في زمن تلاطمت أمواجه وملذاته الدنيوية الهادرة وفي صخب الحياة وأنينها الحالك تبرز شخصيات وتتوارى أخرى عن مسرح الحياة الذي يعج هو الآخر بالكثير والكثير من الشواهد والأعمال التي تسجل بمداد من ذهب وسيخلدها التاريخ لا محالة، فمن شخصيَّة تقفز لمصاف المجد عبر ما تقدمه من عمل يرصع جبين دربها بكافة عمل الخير، كما الحال لشخصيتنا التي سنتطرَّق لها من خلال سطورنا القادمة علنًا نعطيها ولو جزءًا يسيرًا من حقها التي تستحقه إلى شخصيَّة تبحث عن زيادة غلة رصيدها الدنيوي الفاني دون أيّ مساهمة مجتمعية تذكر أبينا معها إلا أن نكسر حواجز الصمت ونطلق بالتالي العنان لحبر القلم علّه يعبّر هو الآخر عمَّا يكنّه من أحاسيس تجاه تلك الشخصيَّة التي نذرت على نفسها التطوع لعمل الخير بعيدًا عن ردهات الإعلام وفلاشاته المركزة ويعلم الله أنني لم التق بتلك الشخصيَّة من قبل وكم كنت أرغب في لقائها لسبر أغوارها الخيريَّة الدفينة بكلِّ ما هو خير لأبناء وبنات هذا البلد ولكن لعلَّ ما دعاني للكتابة هو ذلك الشلال الهادر من الأعمال الخيريَّة التي تزيِّن سجلها بمداد من خير لن نوغل كثيرًا في التقديم لتلك الشخصيَّة وهي الغنية عن ذلك كما هو أهل لذلك ولكن من باب إعطائه شيئًا يسيرًا مما يستحقُّه وهو الذي أجزم أنّه لا يرغب بإطراء كهذا ولكن ليسمح لي كما ذكرت آنفًا بإطلاق العنان لمشاعر قلمي الجياشة علّها تروي ظمأ عطشها هي الأخرى، فمن منّا لا يعرف الأيقونة الخيريَّة إن جاز لنا تسميتها أحد رموز العمل الخيري بالمملكة الشيخ خالد بن إبراهيم بن عبد العزيز آل إبراهيم، تلك الشخصيَّة التي آثرت على نفسها حب الخير عبر رعايتها للكثير من المناسبات الخيريَّة المهمّة التي نعلم عن بعضها ونجهل جلّها الآخر كرعايته مؤخرًا للملتقى الربيعي السنوي الذي أقيم بمخيم الشيخة هيا بنت خالد آل إبراهيم الربيعي بالثمامة والمقام خصيصًا لأبناء الجمعية الخيريَّة لرعاية الأيتام (إِنسان) وعلى نفقته الخاصَّة وهو الذي لم تشغله أعماله ومشاغله الجِّسام عن مشاركة تلك الفئة الغالية علينا جميعًا وفي أكثر من مناسبة مسخرًا ماله ووقته وجهده لبث الفرح في نفوس تلك الفئة الغالية فمن يشاهد علامات الفرح والزهو تعلو محيا عدد من أبناء تلك الفئة يشعر بفرح عارم أن قيض الله لهذا المجتمع اناس يسارعون لفعل الخير طالبًا الأجر والثواب من رب العباد وهو القادر على ذلك وحده سبحانه ولميقتصر الأمر على ذلك فهو الذي حث كذلك كافة أفراد عائلته الكريمة على المشاركة بأعمال خيريَّة كهذه.
ولن نذهب بسفينتنا بعيدًا كي نعبّر من خلالها عبر شلال خيري آخر يتدفق خيرًا وفيرًا يروي ظمأ المحتاجين يتمثَّل في موقعه نائبًا لرئيس مؤسسة والده العلامة الشيخ إبراهيم بن عبد العزيز آل إبراهيم -رحمه الله- التي امتدت عطاءاتها لدعم ومساعدة المحتاجين ومشروعات تفطير الصائم ناهيك عن المبرات الخيريَّة التي تجوب البقاع المقدسة مع إطلالة كل موسم حج أو عمرة ولن يتناسى الجميع دعم حلق تحفيظ القرآن وعلى كافة مستويات مناطق مملكتنا الغالية بالإضافة لبرامج العناية ببيوت الله، كما أن لمساهماته المجتمعية قصب السبق ومنها على سبيل المثال لا الحصر دعمه لمركز الأمير سلمان لشباب الأعمال وجمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري وليس بعيد من ذلك، ففي جمادى الآخرة من هذا العام تحديدًا كرّمت تلك الشخصيَّة من قبل أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز لتبرعه بمبلغ مليون ريال لوقف المدارس النسائية للجمعية «برج الوردة» وبرامج وأنشطة ورواتب معلمي جمعية تحفيظ الرياض، كما أنّه لم يكن بعيدًا عن دعم مناشط ومناسبات عاصمته الحبيبة الرياض عبر مساهمته ومشاركته أهاليها لاحتفالاتهم وأعيادهم السنوية.