الجزيرة - عوض مانع القحطاني:
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رعى معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبد العزيز بن محيى الدين خوجة الحفل الكبير الذي نَظَّمته هيئة الإذاعة والتلفزيون بمناسبة مرور 50 عامًا من العطاء والإنجاز والتقدم. وقبل بداية الحفل افتتح معاليه المعرض المصاحب لهذه الاحتفالية، الذي يشمل صورًا ومعدات قديمة وحديثة والتطوّر الحاصل في مجال التلفزيون والإذاعة.
بعد ذلك بدئ الحفل، الذي أقيم في مركز الملك فهد الثقافي بالقرآن الكريم.
عقب ذلك قدّم عرضٌ مرئيٌّ مسرحيٌّ عن الإذاعة والتلفزيون من خلال مقتطفات ومناظر للنهضة الحضارية التي عاشتها المملكة وتعيشها حاليًّا.
كلمة وزير الثقافة والإعلام
بعد ذلك ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبد العزيز خوجة كلمة قال فيها: نيابة عن خادم الحرمين الشريفين يسرنا أن نرعى ونشارك الجميع في هذه الاحتفالية التي نظمتها هيئة الإذاعة والتلفزيون.. ونثمّن لهذه الهيئة هذه البادرة ولمؤسسات الوطن وسواعد أبناء الوطن حتَّى باتت حاضرة في الذاكرة.
وقال معاليه: يعلم الجميع ما للإعلام من أهمية في ترسيخ المفاهيم الجيدة وتعزيزها وتوحيد المجتمع مما يحيط به من مخاطر تُهدِّد تماسكه وبلادنا المملكة العربيَّة السعوديَّة فيها مهبط الوحي ومنبع الرسالة الإسلاميَّة ومنذ أن قامت على يد المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله- وهي تطلَّع بمسؤولياتها الكبيرة باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من هذا العالم..
ومن هذا المنطلق انطلقت المسؤولية الإعلاميَّة للمملكة على أساس ومبادئ راسخة جعلت من دستور هذه البلاد الكتّاب والسنّة ومنهج سلف الأمة.. وأخذت به في وسائلها الإعلاميَّة المرئية والمسموعة والمقروءة منذ أن بدأ الإعلام السعودي انطلاقته في الفضاء الرحب يعزِّز رسالة المملكة الداعي إلى هذه الدعوة وهذا الدين القيم ورسالته الوسطية وإيصالها إلى الآباء والأطفال في هذا العالم الواسع.
وأضاف معاليه قائلاً: نحن وإياكم نحتفل بمرور 50 عامًا على إرسال إذاعة الرياض، الذي بدأ عام 1384هـ وبث تلفزيوني من الرياض وجدة عام 1385هـ وبالأمس كنا نستمع إلى بث إذاعي من جبل في مكة لا يتجاوز مدة كيلو مترات وكنا نشاهد بث تلفزيون بالأبيض والأسود في الرياض وجدة واليوم نلتفت يمينًا ويسرةً نسمع باقات من المحطات المتنوعة من المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية التي تبث من أنحاء الوطن وربطت بين أبناء الوطن وأصبحت تبث عبر آفاق العالم.
وأكَّد معاليه أن مسيرة الإعلام في المملكة انطلقت بخطى ثابتة ومستقرة على مرِّ السنين وشهدنا فيها التوسع والتطوير وقد شهدنا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قفزات هائلة في مجال الإعلام من خلال افتتاح العديد من القنوات في الجوانب المعرفية والثقافية وقنوات رياضيَّة.
أخيرًا توّجت بقنوات رياضيَّة تدعم الأنشطة الرياضيَّة في بلادنا وقنوات للقرآن الكريم والسنَّة النبويّة التي لقيت صدى واسعًا في نفوس أبناء الوطن والمسلمين.. وهي تجسِّد تلفزيون الواقع وتذهب المشاعر لتربطنا بأقدس بقعتين في العالم على مدار الساعة .. وتظهر اهتمام الدول بالحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار، مشيرًا معاليه إلى الإنجاز الآخر لخادم الحرمين الشريفين فهو إنشاء ثلاث هيئات إعلاميَّة تتمتع بخصوصية واستقلالية كاملة وهي هيئة الإذاعة والتلفزيون وهيئة وكالة الأنباء السعوديَّة وهيئة الإعلام المرئي والمسموع .. وليس خافيًا بأن الإعلام السعودي بجميع قطاعاته ومؤسساته ظلَّ يلقى الدعم والمساندة من القيادة الرشيدة منذ انطلاقته حتَّى هذا العصر الذهبي.. عصر خادم الحرمين الشريفين فيما وصلا إليه من تطوير ورقي وما يحظيان به من مساندة ومتابعة من ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ومن صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد من أجل رفعة الإعلام في بلادنا.
واختتم معاليه كلمته بأن الاحتفال بمرور 50 عامًا على انطلاق الإعلام السعودي هي مناسبة مهمة في مسيرة إعلامنا وهي من المناسبات الوطنيَّة المهمة ولا شكَّ أن إعلامنا أسهم في تعزيز اللحمة الوطنيَّة والتثقيف ونشر الوعي.
وكان حاضرًا في كافة الميادين.. مؤكِّدًا أن هيئة الإذاعة والتلفزيون سائرة في تقديم أفضل ما يمكن للرقي بإعلامنا ومستقبل واعد وزاهر للإعلام.. ويعلن التَّحدِّي في مرحلة من أصعب المراحل في هذا العصر.
وبما يتماشى مع السياسة الإعلاميَّة للمملكة الضامن للإعلام الواعي والمعتدل، بعيدًا عن الشحن والتحريض والضجيج، مبينًا معاليه أن الإعلام السعودي ساهم فيه نخبة من أساتذة الإعلام منذ تأسيسه وحتى وقتنا الحاضر من خلال أبناء وطن نذروا أنفسهم لخدمة دينهم ثم وطنهم.. ونحن في هذه الاحتفالية نكرِّم وزارة الإعلام وأناسًا لهم الفضل على هذه المسيرة .. ونحن نقدر ونثمن من عملوا في هذه المسيرة المباركة ونقدر لكل من شارك وساهم معنا في هذه الاحتفالية من الداعمين ونقدر لهذه الهيئة هذه المبادرة وجهودها الملموسة.
تعريف بالبرامج
عقب ذلك قدّم عرضٌ مرئيٌّ للبرامج والأخبار والحوارات والمسلسلات التي قدّمها التلفزيون السعودي أيام زمان وقد صفق الحاضرون لهذه المواد التي قدّمت خاصة أنها أعادتهم إلى الوراء قليلاً.
كلمة رئيس الهيئة
عقب ذلك ألقى معالي الأستاذ عبدالرحمن بن عبد العزيز الهزاع رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون كلمة رحب فيها بالحضور.. وقال نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بما شاهتموه من برامج ثقافيَّة وفنيَّة وبرامج مختلفة، التي أعادتكم كثيرًا إلى الوراء والتي منها نستمد قوتنا إلى الأمام.. وإلى التطور.
وقال الهزاع حققنا كثيرًا من الإنجازات واستفدنا من المخزون إعلاميًّا واستثماريًّا في الأفراد والتجهيزات على مدى نصف قرن ولعلّ ما شاهتموه في هذا المعرض وما كتبه وسائل الإعلام يكفي للتعريف بهذا المنجز.
وأكَّد الهزاع في كلمته قائلاً: سوف اكتفي بخمس رسائل مشفوعة بخمسة وعود..
رسالتي الأولى: رسالة شكر وعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- على رعايته لحفل هيئتنا..ودعمه اللا محدود للإعلام ورسالة الإعلام والشكر موصول إلى مقام ولي العهد ووزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد على ما يقدمانه لنا في الهيئة من شد عزم ونصح وتوجيه.
وإنني أعد قيادتنا الرشيدة بأن نواصل حمل الأمانة وأن نكون عند مستوى التطلعات وأن نفى بما عهدناهم عليه.. وعاهدنا أنفسنا أن نكون رجالاً مخلصين حاملين للأمانة ومراعين في ذلك مصلحة البلاد والعباد وفق منهج قوي سار عليه الملك عبد العزيز -رحمه الله- وسار عليه أبناؤه من بعده.
أما الرسالة الثانية: فهي رسالة شكر وتقدير وإشادة لكل من بذل جهدًا وقدم عطاءً من أصحاب المعالي والسعادة الذين سطّروا وقدَّموا ما في وسعهم للنهوض بإعلامنا المسموع والمرئي وأثرها ملموس فيما نعيشه.. ولكن أعد بأننا سنكمل المسيرة من بعدهم بما يحقِّق الطموحات لبلادنا.
رسالتي الثالثة: هي لك أنت المُتلقِّي والمشاهد لما تبثه لك هيئتك؛ هيئة الإذاعة والتلفزيون وهي رسالة إقرار واعتراف بأنك شريكي في هذا النجاح لكي أصل إليك وشريكي في المتابعة وطرح الأفكار التي تخدم مسيرة إعلامنا.. ووعدي لك أن نسعى لتحقيق طموحك وأن نكون عينًا لك لكل ما تسمعه أسرتك في ظلِّ أمان أسري نحرص عليه ونراهن على ثباته.
ورسالتي الرابعة: لكم زملائي في الهيئة يا من تجاوز عددكم الآلاف من أبناء هذا الوطن أنا بدونكم لا شيء، فأنتم ساعدي الأيمن وبكم بعد الله استعين.. وأنا أدرك أن الحمل ثقيل ولكنه مع عزيمة الرجال تتذلل الصعاب.. دعونا تعمل سويًّا وسوف نحقق ما يصبو إليه أبناء هذه البلاد بدعم من قيادتنا الرشيدة.
واعدًا زملاءه بتحسين أوضاعهم وصقل المواهب بالتدريب وجلب الخبرات والسير بكم إلى الأمام من خلال افتتاح مركز تدريب شامل يحقِّق طموحاتكم ومواهبكم.
واختتم الهزاع الرسالة الخامسة شاكرًا كل من حضر وشارك من المسؤولين ورجال الإعلام.
تكريم وزراء الإعلام السابقين
عقب ذلك تَمَّ تكريم وزراء الإعلام السابقين وهم الأستاذ عبد الله بالخير أول وزير إعلام سعودي وقد تسلّم التكريم حفيده فيصل يعرب بالخير، ثمَّ وزير الإعلام الثاني جميل بن إبراهيم الحجيلان تسلّمها نجله، ثمَّ وزير الإعلام الثالث معالي الأستاذ إبراهيم العنقري تسلّمها ابنه ماجد، ثمَّ وزير الإعلام الرابع معالي د.محمد عبده يماني تسلّمها ابنه عبدالله، والوزير الخامس معالي الأستاذ علي بن حسن الشاعر تسلّم الجائزة ابنه طلال، والوزير السادس معالي الأستاذ فؤاد بن عبدالسلام الفارسي، ثمَّ الوزير السابع الأستاذ إياد بن أمين مدني، وأخيرًا تَمَّ تكريم الوزير الثامن والحالي معالي د.عبد العزيز خوجة.
عقب ذلك كرَّمت الهيئة الرعاة الداعمين لهذه الاحتفالية.