الجزيرة - علي بلال / تصوير - محمد شديد:
نظم كرسي بحث صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أمس ملتقى «التعليم الإلكتروني في خدمة اللغة العربية» وذلك في مركز المؤتمرات بالجامعة.
وقد بدأ افتتاح الملتقى بآيات من القرآن الكريم، تلاها كلمة وكيلة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتورة مها بنت حمد القنيبط، أكدت فيها أهمية التعليم الإلكتروني في هذا العصر الذي يشهد ثورة رقمية في كل الميادين مما جعل الدول المتقدمة تسير هذا الأمر في خدمة العلم واللغة معاً وأضحى ذلك مقياساً للحضارة بين الأمم.وقالت الدكتورة مها القنيبط: من هنا وجب تسخير القنوات الإلكترونية لدعم اللغة العربية التي تمثل هويتنا المعرفية، وإن كنا نقف على نماذج مشرفة دعمت العربية إلا إنها تظل جهوداً معدودة، وسيعرض الملتقى بعض هذه التجارب الرائدة. مشيرة إلى أنه لخطورة الأمر معرفياً تبنى كرسي صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن هذه القضايا وراح يسعى مدافعاً عن اللغة ويخدمها تقنياً من خلال المؤتمرات التي قدمها في مرحلته الأولى واستمر حتى مرحلته الثانية، كما أقام مشروعات مشتركة بين اللغويين والحاسوبيين للنهضة بالعربية رقمياً والمساهمة بتأهيل اللغة للمعاصرة ومواصلة مسيرتها التاريخية من خلال ربط الواقع بالماضي والمستقبل وإخراجها حاسوبياً، بالإضافة إلى إحداث حراك لغوي وثقافي واجتماعي كماً ونوعاً من خلال كافة أنشطة الكرسي وخدمة اللغة لأنها من ركائز الهوية العربية الإسلامية.
وقالت الدكتورة مها القنيبط إن ملتقى «التعليم الإلكتروني في خدمة اللغة العربية» يسعى إلى تحقيق أهداف سامية، منها تبادل الرؤى والأفكار مع المتخصصين حول أهمية توظيف التقنية في تعليم العربية والتعريف بالتجارب المحلية والعربية الهادفة إلى تعليم هذه اللغة عبر الأساليب التقنية وتعزيز الجهود في إثراء المحتوى العربي الرقمي، مؤكدة أن هذه الجهود جاءت تحت مظلة الكرسي البحثي الذي تموله مؤسسة الجزيرة للصحافة والنشر، فالشكر جزيل لهذه المؤسسة وللقائم على الصحيفة رئيس تحريرها الأستاذ خالد المالك الذي يعد خير داعم لمسيرة الكرسي.بعد ذلك ألقى رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك كلمة قال فيها: بدءاً أريد أن أقول إن كرسي بحث الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن هو الأكثر نشاطاً والأكثر ثراء معرفياً والأكثر إنتاجاً بين كراسي صحيفة الجزيرة في أكثر من عشر جامعات، ما يعني أننا أمام عمل وجهد وخطط وبرامج اعتادت وكالة الدراسات العليا والبحث العلمي للجامعة أن تقوم بها وفق رؤية علمية غير مسبوقة.
وقال الأستاذ المالك: إننا نلتقي اليوم في هذا الصرح التعليمي العالي من خلال ملتقى «التعليم الإلكتروني في خدمة اللغة العربية» الذي تنظمه وكالة الدراسات العليا والبحث العلمي بالجامعة ضمن فعاليات ونشاطات كرسي صحيفة الجزيرة، فلا بد لي أن أذكركم بهذه المناسبة بسابقاتها من المناسبات الناجحة وتجدد ذواكرنا أيضاً بما يكون قد نسيناه من حراك الكرسي ونشاطه المتواصلة ومعه التعرف على جدية القائمين عليه من القيادات سواء مديرة الجامعة معالي الدكتورة هدى العميل التي تحيطه بعناية خاصة ومتابعة دقيقة ودعم غير محدود أو من المشرفة على الكرسي في دورته الأولى الدكتورة نوال الحلوة وفي الدورة الثانية الدكتورة نوال الثنيان، إذ عملنا إلى جانب من عاونهن وساعدهن لبلوغ هذا المستوى من النجاح.وقال الأستاذ المالك: الكرسي شهد الكثير من ورش العمل والندوات والمحاضرات وتوج نشاطه الأكثر تميزاً بإصدار عدد من الكتب المتخصصة التي أصبحت مراجع للأكاديميين والدارسين وذوي الاختصاص في مجال الدراسات اللغوية الحديثة، ولعله من باب التذكير الإنساني أن أذكر لكم عناوين بعض هذه الإصدارات، فهناك كتاب «تحولات العصر الرقمي وآثارها على اللغة العربية»، وآخر بعنوان «الحاسوب والبحث اللغوي.. المدونات اللغوية نموذجاً»، وبين أيدينا كتاب عنوانه «دراسات في علم اللغة النصي مقاربة تطبيقية»، على مدونة صحيفة الجزيرة، وكتاب رابع تحمل عنوان «التعابير الاصطلاحية في ضوء النظريات اللسانية الحديثة.. دراسة تطبيقية» على مدونة صحيفة الجزيرة، وهكذا كان كرسي صحيفة الجزيرة بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن نشاطاً متواصلاً ونوعياً يخاطب الدارسين والأكاديميين والمختصين في تقديم هذه الخدمة التعليمية المتميزة.
وقال الأستاذ المالك: يأتي تنظيم هذا الملتقى «التعليم الإلكتروني في خدمة اللغة العربية الذي يبدأ فعالياته اليوم امتداداً لما سبقه من منتديات وندوات ومحاضرات، وبينما يمكن القول إنه إضافة غير عادية لنشاط الكرسي ضمن اهتمامه لخدمة اللغة العربية التي تعاني من جحود وعدم اهتمام من الكثير الناطقين بها، وكأن جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن تقوم بهذا النشاط لتعيد العناية والاهتمام بهذه اللغة الجميلة من خلال هذا الملتقى وغيره ومن خلال الإصدارات النوعية التي أشرنا إلى بعضها وتركيزها على أنه من يقوم بمثل هذا العمل سواء من النساء أو الرجال الأكفاء الذين يعملون في الجامعة أو يتعاونون معها. إذاً نحن في هذا الملتقى سنكون أمام مجموعة من الجلسات يُناقش فيها «تعليم اللغة العربية من خلال التقنية رؤى وتحديات» في الجلسة الأولى، وسوف يتعرف من خلال هذا العنوان على «دمج التقنية في تعليم اللغة العربية هل هي ضرورة أم ترف»، وكذلك سنكون على موعد مع أحاديث أخرى عن مجالات ومسارات تعليم اللغة العربية من خلال التقنية، وعن التحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه توظيف التعليم الإلكتروني في خدمة اللغة العربية. وستكون الجلسة الثانية «جهود الجامعات السعودية في خدمة اللغة العربية من خلال التقنية»، وتحت هذا العنوان سنستمع لبحث عن تعليم اللغة العربية لغة ثانية من خلال التقنية. فيما خصصت الجلسة الثالثة للحديث عن جهود المراكز والمؤسسات في خدمة اللغة العربية من خلال التقنية أيضاً. ولست في حاجة إلى تذكيركم بأسماء المشاركين في تقديم هذه الأبحاث والدراسات وما سيتحدثون به عن التزاوج بين اللغة العربية والتقنية، وهم على درجة عالية في التخصص في هذا المجال بما يجعلنا نطمئن في الاعتماد على آرائهم، بوصفهم مراجع في تطبيق هذه العلاقة والبناء عليها في مواجهة التحديات خصوصاً نحن في مرحلة تتطلب منا أن نستفيد من التقنيات الجديدة في خدمة اللغة العربية، وهي مسؤولية هذه الجامعة وغيرها من الجامعات، كما هي مسؤولية مراكز البحث والدراسات المتخصصة.
وقال الأستاذ المالك: أحيي معالي الدكتورة هدى العميل مديرة الجامعة، وأستاذ كرسي صحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة الدكتورة نوال الثنيان، وكل من عمل معهن لإثراء نشاط الكرسي لما يجعله دائماً في خدمة اللغة العربية تقنياً، وستكون صحيفة الجزيرة إن شاء الله الآن ومستقبلاً شريكاً يعتمد عليها في تعاونها مع جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في خدمة لغتنا العربية الساحرة.
بعد ذلك قام مستشار معالي مديرة الجامعة الدكتور مساعد المسيند بتسليم درع للأستاذ خالد المالك، بعد ذلك بدأت جلسات الملتقى.