تضطلعُ مدينةُ الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بمسئولياتٍ متعددةٍ؛ من ضمنِها رسمُ سياساتِ العلومِ والتقنيةِ في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ، والقيامُ بالأبحاثِ العلميةِ في المجالاتِ التي حددتها إستراتيجيتها المتوافقةُ مع إستراتيجية المملكة للعلوم والتقنية. وتركزُ إستراتيجية مدينةُ الملك عبدالعزيز للعلومِ والتقنية على سبعِ مجالاتٍ رئيسةٍ، من بينها مجالُ تقنيةِ المعلوماتِ الذي يركزُ بدورِه على مجالاتٍ فرعيةٍ متعددة؛ منها مجالُ «اللغةِ والكلام».
وتسعى أبحاثُ اللغةِ والكلام بشكلٍ عامٍ إلى فهمِ اللغةِ المنطوقةِ والمكتوبةِ، وإنتاجِها بصورةٍ آليةٍ. وتعنى الأبحاثُ التي تقومُ بها مدينةُ الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في مجالِ اللغةِ والكلام بشكلٍ رئيس على اللغةِ العربية، بصفتِها عنصرًا أساسيًّا من عناصرِ الهُويةِ الوطنية والإسلاميةِ للملكةِ العربية السعودية، إضافةً إلى التنامِي المستمرِ للمحتوَى العربي المرقمَن سواء أكان في الإنترنتِ أم في المؤسساتِ العامة والخاصة، والذي يتطلبُ أدواتٍ وبرامجَ تساعدُ على نموِه والاستفادةِ منه بشكلٍ أوسع.
تستعرضُ هذه الورقةُ وبشكلٍ موجزٍ جهودَ مدينةِ الملك عبدالعزيز للعلومِ والتقنية في خدمةِ اللغةِ العربية تحت أربعِ محاورٍ رئيسية هي: (1) مبادرةُ الملكِ عبدالله بن عبدالعزيز للمحتوى العربي وما يندرجُ تحتَها من مشاريعَ فرعيةٍ منها للمثال لا الحصر، مشروعُ إثراءِ المحتوى العربي و المدونةِ العربية ومحركُ البحثِ العربي نبع و الترجمةُ الآلية ومشروعُ تقييمِ محتوى رسائلَ الجوالِ العربية «صافي»، (2) الأبحاثُ الخاصة بالتعرفِ على الكتابةِ العربيةِ المطبوعة.
(3) الأبحاثُ المتعلقةُ بالتعرفِ على الكلامِ ونطقِه. (4) مشاريعُ أخرى منها المصادرُ اللغويةُ وبرنامجُ معالجةِ المدونات (غواص.) وتُلمِحُ الورقةُ في آخرِ جزءٍ منها إلى كيف يمكنُ لبعضِ هذه المشاريعِ، أن تسهمَ في بناءِ أنظمةٍ للتعليم الإلكتروني وبخاصة اللغةِ العربية.