الجزيرة - الرياض:
قالت لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض إنها أعدت تقريراً رصدت من خلاله الآثار الإيجابية والسلبية للقرار المزمع إصداره والذي يقضي بإلزام المحال والأسواق التجارية والأنشطة الخدمية بمنطقة الرياض بالإغلاق في التاسعة مساءً، وجاء في التقرير أن امتداد فترات العمل لساعات طويلة يستمر حتى أوقات متأخرة من الليل يومياً وطوال أيام الأسبوع، يضر بفرص توظيف الشباب السعودي في المحلات، بحكم ظروفهم المعيشية والتزاماتهم الأسرية والاجتماعية، وتضاربها مع المتطلبات الحياتية الأخرى، مما يعطي ميزة تنافسية للعمالة الوافدة تجعلهم يحتكرون هذه الوظائف.
وقال رئيس لجنة شباب الأعمال بالغرفة علي العثيم إن اللجنة كانت من أوائل الجهات التي سعت إلى مناقشة هذا الموضوع وأعدت تقريراً استناداً على توصيات صادرة عن ورشة عمل سبق أن نظمتها وتم الرفع بها إلى مقام خادم الحرمين الشريفين.. مشيراً إلى أن من نتائج تلك الورشة ما يترتب على طول مواعيد ساعات العمل بقطاع التجزئة من إكساب العمالة الوافدة ميزة تنافسية في التوظيف مقارنةً بالسعوديين، كما يؤثر سلبياً على عمل المرأة السعودية في محلات المستلزمات النسائية ويجعلها تحجم عن العمل بهذا المجال، وهو ما يتعارض مع جهود الدولة لتقليص معدلات البطالة بين الشباب من الجنسين، بينما يحد تقليص ساعات العمل من التسرب الوظيفي في تلك القطاعات وهو ما سيسهم في توظيف عدد كبير من السعوديين الباحثين عن فرص عمل حقيقية، ومن ثم زيادة نسب التوطين في قطاع التجزئة عن طريق تذليل بعض العقبات التي تُواجه الشبان السعوديين ومنها طول ساعات العمل.
وقال إن ذلك من شأنه أيضاً زيادة جاذبية قطاع التجزئة للاستثمار من قبل شباب وشابات الأعمال السعوديين وهو القطاع الذي يبلغ حجمه نحو 100 مليار ريال، ويستوعب أعداداً كبيرة من الوظائف ما يعطي هذا القطاع دوراً أساسياً وهاماً في تنمية مصادر الدخل الوطني وتوفير فرص العمل للمواطنين السعوديين بمختلف مستوياتهم وتخصصاتهم، فضلاً عن تميز الاستثمار فيه بقصر فترة استرداد رؤوس أمواله وهي ميزة لا تتاح لكثير من القطاعات الاستثمارية الأخرى، ما سيسهم أيضاً في مكافحة ظاهرة التستر التجاري، حيث سيمكِّن القرار الكثير من السعوديين من إدارة الأنشطة التجارية بأنفسهم لعدم اضطرارهم للعمل لساعات طويلة وغير منتظمة. وأضاف العثيم أن اللجنة في رصدها الآثار الاقتصادية السلبية لاستمرار عمل المحلات التجارية لفترات طويلة خلصت إلى أن ذلك يؤدي إلى ارتفاع كبير في استهلاك الكهرباء، بينما يؤدي تحديد وتنظيم ساعات العمل إلى ترشيد الاستهلاك وتخفيض الضغط على شبكات التوليد. كما رصدت اللجنة بعض الآثار الاجتماعية السلبية ومنها التأثير السلبي على الترابط الأسري، مشيرةً في تقريرها إلى أن طول فترات العمل بالمحال التجارية يجعل الكثير من الشباب والأسر يقضون أوقاتاً طويلة للتسوق والتجول في الأسواق، مما يقلل من فرص التقاء أفراد الأسرة واجتماعهم ويحد من تنمية العلاقات الأسرية، ومن ثم يساهم في تباعد أفراد الأسرة.
كما رصدت اللجنة الآثار الأمنية السلبية لطول فترات عمل المحال التجارية، موضحة أن من إيجابيات تنظيم وتحديد أوقات العمل تقليص عدد الدوريات المكلفة بالمراقبة الداخلية للأسواق، وكذلك تقليص عناصر الأمن المكلفين بحراسة الأسواق وتوفير أوقاتهم لمهام أخرى تساهم في رفع معدلات الأمن في المجتمع، وأشارت اللجنة في تقريرها إلى أن تقليص ساعات العمل ليلاً سيساهم كذلك في تخفيف حدة الزحام المروري، خصوصاً أن المحلات منتشرة في كافة أحياء الرياض، وبالتالي فإن تنظيم أوقات العمل سيخفف وبدرجة كبيرة من المشاكل المرورية خصوصاً في أوقات الذروة، كما يخفف أيضاً من معدلات التلوث البيئي الناتج عن عوادم السيارات، ويسهم في تقليل معدل الضوضاء الناجم عن الحركة المستمرة المتزامنة مع أوقات العمل في تلك المحلات.