بن فهد الشبيلي رئيس لجنة التدريب بجمعية الإدارة ونظمتها غرفة الرياض بالتعاون مع جمعية الإدارة أمس الأول بعنوان «التخطيط الاستراتيجي واستخدام بطاقة الأداء المتوازن».
وشرح المحاضر أهمية التخطيط الاقتصادي الاستراتيجي، مؤكداً أن ضعفه يضع الشركة في مآزق صعبة، كما يبرز نقاط القوة والضعف لديها، ويساعدها في تشخيص ومواجهة التحديات والتهديدات، ويضمن استمرار النجاح الذي حققته ويعزز فرص تنميته وتطويره، وقال إن الشركة التي لا تستخدم التخطيط الاستراتيجي لا يمكن أن تحقق النجاح والنمو حتى وإن كانت تحقق أرباحاً، فالأرباح ليست المعيار، والتجارب تؤكد أن أغلب الشركات التي تتجاهل التخطيط تتعثر وتنهار. وأضاف أن التخطيط السليم لا يجعل الشركة تنطلق نحو المال والربح بقدر ما يدفعها إلى موقع يضمن الاستقرار والنمو والبقاء، وقراءة التحديات والتنبؤ بالمخاطر التي يتوقع أن يخبئها المستقبل قبل أن تداهمها، كما أن التخطيط ييسر للشركة اتخاذ قرارات وخيارات بديلة من أجل البقاء، مثل تغيير الاستراتيجيات أوالاندماج مع كيانات أخرى لمواجهة تحديات المنافسة وتغير حالة الأسواق.
وانتقل المحاضر إلى شرح طريقة التحليل الاستراتيجي الرباعي لأوضاع المنظمة (الشركة) من خلال ما يعرف بمبدأ بطاقة الأداء المتوازن، وهو أسلوب للتحليل الاستراتيجي يعتمد على أربعة قواعد أساسية تتمثل في تحديد السياسات، الاستراتيجيات، الأهداف المتوازنة، والرؤية والرسالة، وأضاف أن صاحبي هذا وهما روبرت كابلان، وديفيد نورتون لاحظا أن 60% من أكبر 1000 شركة كانت تستخدم مبدأ البطاقة. كما اكتشفا أن 9 من كل10شركات كانت تفشل في تحقيق الاستراتيجيات، و60% من الشركات لم تكن تربط موازناتها المالية بالاستراتيجات، وهو ما يعني وجود خلل تشغيلي خطير، و5% فقط من الموظفين كانوا يفهمون استراتيجيات شركاتهم، وتابع أن التحليل الرباعي بعد أن يحدد السياسات والاستراتيجيات والأهداف المتوازنة، يحدد وفقاً لذلك رؤية ورسالة المؤسسة.
وأوضح الشبيلي أن رؤية الشركة تعني تحديد الموقع الذي تود أن تحققه في المستقبل، حيث وصفها البعض بالحلم الذي تريده، وتطرق لنموذج شركة ماكدونالدز التي وضعت شعاراً لرؤيتها «إشباع الأرض» بمعنى أن تنتشر فروعها فوق ربوع الأرض وهو ما يتطلب أن تؤسس فرعاً كل 24 ساعة، كما أوضح أن الرسالة تعني الغاية من وجود الشركة، وتحدد الخطوات الرئيسية التي تمكنها من تحقيق رؤيتها.