ليست مشكلة المتحدث أياً كان أن تتعدد التفسيرات لكلامه حسب أهواء ورغبات ونوايا المستمعين ومستوى فهمهم، فالمتحدث مسؤول فقط عن محتوى كلامه.
ومن المؤسف جداً أن تكون (الانتهازية) عنواناً لردود فعل بعض الإعلاميين على تصريح الأستاذ خالد البلطان حول (الصفة الاعتبارية له وللأستاذ أحمد عيد)، ومؤسف أيضاً أن يكون الطرح الإعلامي بهذا المستوى التحريضي البائس، لأنها كشفت عن (متربصين) يريدون تحريف التصريح باتجاه آخر، أو تفسيره حسب ما يدور في أذهانهم ونفوسهم من فهم ناقص تجاه الأستاذ أحمد عيد، وبالتالي فهم يطالبون بمحاسبة الرئيس الشبابي بناءً على فهمهم ونواياهم، وليس بناءً على التصريح نفسه، علماً بأن حديث البلطان عن الصفة الاعتبارية كان رداً على عدم اعتراف رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بالشخصية الاعتبارية لرئيس نادي الشباب أحد أكبر الأندية السعودية، والذي جاء من خلال تصريحه بأن (البلطان يمثّل نفسه) في وقت يقود فيه البلطان فريقاً يمثّل الوطن في بطولة الأندية الآسيوية، ولا عجب أن يتصرّف بعض الإعلاميين الذين يجهلون سمو الرسالة الإعلامية ومسؤولية الكلمة بهذه الطريقة، فتصريح البلطان أشار لعدة ملاحظات مهنية تتعلَّق بعمل اتحاد القدم وتهم جميع الأندية، وكانت واضحة لكل من استمع لها بوعي وموضوعية، ولكنها بطبيعة الحال لا تشكل أهمية لمن لا يملك الوعي الكافي بقضايا الرياضة السعودية وهمومها!!
ولسنا بحاجة لإعادة توضيح الرئيس الشبابي، ولكننا بحاجة لتسليط الضوء على عدد ممن استغل المساحة الإعلامية المتاحة له لتشويه الحقائق والتحريف والتحريض، فإما أن يثبت المتربصون صحة تفسيرهم السلبي، أو يحاسبون على التحريض والتشويه ومحاولات تضليل الشارع الرياضي، فهناك جهات رسمية معنية بالنظر بمثل هذه القضايا حماية لحقوق الأفراد، وحماية للرأي العام من التضليل، كما أن هناك نظام لمكافحة (الجرائم الإلكترونية) لمحاسبة من يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للإساءة للأشخاص وتوزيع التهم دون دليل.
صحيح أن (تصفية الحسابات) تدخل ضمن اللعبة الإعلامية، إلا أن اللعب (بغباء وتهور) يفسد اللعبة ويعطي نتائج عكسية لصالح الخصم، فهنيئاً للبلطان بهذا النوع من المتربصين به! فقد قدّموا له خدمة إعلامية دون قصد، ولعل من إيجابيات هذه الحالة وحالات أخرى مشابهة لها، أنها كشفت حاجة بعض المؤسسات الإعلامية لمراجعة مستوى أخلاقيات المهنة والمهنية لدى بعض منسوبيها، لأنهم في النهاية يمثّلون مؤسسات إعلامية نحترمها كثيراً، ولا نقبل أن يساء لمهنيتها بالطرح الإعلامي الفوضوي من قبل بعض منسوبيها.