الجزيرة - محمد السنيد / تصوير - فتحي كالي:
وقَّعت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) والشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) صباح أمس مذكرة تفاهم لاستخدام الخطوط الحديدية لشركة (سار) في نقل المواد الخام والمنتجات للمرافق التابعة لشركة (سابك) في مدينة الجبيل الصناعية. وقد وقع الاتفاقية من جانب للشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) رئيسها التنفيذي الدكتور رميح بن محمد الرميح، ومن جانب الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) نائب الرئيس التنفيذي للاستراتيجيات والتخطيط المهندس يوسف بن عبدالرحمن الزامل، وذلك في القاعة التنفيذية الأولى بفندق الريتز كالرلتون في الرياض، بحضور عدد من مسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة، إلى جانب مجموعة من التنفيذيين في الشركتين وسط تغطية إعلامية من وسائل الإعلام كافة.
وقدَّم الرئيس التنفيذي لشركة سار الدكتور الرميح خلال الحفل عرضاً عن شبكة الخطوط الحديدية التي تنشئها (سار) داخل مدينة الجبيل الصناعية لربطها بكل من ميناء الملك فهد الصناعي وميناء الجبيل التجاري وببقية أجزاء الشبكة التي تنفذها الشركة. العرض شمل العوائد المرتقبة من استثمار الخطوط الحديدية في تقديم خدمات النقل للقطاع الصناعي، وما سيتحقق من توفير معدلات اعتمادية عالية للنقل الثقيل، وإزاحة عدد كبير من الشاحنات من الطرق العامة داخل المدينة الصناعية؛ ما سينتج منه تخفيف الازدحامات عن تلك الطرق ورفع معدلات الأمان والسلامة، إلى جانب توفير استهلاك الطاقة.
كما ألقى المهندس الزامل نائب الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والتخطيط بشركة سابك كلمةً، أوضح فيها رؤية سابك تجاه هذا التعاون، والقيمة التي سيحققها في دعم سلسلة الإمدادات لمرافقها بمدينة الجبيل الصناعية.
من جانبه، قال المهندس يوسف بن عبد الرحمن الزامل نائب الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والتخطيط بشركة سابك: «تتميز سلسلة الإمدادات الفعالة بتوفيرها العديد من الميزات للأطراف المعنية، بما في ذلك ميزات تحقيق السلامة، الاعتمادية، المحافظة على البيئة، إدارة المخزون بصورة دقيقة، تأمين عمليات الإمداد، الحد من التكلفة وتحقيق الجودة؛ لذا تُعد الخدمات اللوجستية عن طريق السكك الحديدية من أساسيات الإمدادات، التي ستدعم نمونا، وتعزز مستوى رضا زبائننا». مضيفاً: «إنني على ثقة بأن تعاوننا مع الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) سيخدم استراتيجيتنا للعام 2025م».
وفي ظل حركة النمو السريعة التي تشهدها السوق المحلية، أكد الزامل أن السكك الحديدية تلعب دوراً مهماً في شبكة سلسلة إمداداتنا المتنامية، وتعد جزءاً رئيساً منها. مبيناً أن النقل عبر السكك الحديدية سيكون له آثار إيجابية في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وموضحاً أن المذكرة المبرمة مع الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) تعكس التزام (سابك) بأداء مستدام لسلسلة إمداداتها، خاصة أن استخدام السكك الحديدية يقلل من انبعاثات الكربون، ويحد من الاختناقات المرورية، ويسهم في تقليل استهلاك الطرق وتضررها.
الدكتور الرميح قال بعد التوقيع إن هذه الخطوة ستحقق - بإذن الله - عوائد إيجابية على جوانب عدة، اقتصادية وبيئية وتنموية. كما بيّن أن المرافق الصناعية لشركة سابك لن يقتصر ربطها بميناءَي الجبيل بل يتعدى ذلك إمكانية وصول منتجاتها إلى موانئ المملكة كافة على الخليج العربي والبحر الأحمر، إضافة إلى مختلف الأسواق المحلية من خلال شبكة «سار».
كما بيّن سعادته أن مثل هذه النشاطات تأتي تنفيذاً لجزء من الخطة التي رسمها صندوق الاستثمارات العامة في الاستفادة من المشاريع الوطنية العملاقة للخطوط الحديدية في تحقيق تنمية اقتصادية شاملة بالمملكة، مثمناً لمعالي وزير المالية ورئيس مجلس صندوق الاستثمارات العامة الدكتور إبراهيم العساف دعمه الكبير ومتابعته الدائمة لمشاريع الشركة ونشاطاتها المختلفة لتطوير أعمالها.
وحول تطوير (سار) لأعمالها أكد الرميح أن الشركة تحرص على مواكبة الاحتياج الكبير لدى القطاع الصناعي في مجال النقل الثقيل بتوفير وسيلة تتميز بطاقتها الاستيعابية وموثوقيتها العالية، إضافة إلى انخفاض استهلاكها للوقود مقارنة بالشاحنات. وأكد أن القطارات ستخفف على المملكة 70 % من الوقود المستخدم للنقل عبر الشاحنات، منوهاً بالجوانب البيئية، ومشيراً إلى أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ستنخفض بنسبة 75 %، إضافة إلى أبخرة أكسيد النيتروجين وغيرها من الجسيمات المتطايرة الأخرى التي ستقل بنسبة 50 % مقارنة بالشاحنات.
كما أشار الرميح في ختام حديثه إلى أن الاعتماد على الخطوط الحديدية في النقل للقطاع الصناعي في المستقبل سيرفع مستوى الأمن والسلامة والتقليل من نسب الحوادث في الطرق العامة عبر إيجاد بدائل نقل جديدة. مشيراً إلى أن ذلك سيزيد أيضاً من العمر الافتراضي للطرق، وسيخفض الاعتماد على العمالة الأجنبية في قيادة الشاحنات؛ الأمر الذي سيخلق بدوره فرصاً وظيفية في مجال تشغيل وقيادة القطارات التي تُعتبر مغرية وواعدة للشباب السعودي.
يُذكر أن الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) قد أنجزت من تشغيلها لخط المعادن نقل نحو 4.25 مليون طن من الفوسفات الخام من مناجم حزم الجلاميد إلى مدينة رأس الخير التعدينية، وتباشر حالياً مراحل التشغيل الأولى نقل خام البوكسايت من مناجم البعيثة إلى رأس الخير.
الجدير بالذكر أن توقيع هذه الاتفاقية يُعتبر خطوة مهمة وتنفيذاً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة في الاستفادة القصوى من الخطوط الحديدية لدعم القطاعات الصناعية الكبرى.