في الآونة الأخيرة بعد أن اختلط الحابل بالنابل - في تويتر - وهي إحدى وسائل التواصل الاجتماعي حاول - بعض - الشعراء والشاعرات ركوب الموجة الرياضية - كوسيلة لغاية - تُفضي لكسب جماهير الأندية الرياضية، وهذا حق مشروع للجميع ولكن هناك (ضوابط أدبية) تخص فن الشعر، وهناك أيضاً (ضوابط أخلاقية) تخص معنى هذه الأبيات لا بد من الالتزام بها.. أما بالنسبة للضابط أو المعيار الأول وهو الأدبي الذي يختص بفنيات الشعر، فإن الشاعر المتميز جداً سيظل كذلك سواء في القصيدة الوطنية أو العاطفية أو الاجتماعية أو الرياضية بدليل خلود قصائد الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن الرياضية التي كتبها منذ أكثر منذ عشرين عاماً، مثل قصيدته الشهيرة في المنتخب السعودي التي غناها الفنان طلال مداح رحمه الله:
(يا ناس الأخضر لا لعب.. بركان يتفجَّر غضب.. من وقّف بوجهه خذاه.. غلطان يا معاند بحر). وبالتالي فإن التمكّن من أدوات الشاعر الفنية في كتابته لنصه الشعري لا تختلف بتنوّع - مضمون القصيدة - وهذا ما غاب عن فطنة بعض الشعراء والشاعرات الذين لم يكونوا حتى - مُقنعين إلى حدٍ ما - ناهيك عن أن يكونوا مبهرين في كل أغراض الشعر التي تَطرّقوا إليها، ومع كل ذلك أخذوا يزايدون ويزايدن على بعضهم وبعضهن في البحث عن جماهير الأندية الرياضية ليكسبوهم - كأرقام - متابعين لهم في (تويتر)، فأي مهزلة وتسطيح هذا..؟!
أما الضابط أو المعيار الآخر وهو (الأخلاقي) المشار إليه أعلاه فهو التجاوز في بعض أبيات الشعراء والشاعرات المسيئة للأندية الأخرى بأسلوب دخيل على مجتمعنا السعودي الفاضل الذي نشأ أبناؤه وبناته على الفطرة الإسلامية السويّة والأخلاق والعادات الاجتماعية الفاضلة.
وأطرح هنا أنموذجاً لشاعر جزل متمكن تميّز في كل أغراض الشعر التي تطرق إليها وهو الشاعر الرائع ضيدان المريخي الذي كتب الشعر الرياضي بكل ضوابطه وبرقي يشار إليه بالبنان، دون تجريح لرموز أو جماهير الأندية الأخرى أو دون أن يكون في قصائده الرياضية مواطن ضعف - من منظور نقدي - لسبب رئيسي وهو أنه شاعر متميز - قبل وبعد - كتابته لقصائده الرياضية، وبالتالي هو لم يبحث عن جمهور ناد في - تويتر - أو يسيء لأحد بأسلوب - خالف تعرف - يقول أبو عبد العزيز:
اخترت من بين هالألوان
لونين بالجود مشهوره
الشمس في حضرة الغدران
صوره ولا أجمل من الصوره
ويقول في قصيدة أو ربما لوحة أخرى:
في ليلةٍ من ذهب كانت عزوم الرجال
تكتب على المستحيل حكاية المنتصر
ومنها قوله:
الكاس عشق وبدا العاشق حنين الوصال
طال الهجر في عيون الناس والاّ قصر
إلى أن قال:
الكوره بأقدامهم كأنَّها باحتفال
ترقص وهي مالها عودٍ ليان وخصر
على بلوغ الهدف ما تعرف الاحتمال
تقول فيها على المرمى شعور وبصر
واختتمها بقوله:
حضورهم حوّل الملعب إلى كرنفال
حتى وهم فـ المساء كأنهم فـ العصر