الحب «بالفسبكة»!

بحسب دراسة معتمدة من قبل «علماء بيانات فيبسوك» بالولايات المتحدة الأمريكية، فإن «50%» من العلاقات العاطفية التي تتجاوز الأشهر الثلاثة الأولى بسلام عبر «الفيسبوك»، تمتد عادة لتصل لنحو «4 سنوات»؟!

الحب العابر عبر «الموقع العالمي» من أكثر أنواع الحب غرابة، لأنه خليط بين الخيال والواقع الملموس، رغم أن نسبة الكذب فيه مرتفعة وتتجاوز الـ53% في معظم العلاقات عند الحديث خصوصاً عن العمر والحالة الاجتماعية والمالية والمظهر الخارجي!

البعض يعتقد أن ذلك خاص بدول الشرق الأوسط، كوننا مجتمعات محافظة، ولكن الكذب يمتد حتى لتلك المجتمعات المختلطة، ومن ذلك ما ذكرته الشرطة الهندية أمس الأول «الأحد»، عندما قالت إن شاباً يبلغ من العمر (22 عاماً) قتل نفسه، بعدما اكتشف أن الشابة الجميلة البالغة من العمر «21 عاماً» التي نشأت بينهما «قصة حب» قبل عامين على الفيسبوك، رغم أنهما لم يلتقيا نهائياً، ليست سوى «ربة منزل» تبلغ من العمر «45 عاماً»، ومتزوجة ولديها «3 أطفال» ليقوم بقتلها على الفور من هول «الصدمة»، ومن ثم قتل نفسه، وهذه ليست الحادثة الوحيدة، ولن تكون الأخيرة؟!

المغازلة الإلكترونية في نظر عدد من الشباب الأمريكي المشاركين في الدراسة، مجرد «مضيعة للوقت» لأنها تعتمد على الكذب والتضليل، كونها عرضة لأبحاث وتعقب الشركات العالمية، بسبب إتاحة فيسبوك الحسابات ورصد ردود الفعل وانتهاك الخصوصية، ويرون في الخروج للواقع حلاً، ومع ذلك يوسعون دائرة علاقاتهم عبر «فيسبوك»؟!

أهل «الفسبكة» من العرب كما تقول الدراسة، يقومون بإلغاء الحساب نهائياً، بعد أول نكسة عاطفية في الغالب، نتيجة عدم قدرتهم على الاختيار الصحيح بين المشاركين في التواصل لمن يصلح زوجاً، و38% منهم يعودون بحسابات جديدة لاقتفاء أثر علاقتهم السابقة، ويقضون في التعقب أشهر وسنوات مما يجعل قطار الزواج يمضي!

«التقنية» تجني على العواطف، و»فيسبوك» مشروع فاشل للزواج عربياً لعدم وجود ثقة بين الطرفين، الشاب قد يكون فعلاً من «أهل الفسبكة», ولكن بالتأكيد «أهله أبخص»!

وعلى دروب الخير نلتقي.