تشارك المملكة العربية السعودية دول العالم الاحتفال بالتوعية بالأسبوع العالمي للتحصين الذي يٌفعل في الأسبوع الأخير من شهر إبريل (24-30)، بهدف تعزيز واحدة من أقوى الأدوات المعنية بالصحة في العالم، وهي استخدام التحصين لحماية الناس من جميع الأعمار ضد المرض، وسيكون الموضوع المخصص لعام 2014 هو «هل واكبت جديد التحصينات؟».
وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن التحصين يحول دون ما يقدر بـ2 إلى 3 ملايين حالة وفاة كل عام، وأن هناك انخفاضا في وفيات الحصبة بنسبة 78% في الفترة بين عامي 2000 و2012، وأنه يتم اختبار التحصين بدقة للتأكد من سلامته، ويتم مراقبة التحصين باستمرار حتى بعد أن يتم إنتاجه.
من جانبه أوضح مستشار معالي الوزير المشرف العام على العلاقات والإعلام والتوعية الصحية د. خالد مرغلاني أن برنامج التحصين الموسع بالمملكة يواصل انطلاقته القوية، ويعتبر برنامجاً شاملاً يستهدف (24) مرضاً، ويشتمل البرنامج على الإجراءات ذات العلاقة كنظام الترصد الوبائي المكثف للحالات والحملات الوطنية للتطعيم وما يصاحبها من التوعية الصحية النشطة والمؤثرة، لافتاً أن برامج الرعاية الصحية بالمملكة حققت خلال 2013م مؤشرات إيجابية، إذ انخفض معدل وفيات الأطفال الرضع بالمملكة إلى ثماني حالات لكل ألف مولود مقارنة بـ22 في 2006م، في حين انخفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة خلال الفترة نفسها إلى تسع حالات لكل ألف مولود حي مقارنة بـ27 خلال 2006م، كما أن معدل وفيات الأمهات انخفض أيضاً إلى 14 حالة وفاة لكل مائة ألف مولود حي مقارنة بـ23 حالة خلال 2006م، في حين انخفض معدل وفيات حديثي الولادة لكل ألف مولود حي إلى خمس وفيات فقط مقارنة بـ12 حالة خلال 2006م، وارتفع كذلك متوسط العمر المتوقع عقب الولادة إلى 75 سنة خلال 2013م، مقارنة بـ71 سنة خلال 2006م.
وأضاف د. مرغلاني وبحسب الكتاب الإحصائي الصحي السنوي لوزارة الصحة لعام 1433هـ/2012م، فقد لوحظ انخفاض في معدلات الإصابة في عدد الأمراض المستهدفة بالتحصين نتيجة لما تحقق من تغطية عالية تفوق 90% خلال هذا العقد، كما وشهد انخفاضا في حالات الإصابة ببعض أمراض التطعيم المستهدفة، وأن معدل الإصابة بمرض الحصبة في المملكة العربية السعودية لعام 1433هـ/ 2012م هو 1.01 لكل 100.000 نسمة، ويعتبر هذا المعدل منخفضا جدا بالمقارنة مع معدل الإصابة في إقليم شرق المتوسط (5.9 لكل 100.000نسمة)، والمعدل العالمي (5.1 لكل 100.000 نسمة). مشيراً إلى أن معدل الإصابة بمعظم الأمراض المستهدفة بالتحصين متقارب بين السعوديين وغير السعوديين باستثناء بعض الأمراض كالجدري المائي، والالتهاب الكبدي (ب)، وقد يعود الفرق في معدل الإصابة بمرض الجدري المائي إلى أن معظم المقيمين غير السعوديين هم من البالغين.
وفي تقرير صدر عن المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة أوضح أن برنامج التحصين الموسع حقق نجاحات كبيرة استندت في البدء على الأمر السامي الكريم عام 1399هـ(1979م) بالاحتفاظ بشهادات الميلاد حتى استيفاء التحصينات الأساسية للمواليد الجدد, وقد تلا ذلك التوسع الكبير في المراكز الصحية، وتطبيق برنامج الرعاية الصحية الأولية مما أدى إلى ارتفاع نسبة التغطية لكل التحصينات الأساسية بحيث وصلت إلى أكثر من 97% منذ العام 1990م وحتى عام 2008م.
وقد تضمن التقرير أن «التحصين يعتبر مركبا يحفز ويقوي مناعة جسم الإنسان لمحاربة الأمراض والأوبئة التي لم يصب بها من قبل، ومن فوائده أنه يساعد الجسم على أن يصبح قادراً على مقاومة بعض الأمراض المعدية وخاصة أجسام الأطفال لأنهم أكثر عرضة للأمراض والأوبئة لضعف الجهاز المناعي لديهم في مقاومة البكتيريا والفيروسات، ويعطى التحصين للأطفال للوقاية من انتشار أمراض كانت شائعة في الماضي أو الوقت الراهن تسبب مضاعفات شديدة وفي بعض الأحيان الموت، والجدير بالذكر أن التحصين لا يعطى للأطفال فقط لإنقاذ حياتهم ولكن أيضا لإعطائهم فرصة للنمو بصحة وتحسين فرص الحياة لهم، وأن أكثر الفئات حاجة للتحصين هم الفئة التي تعاني من أمراض مزمنة وأمراض مناعية وكبار السن وخاصة في حالة انتشار وباء».
وأوضح التقرير أن «التحصين ليس حكراً على سن الطفولة فلا بد من حصول البالغين على التحصين لبعض الأمراض مثل الالتهاب الكبدي ب والجدري والأنفلونزا وغيرها، وأنه عند تطبيق نظام التحصين في المجتمع فإن ذلك يوفر اقتصادياً الكثير من تكاليف علاج تلك الأمراض». وأكد تقرير مركز المعلومات أن «تطوير التحصين يتم وفقا لأعلى معايير السلامة، والتحصين مثل كل الأدوية يوجد له أعراض جانبية تعتمد على نوعه وهناك أعراض عامة تحدث مع أغلب التحصينات مثل الصداع، وارتفاع في درجة الحرارة، وألم وتورم واحمرار في مكان الحقن، وألم في العضلات والمفاصل، وطفح جلدي».
وأشار إلى أنه «يمنع إعطاء التحصين عند الحساسية الشديدة نتيجة لتحصين سابق، وعند حساسية شديدة لأحد مكونات التحصين أو حساسية لبروتين البيض، وللذين يعانون من أمراض نقص المناعة إلا بعد استشارة الطبيب، وعند وجود اضطرابات عصبية كالتشنجات أو الصرع، وإذا كان الطفل يعاني من نقص المناعة لا ينبغي أن يعطى التحصينات الحية».
وعن تأثير تأخير جرعات التحصين على صحة الطفل أوضح التقرير أن «ذلك يعرض الطفل لخطر الإصابة بالأمراض المستهدفة، وتكون الفائدة القصوى من اللقاح عند أخذه في مواعيده المحددة».
وبدورها أوضحت مديرة المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة الصيدلانية أمل بنت معاوية أبو الجدايل أن المركز على أتم الاستعداد للإجابة عن كل ما يتعلق بآلية عمل التحصين، والفائدة منه، والأعراض الجانبية المصاحبة له، وموانع أخذ التطعيم وغير ذلك من المعلومات بخصوص برنامج التحصين الموسع عبر الرقم المجاني الخاص بالمركز 8002494444 وحساب وزارة الصحة على تويتر @saudimoh، وأنه تم تجهيز ومضات تلفزيونية وإذاعية بخصوص التحصين ومدى أهميته بالإضافة إلى عدد من المطويات والبوسترات والرول آب وقد تم توزيعها على كافة مديريات الشؤون الصحية في جميع مناطق المملكة للاستفادة منها في تفعيل هذا اليوم، كما ويعتزم المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية استضافة كبار استشاري الأمراض المعدية للرد على أهم الاستفسارات، بالإضافة إلى إعداد مجموعة من التغريدات الهامة التي تساهم في رفع وعي الجمهور.