المدينة المنورة - علي الأحمدي:
يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس الهيئة العليا لجائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالميَّة للسنَّة النبوية والدراسات الإسلاميَّة المعاصرة مساء اليوم (الخميس) الحفل الختامي لمسابقة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي في دورتها التاسعة، الذي يُقام في المدينة المنورة وتنظمه الأمانة العامَّة للجائزة.
وبهذه المناسبة تحدث عددٌ من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة والمعالي عن هذه الجائزة العظيمة ونبل أهدافها ومقاصدها ودورها الفاعل خدمة للأمتين العربيَّة والإسلاميَّة، سائلين الله أن يبقيها نهرًا متدفقًا بالحسنات على صاحبها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- وأبنائه من بعده.
حيث قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتَّعليم: إن المملكة العربيَّة السعوديَّة تشهد حضارة علميَّة زاخرة وتدخل مجتمع المعرفة بإمكانات واستعدادات كبيرة، وتتنوع مجالاتها الحضارية بتنوع حضارة الإنسان ومستقبله، وتقدم للنابغين من الإمكانات ما يبرز نبوغهم ويسدِّد مرادهم ويحقِّق أهدافهم، وتأتي جائزة الأمير نايف لحفظ الحديث الشريف كشاهد حاضر لرعاية العلم والعلماء والحرص على توفير أحسن الفرص التي تهيئ لهم الدافع الذاتي والكفاءة العلميَّة لفهم العلم والعمل به على أصول المعرفة وأسسها الراسخة والمتينة.
وأضاف سموه: تأتي مشاركة وزارة التربية والتَّعليم في هذه الجائزة حثًا وتشجيعًا ومشاركةً وتسخيرًا للإمكانات والكفاءات التربويَّة إيمانًا منها بالعمق العلمي لهذه الجائزة والفكر الوطني المتميِّز بالتربية على المعرفة إدراكًا وإنتاجًا.
وقال سموه: ذاك الجانب المشرق هو ما جعلنا في وزارة التربية والتَّعليم نواصل المشاركة، ونشرف بالمساندة، منذ ولادة هذه الجائزة على يد سمو الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- عام 1424هـ وإلى يومنا هذا وهي باقية بابًا مميزًا من أبواب التحفيز للعلم ورفع الهمم وإنتاج البنى العلميَّة والأخلاقيَّة في معرفة الحديث الشريف وفقهه وإدراك أسراره وإعجازه.
وقال الأمير خالد الفيصل: ندعو الله عزَّ وجلَّ ونتضرَّع إليه أن يبقيها نهرًا متدفقًا بالحسنات على صاحبها -رحمه الله- وأبنائه من بعده الذين لم يألو جهدًا في مواصلة العناية والرِّعاية لها، ونسأله تعالى أن يجعلها ذخرًا للعلم والعلماء ليستخرج كنزها البرّرة الأوفياء من الطلاب والباحثين والمهتمين والمتخصصين في مجالها وأن يجعلها عملاً صالحًا لكل من له من جمالها أثر.
بينما قال صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية -رئيس الهيئة العليا للجائزة-: إن تبني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله وطيب ثراه- جائزة عالميَّة للسنَّة النبوية والدراسات الإسلاميَّة المعاصرة، جاء بعد صدور الأمر السامي الكريم بانطلاقة مسيرة هذه الجائزة المباركة، وقد تم اختيار المدينة المنورة مهاجر الحبيب المصطفى محمد صلَّى الله عليه وسلَّم مقرًا لها.
وقال سموه: إن المتتبع للجائزة ومضمون مقاصدها يدرك بحمد الله رفعة مكانتها ونبل رسالتها، ليمتد بنور الهدي المحمدي مداها، وتبلغ بنشر علوم السنَّة العالم قاطبة، كما اكتمل دورها الرائد في خدمة السنَّة النبويّة وعلومها وسمت بتفردها الآفاق، وقد نالت بفضل الله من سمو الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- الدعم والرِّعاية والاهتمام والمتابعة والبذل والعطاء لتقف شامخة ينهل من معينها العلمي الباحثون والمفكرون وطلاب العلم وكل الطامحين إلى المعالي من المهتمين بعلوم السنَّة النبويّة المطهرة المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد كتاب الله عزَّ وجلَّ، وجسّدت بذلك المكانة الرفيعة في خدمة السنَّة النبويّة فأضحت بما تحقق لها من نجاحات صرحًا علميًّا لإحياء سنّة المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم عبر جائزة عالميَّة بفروعها الثلاثة وهي جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود للسنَّة النبوية والدراسات الإسلاميَّة المعاصرة، وجائزة الأمير نايف بن عبد العزيز التقديرية لخدمة السنَّة النبويّة، ومسابقة الأمير نايف بن عبد العزيز لحفظ الحديث النبوي.
هذه المسابقة التي نحتفل في هذا المساء بدورتها (التاسعة) التي يتعزَّز من خلالها جانب ثري يعنى بالقيم الإسلاميَّة ويغرسها في نفوس الناشئة والشباب، وفقًا لما ترمي إليه من العناية بالسنَّة المطهرة حفظًا وتعليمًا وتطبيقًا، ومن خلال المسابقة نستشرف الحاضر من نافذة التقى والصلاح والهداية والبعد عن الزيغ والضلال قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} الجمعة 2.
وأشار سموه إلى أنّه وبفضل من الله جلّ وعلا استمدت المملكة العربيَّة السعوديَّة منذ نشأتها على يد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله وطيب ثراه- وأبنائه البرّرة من بعده دستورها وأنظمتها من مصدري التشريع كتاب الله وسنَّة نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم، وأولت كل الاهتمام والرِّعاية بهما وعملت على نشر تعاليمهما للناس.
وقال سمو الأمير سعود بن نايف: بعظيم الوفاء والعرفان نستذكر جهود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- في خدمة دينه، ثمَّ مليكه ووطنه وأمته العربيَّة والإسلاميَّة بتبنيه لهذا العمل الإسلامي الجليل مما أسهم بعد عون الله وتوفيقه في نجاح جهود الجائزة تجاه بيان ما في السنَّة من الحكمة والموعظة والخير والسلام، ولفتت بنهجها الإسلامي الأصيل جانبًا مشرقًا يجسِّد مكانة المملكة ودورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين.
وبمفهوم شامل تأتي المسابقة بمثابة استثمار تربوي لقدرات المشاركين يسهم في تشجيع الطلاب بمختلف مراحل التَّعليم العام على حفظ الحديث وتحفيز الإجادة والإتقان سعيًا للوصول إلى ميدان الجدارة والإبداع، وفي خضم التنافس تسمو المسابقة بأهدافها وتتألق بدلالاتها لتكون ترجمة صادقة وتأكيدًا لما تحمله قيادتنا من اهتمام تجاه أبناء هذا الوطن ولتضيف على أبعادها بعدًا آخر يبرز الهوية الوطنيَّة ويعمق ثقافتنا الإسلاميَّة بفضل ما حبانا الله به من نعمة هذا الدين العظيم، وفي مساء هذا اليوم نحتفل باختتام دورتها (التاسعة) والمشاركة في تكريم الفائزين والفائزات في المسابقة من أبناء هذا الوطن المعطاء من طلاب وطالبات التَّعليم العام، مقدمًا الشكر والتقدير لوزارة التربية والتَّعليم وأعضاء اللجنة العليا وجميع رؤساء وأعضاء اللجان العاملة في المسابقة ومثمنًا مدى الجهود التي يبذلها القائمون على لجانها المختلفة.
وتقدم سموه بالتهنئة للطلاب والطالبات الفائزين بجوائز المسابقة في دورتها (التاسعة) بعد أن خاضوا غمار التصفيات بمختلف مراحلها، متمنيًّا للجميع دوام التوفيق والسداد سائلاً المولى جلّ وعلا أن يجزل الأجر والمثوبة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- ويجعل ما قدمه خدمة للإسلام والمسلمين في ميزان حسناته يوم لقائه، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار في ظلِّ قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني- حفظهم الله-.
وأكَّد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخليَّة - المشرف العام على الجائزة على أن المملكة العربيَّة السعوديَّة منذ نشأتها وإضاءة نجمها وتأسيسها على يد الملك عبد العزيز -رحمه الله- ومرورًا بعهد أبنائه -رحمهم الله- حتَّى عهد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أخذت على عاتقها التمسُّك والالتزام بهذا الدين فعظّمت الوحيين كتاب الله وسنَّة نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم واتخذتهما أساسًا لشؤون الحياة.
وقال سموه: بفضل الله تعالى وتوفيقه نرى مسابقة الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- لحفظ الحديث النبوي التي اقترنت باسم مؤسس هذه الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- وانبثقت من إيمان سموه بأهمية العناية بالناشئة والشباب ودورهم في المجتمع التي تبلغ عامها التاسع بهدف شحذ هممهم وغرس محبة سنَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في قلوبهم وشغل أوقاتهم بالعلم النافع والمفيد وربطهم بالسنَّة النبويّة والعناية بها وتنمية روح المنافسة الشريفة بينهم والتشجيع على حفظها وفهمها وتدارسها.
وأشار سمو الأمير محمد بن نايف إلى أن المسابقة حقَّقت الريادة والتَّميز في موضوعها وأسلوبها وجوائزها علاوة على مكتسبات المسابقة التربويَّة والتعليميَّة في نفوس الناشئة، وسعيها الدائم إلى العناية بحديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حفظًا وتعلمًا وتطبيقًا، إضافة إلى أثرها المحمود الذي أسهم في حفظها وإعلاء مكانتها ونشرها بين جميع أوساط مراحل التَّعليم العام (بنين وبنات) وتوظيفها قولاً وفعلاً في حياتهم لتعزِّز ارتباطهم بدينهم وسنَّة نبيِّهم صلَّى الله عليه وسلَّم، ولتكون بإذن الله أنموذجًا للبذل والعطاء وغرس القيم الذي يأتي امتدادًا للعناية الكريمة من قيادتنا الرشيدة -حفظها الله- وما توليه من اهتمام في هذا الوطن المعطاء بمصدري التشريع كتاب الله وسنَّة رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم.
وقال سموه: إننا اليوم ونحن نحتفل بنخبة من أبنائنا وبناتنا الفائزين بمسابقة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي الشريف في دورتها التاسعة في رحاب المدينة المنورة الذي اختار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- - المدينة المنورة مقرًا للجائزة ما هو إلا تجسيد الانطلاقة الفعلية للجائزة واختيار هذه البقعة التي اختارها النَّبيّ عليه الصلاة والسَّلام منطلقًا لدعوته لتكون منطلقًا لهذه الجائزة اقتداء بالمصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم وربطًا للموضوع بالمكان والتار يخ.
وأضاف سموه بهذه المناسبة أهنئ الفائزين والفائزات بهذه المسابقة، واسأل الله العلي القدير أن يجزل الأجر والمثوبة لراعي هذه الجائزة، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- وأن يجعل أعمال هذه الجائزة المباركة التي سخَّرها سموه لهذه السنَّة النبويّة المطهرة وبيان سماحتها وعدلها ووسطيتها وصلاحها لكل زمان ومكان في موازين حسناته.
كما أكَّد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، على أن مسابقة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي من أهم المسابقات العالميَّة التي تهدف لتعزيز المبادئ الإنسانيَّة السامية، وتتميز بسعيها لتعزيز القيم العظيمة التي جاء بها الإسلام في نفوس الناشئة وتعزيز مقدرتهم على فهم الدين الحنيف من خلال ربطهم بسنَّة محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وحثّهم على البعد عن الغلو والتطرف في فهم تعاليم الدين القويم.
وقال سمو أمير منطقة المدينة المنورة: «إنّ جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى- التي تحمل رسالة الدعوة الصحيحة للتمسك بتعاليم الإسلام، كما جاء بها خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم، تُعدُّ امتدادًا لأعمال الخير الكبيرة التي غرسها -رحمه الله- وخير شاهد على ما قدمه لخدمة دينه ثمَّ وطنه، سائلاً الله عزَّ وجلَّ أن يحفظ وطننا الغالي في ظلِّ حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء -يحفظهم الله-».
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربيَّة السعوديَّة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلميَّة والإفتاء في كلمة لفضيلته: إن السنَّة النبويّة هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، فهي شقيقة القرآن الكريم، ومكملة له، ولازمة لبيانه.. فهي ثاني الوحيين قال تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * أن هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى). وقد أمر الله تعالى باتباع سنَّة النّبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال تعالى: (قُلْ إن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ). والسنَّة النبويّة إذا جاءت فعلى المسلم أن يقبلها بلا معارضة وبلا تردد، قال تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ، ثمَّ لَا يَجِدُوا فِي أنفسهم حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، ومن خالفها نال العقاب الشديد والعذاب الأليم، قال تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تبيّن لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا). فكان الواجب على كلّ مسلم أن يجعل سنَّة نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم نبراسًا له في حياته اليومية، وأن يهتدي بها في أقواله وأفعاله وسلوكه وأخلاقه. فكانت السنَّة النبويّة جديرة بالبحث والدراسة والحفظ، والسعي في نشرها وإشاعتها بين الناس، وترغيب الناس في التمسُّك بها، والاستهداء بهديها، واستخراج الهدايات والتعاليم والمعاني العظيمة والمفاهيم العالية من خلالها. ولا يتحقَّق ذلك إلا بالعناية بها تعلمًا، ودراسة، وتعليمًا، وإجراء دراسات وبحوث أكاديمية حولها، سواء ما يتعلّق بدراستها من حيث الرواية والسند، أو من حيث الدراية، ودراسة متونها، وألفاظها، واستنباط الأحكام الشرعية منها. ولتسهيل هذه المهمة البحثية والعلميَّة وإجراء دراسات أكاديمية في هذا المجال، أقيمت جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود العالميَّة للسنَّة النبوية والدراسات الإسلاميَّة المعاصرة. وهذه الجائزة القيمة -وهي في دورتها التاسعة- قد أسهمتْ بشكل قوي في خدمة السنَّة النبويّة وإثراء البحث العلمي في هذا المجال، حيث استقبلت الجائزة خلال سنواتها الماضية عددًا من البحوث العلميَّة القيمة، والراسات الشرعية المتأصلة في جوانب مختلفة من السنَّة النبويّة، والدراسات الإسلاميَّة المعاصرة، وطرحتْ وعالجتْ من خلالها كثيرًا من الموضوعات ذات العلاقة معالجة علميَّة شرعيَّة يستفيد منها طلبة العلم والباحثون، بل وعامة الناس في حياتهم العلميَّة والعملية. فجزى الله القائمين على هذه الجائزة المباركة، ورحم الله صاحبها ومؤسسها الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، وتغمَّده بواسع مغفرته، وأسكنه فسيح جنَّاته، وجعل ما قدّمه في سبيل خدمة السنَّة النبويّة في ميزان حسناته يوم القيامة. وصلَّى الله وسلَّم على نبيَّنا محمد.
وقال معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس: من فضل الله علينا أن هدانا للإسلام ومنّ علينا باتباع سنّة سيد الأنام ونشكر الله عزَّ وجلَّ أن جعلنا من أبناء المملكة العربيَّة السعوديَّة مهبط الوحي ومهد الرسالة النبوية ومن فوق ثراها المبارك انطلق نور الحق يحمل الأمن والإيمان ليشرق على العالم بأسره نورًا ربانيًا يهدي إلى الإسلام وينبذ الشرك وعبادة الأوثان ويدعو إلى عقيدة صافية خالصة من البدع والشركيات، وقد وصل الإسلام إلى الصين شرقًا وإلى أوروبا غربًا بفضل الله عزَّ وجلَّ، ثمَّ بفضل رجال مخلصين حملوا أمانة الهدي النبوي وأدّوا رسالة الدعوة إلى العالم بالحكمة والموعظة الحسنة.
وفي جنبات المدينة المنورة موئل الهجرة المحمدية، وملتقى البطولات والمفاخر، وزينة الأوائل والأواخر، ومهد انطلاق الدعوة الإسلاميَّة، ومثوى إمام المرسلين، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية والتسليم، يعقد في عاصمة الخير والنور طيبة الطيبة الحفل السنوي (لجائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالميَّة للسنَّة النبوية والدراسات الإسلاميَّة المعاصرة).
وانطلاقًا من الهدي الإسلامي بعرفان الفضل لذوي الفضل علينا أن نوفي شخصيَّة صاحب هذه الجائزة حقها، لأنَّه في مجال الخير قمة شماء تميّزت بالنبل والعطاء، إنها شخصيَّة الفقيد الغالي نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- الرمز الفذ، والطراز الفريد، رجل الأمن الأول في هذه الديار المباركة، ورجل الحكمة إبان المدلهمات، والحنكة ساعة الأزمات، من ناهزت عطاءاته الحازمة، وجهوده الموفقة الجازمة نصف قرن من الزمان، حتَّى غدت بلاد الحرمين الشريفين بفضل الله، ثمَّ بفضل جهوده الحكيمة المدروسة، واحة أمن وأمان، ودوحة استقرار واطمئنان، ودرّة السَّلام بين الأوطان.
ولا شكَّ أن مسابقة الأمير نايف مناسبة سارة بهيجة، بأنفاس السنَّة الزكية قد تبلجت، وبطُيُوب التنافس النزيه قد تأرَّجت، وعلى ثرى البلاد الطاهرة سرت وأدلجت، ولمثل هذه المنازل الزاكيات، والجوائز الباهرات تُنْتَخب غُرَر المباني لوصف مآثرها، وتُصطفي جواهر المعاني لرصف مفاخرها وبشائرها، رَنْوًا للمعالي، وحفزًا للعزائم، ونبذًا للتقاعس أو الهزائم، ومباركة للخطوات السديدة الرشيدة، التي تستشرف الآمال السعيدة، والطموحات المجيدة، ذلكم لأن المقام مقام الكلام، عن حديث خير الأنام». الذي طُبِع على رائق الكلام، وبديع اللفظ والنظام، بنثر محكم السبك بديع النسج، تنهال المعاني على فؤاده انهيالاً، وتنثال المفردات على لسانه انثيالاً، دون تكلف أو تعسف، فحديثه عذب مُصَفَّى، وشهد مُوَفَّى، ولا عجب فهو القائل: «إن من البيان لسحرًا».
ولقد حقَّقت هذه المسابقة بحمد الله وتوفيقه، ومنته أهدافًا سامية، وآثارًا طيبة على الفرد والمجتمع ولاسيما في جانب المتسابقين وذلك لأن حفظ الأحاديث النبوية المطهرة من أسباب تعلمها، والعمل بها، وغرس محبتها في قلوبهم، والتحلي بما تحث عليه من أخلاق حسنة، ومُثل عليا، وتطبيقها تطبيقًا عمليًا، وسلوكيًّا مما يكون له أبلغ الأثر في تنشئة شبابنا تنشئة إسلاميَّة مبنية على كتاب الله، وسنَّة رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم وهذا من أهم أسباب سلامة معتقداتهم من كل بدعة وتهذيب أخلاقهم من كل رذيلة، وتحصينهم ضد المبادئ الفاسدة، والأفكار الهدامة، والانحرافات الفكرية، وعصمتهم بإذن الله من الوقوع في مزالق الشهوات، وضلالات الشبهات، ومكائد، الأعداء وبذلك تكون هذه المسابقة المباركة أسهمت مساهمة فعالة في استقامتهم ظاهرًا وباطنًا.
فجزى الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود خير الجزاء وأوفره على خدمته للسنَّة المطهرة، ورعايته لهذه المسابقة المباركة، وتبنيه لها، ودعمها ماديًا، ومعنويًا، وبذله لها بسخاء ضاعف الله له الأجر والثواب، وجعل ذلك في ميزان حسناته يوم لقائه، وأعلى منزلته في الآخرين.
وفي كلمة لمعالي الدكتور ساعد العرابي الحارثي مستشار سمو وزير الداخليَّة - عضو الهيئة العليا للجائزة وأمينها العام قال: إن جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود-رحمه الله- للسنَّة النبوية والدراسات الإسلاميَّة المعاصرة رسخت المكانة العظيمة للسنَّة النبوية وما تهدف إليه من نشر للخير وهداية للناس، كما أن توعية الناشئة والشباب عبر بناء قدراتهم وإطلاق طاقاتهم وتفتح مداركهم على هوية الوطن ماضيه وحاضره ما هو إلا ترسيخ لدعائم البناء وتثبيت مرتكزاته الوطنيَّة.
وبحمد من الله وفضله تمضي هذه المسابقة المباركة قدمًا في تحقيق أهدافها التي رسمها لها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- وحرصه على العناية بحديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وعنايته بالناشئة والشباب، وكذلك استكمالاً لتحقيق أهداف الجائزة في حفظ السنَّة النبويّة، كما تجسِّد هذه المسابقة الكثير من الأهداف والمعاني العظيمة في حسن التوجيه، وكريم الرعاية، وتتميز دومًا لتكون أنموذجًا رائدًا بين الفعاليات الإسلاميَّة من حيث عظم مضمونها واهتمامها بالسنَّة النبويّة المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله جلّ وعلا، إضافة إلى ما شكّلته من التفاعل الإيجابيّ مع العلوم الشرعية، والتَّوجيه المثالي لطلاب وطالبات العلم، بترسيخ البناء المعرفي الإسلامي للسنَّة النبوية وعلومها.
وفي كلمة للدكتور مسفر بن عبد الله البشر المدير التنفيذي للجائزة قال: تأتي مسابقة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي انطلاقًا من اهتمام مؤسسها -رحمه الله- بالأحاديث النبوية الشريفة المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، وإدراكًا منه -رحمه الله- وغفر له وأسكنه فسيح جنَّاته- بأهمية الشباب والناشئة فهم عماد الأمة ومستقبلها، كما أن ما حفظوه ودرسوه من أحاديث السنَّة النبويّة في هذه المسابقة المباركة ستكون بإذن الله نبرأسًا لحياتهم وضياء لسبيلهم ودعوة للنهل من هدي المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم.
وها نحن نعيش بحمد الله اختتام المسابقة في دورتها التاسعة وهي تواصل تحقيق أهدافها السامية التي وضعها مؤسس الجائزة -رحمه الله- التي تتمثل في ربط الناشئة والشباب بالسنَّة النبويّة وتشجيعهم على العناية بها وحفظها وتطبيقها، والإسهام في إعداد جيل ناشئ على حب سنَّة النّبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وشحذ همم الناشئة والشباب وتنمية روح المنافسة الشريفة المفيدة بينهم.