إن من نِعم الله تعالى على عباده أن أنزل عليهم القرآن الكريم نوراً وهدى للناس أجمعين وإن للقرآن الكريم تأثيراً فريداً في تهذيب النفوس وتزكية السلوك والأخلاق، وبه سعادة المجتمع والفرد في الدنيا والآخرة، فكتاب الله هو منهج حياة ومشكاة تضيء لنا الطريق وهو المصدر الأول للتشريع، وهو ما يؤكد أهمية العناية به فهماً وقولاً وعملاً ، وقال رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) فهذا القرآن هو ذروة سنام هذه الأمة وسبب رُقيها ورفعة شأنها بين سائر الأمم، لذا أصبحت العناية به والاهتمام بتعليمه وتدبر معانيه ضرورة حتمية في حياة المسلم، وفي بلادنا المباركة بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي تتنوع المسابقات والجوائز التي تحث الشباب والشابات على حفظ القرآن الكريم وتجويده وتلاوته على النحو الصحيح، ومنها (جائزة فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات بمنطقة القصيم) وهي المسابقة التي تشمل كافة مدن ومحافظات وقرى المنطقة، حيث أوجدت هذه المسابقة المباركة لإذكاء روح التنافس بما يعود بالنفع على الشباب في دنياهم وآخرتهم.
وتحل علينا هذه الجائزة المباركة في دورتها الثالثة لعام 1435هـ وبعد أن حققت النسختان السابقتان نجاحاً منقطع النظير وحققت كافة الأهداف المرجوة منها ولله الحمد والمنة، حيث تتسم هذه الجائزة بالتجديد والتطور والشمولية، وقد كان لها الأثر الواضح الجلي والفائدة الملموسة لشحذ الهمم وبذل الجهود لدى أبنائنا الشباب والفتيات والناشئة منهم. وحثهم على التنافس الشريف وتشجيعهم على التسابق في هذا الميدان المبارك والإقبال على كتاب الله المتعبد بقراءته وتدبره فضلاً عن حفظه وتجويده.
وفي الختام لا يسعنا بهذه المناسبة الكريمة إلا أن نسأل الله العلي القدير أن يجزي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز -حفظه الله- أمير منطقة القصيم خير الجزاء على رعايته لهذه الجائزة وعلى دعمه لها وتهيئة كل السبل لإقامتها وتذليل كافة المعوقات أمامها.
كما ندعو الله عز وجل أن يثيب القائمين على الجائزة وأن يوفقهم لكل خير.